مقالات الرأي

مشهد ليبي يتكرر 

بقلم/ عبد الله المقري 

حكومة الوحدة الوطنية ولدت بوحام شديد الغثيان، بدايته اجتماعات الصخيرات باعتماد جسم غريب (المجلس الاستشاري) المكون من التنظيم الإخواني والجماعة الليبية المقاتلة موازيًا لمجلس النواب المنتخب شرعيًّا حيث يحتفظ به من قبل المشروع الغربي في العملية التشريعية وهو أكثر من الثلث المعطل ونهاية الولادة العسيرة -فنادق جنيف- في أكبر مسرحية سياسية عبثية بالحالة الليبية.

لم يتوقف أعضاء لجنة الحوار ال 73 عند خطورة قرار الحل السياسي المبتور الذي دارت حوله الشبهات بشراء الضمائر قبل شراء الأصوات الذي ذهب إليه مجلس النواب في تسابق على منح الثقة لهذه الحكومة.

قد يكون أعضاء مجلس النواب وأعضاء لجنة الحوار الذين لم تلوث أيديهم بالمال الفاسد قد فطنوا من اليوم الأول للخديعة الكبرى إلا أن الأغلبية من الأعضاء يرتكبون غلطة العمر السياسي التي ستسجل عليهم تاريخيًّا ووطنيًّا، زد على ذلك ما صرحت به ستيفاني وليامز مدير بعثة الدعم الأممية في ليبيا التي قادت المفاوضات في تونس وجنيف وأشرفت على تنصيب هذه السلطة التي تدير الصراع المسلح اليوم بين الميليشيات في كل من الزاوية وتاجوراء والقره بولي والعديد من الأماكن في العاصمة الليبية المحتلة، حيث تبرز لغة السلاح في أغلب مناطق المنطقة الغربية إثر الصراع الانتخابي لمجلس الدولة وانعكاسه على المشهد الليبي، ولطالما كان الإخوان يتواجدون في مركز هذا الصراع ومفتيهم الصادق الغرياني الذي كل لحظة يتقي على القوات المسلحة العربية الليبية ويتهم قيادتها بمحاولة الهجوم المباغت على العاصمة طرابلس كعادته في العديد من المناسبات، والليبيون يدركون حقيقة هذا التوجه الإخواني المجرم وأيضًا ظهرت لهم حقيقة سوء الاختيار الفاسد لهذه السلطة التي رتبت تآمرية اجتماعات جنيف المشهورة بإشراف ستيفاني وليامز التي لم تترك جزئية إلا وأعلنتها في تصريحاتها المتعددة وإحاطاتها لمجلس الأمن الدولي الذي اعتاد أن يستمع بشكل غير آبه لما يتم من تدخلات ومبادرات وزيارات من قبل سفراء الدول الغربية بالإضافة الى الحوارات التي تجري في الداخل والخارج بإشراف مركز الحوار الإنساني بجنيف الذي في كل مرة من الاجتماعات التي يجريها بعض الشخصيات الليبية التي لم تثمر نتائج على الأقل توحي بأمل بسيط يحدد مسارات وطنية لعودة الدولة وعودة الاستقرار وشعور الليبيين بأن لديهم قيادات وطنية قد تعيد اللحمة الوطنية وعلى الأقل أن تغادر حكومتهم الحالية التي تمزق جسد الوطن إلى عدد من الأجزاء لن تتمكن أي نخبة من إعادتها ويثبت ذلك ما يقوم به المفتي المعزول في بث الأقاويل الباطلة للنيل من القوات المسلحة العربية الليبية التي تقف على مهمة أساسية بالحفاظ على أمن الشعب الليبي وحريته وسيادة الوطن في انتظار أن يتلاحم الشعب معها في إسقاط المؤامرة التي تطيل من هيمنة الميليشيات المسلحة على العاصمة طرابلس وأجزاء من المنطقة الغربية في حراسة الوجود الاستعماري التركي ومرتزقته التي تدنس التراب الليبي الطاهر وكذلك بقية الوجود الأجنبي من استخبارات وعساكر الدول الغربية التي تحمي ما يسمى بحكومة الوحدة الوطنية الوجود الغربي على الأرض الليبية.

زر الذهاب إلى الأعلى