حمى الطلاق
ناجية الصغير
المجتمعات التي تحكمها نمطية التفكير وتقودها عجلة الحداثة بلا تنظيم وتنساق خلف المسميات يحدث فيها الكثير من الفوضى، فوضى تفكير، فوضى تنظيم، فوضى تعاملات، فوضى تداخل مهام وواجبات، وبالتالي يكون شرخ الخلل كبيرًا ويمتد حتى للأشياء التي لا تتوقع أن يقترب منها أو يمسها ضرر، خاصة على الصعيد العائلي والأسري.
التشابك بين ضروريات الحياة وثانوياتها يجعل الإنسان لا يدرك أيها يريد، وهذا يحدث ويترك أثرًا كبير لدى الطرف النسوي الذي بات متطلبًا أكثر من الطبيعي خاصة في توفر الكماليات قبل الأساسيات لتكوين العوائل.
الأسرة تحتاج إلى أربعة أعمدة أساسية لتكون قادرة على الاستمرارية، حتى وإن واجهتها عقبات فهي تحتاج إلى احترام ومودة ومشاركة وعمل، وتختلف أهمية وتأثير هذه الأعمدة حسب مسمياتها، فالاحترام والمودة هما من يقودان المركب وغيابهما يكلف العائلة الكثير.
فالاحترام يجعل الأدوار لا تختلط والمقامات لا تتأزم، فيكون الزوج زوجًا بدوره وتكون الزوجة زوجة بدورها؟
اليوم مع عمل المرأة وبطالة الرجل وصعوبة تكاليف الحياة حدث شرخ عميق أساء لهيئة الرجل وشوه ملامح الأنثى، فالعمل بات أهم جانب في حياتهم، والعمل يعني المال وتوفير الأهم والمهم، وتداخل الأدوار جعل الاتزان الأسري يختل والمرأة زاد سقف مطالبها بحرية لا هيئة لها والرجل غير مدرك لدوره وإسهامه في رفع كفاءة الدخل الأسري بسيط، وبالتالي يزدحم البيت بالمتطلبات التي تثير المشاكل وعدم الرضا ويزيد المارد العنكبوتي الأمر سوءًا بين دردشات تتدخل بالحياة الأسرية وصور تفضح ملامح التعاملات فيكون النتاج مللًا وفقدان صبر وتفوهًا بكلمة هي أبغض الحلال، كثرتها تدل على عدم الوعي بخطورتها، وأيضًا مخرجاتها التي تؤثر على البيت والمجتمع ككل، وبالتالي يحتاج الوسط الاجتماعي إلى معالجة ووقوف على الأسباب وحصر المدخل المسبب للأزمة وتحديد مدى خطورة المخرجات حتى يقللوا من نسبة المطلقات والمطلقين إن صح التعبير في واقعنا اليوم.. وللحديث بقية!!