مقالات الرأي

إضاءات حول المسؤولية الطبية 

أسماء الفسي 

استكمالًا لمقالنا السابق حول المسؤولية الطبية وفقًا لأحكام القانون رقم 17 لسنة 1986م، ذكرنا أن من مراحل العمل الطبي، بل من أهم مراحل العمل الطبي، مرحلة العلاج، كونه الوسيلة التي تؤدي إلى الشفاء من المرض أو الحد من أخطاره أو التخفيف من آلامه الناتجة عنه بتسكينها، فهو بذلك يكون أبرز عنصر من عناصر العمل الطبي، ومن ثم سنتناول بشيء من التفصيل هذه المرحلة التي تؤسس عليها المسؤولية الطبية.

ـ مرحلة العلاج.. بعد الفراغ من التشخيص، ينتقل الطبيب إلى مرحلة العلاج، وتحديد ما يناسب المريض من طرق وأساليب علاجية، بقصد تحقيق الشفاء ما أمكن ذلك.

كما أن حق المريض في العلاج مسألة جوهرية، ومن الحقوق الأساسية للإنسان، كحقه في الحياة وفي سلامة جسمه، ولذلك تعتبر مرحلة العلاج المرحلة الحاسمة والجوهرية بالنسبة إلى المريض بعد إجراء التشخيص المناسب.

يعرف العلاج بأنه الوسيلة التي يختارها الطبيب، والمؤدية إلى الشفاء من المرض أو الحد من أخطاره أو التخفيف من آلامه الناتجة عنه، سواء بتسكينها أم القضاء عليها. كما يعرف العلاج بأنه محاولة السيطرة على المرض والتخلص منه، وهو المرحلة التي تلي عملية تشخيص المرض. الهدف الرئيسي للعلاج هو إزالة جميع الأعراض والمسببات للمرض والوصول إلى حالة من الاتزان والاستقرار الوظيفي. 

. والحديث عن العلاج يقتضي تناول مرحلتي العلاج بذاته وهما: وصف العلاج، ثم مباشرته.

ـ المرحلة الأولى وصف العلاج: بعد أن يقوم الطبيب بتشخيص المرض، يتجه إلى وصف العلاج الملائم للمريض، والمتفق مع حالته الصحية ووضعه الجسماني. والمبدأ العام في العلاج هو حرية الطبيب في اختيار الأنسب منه للمريض، وعلى الطبيب أن يراعي في وصف العلاج بنية المريض وسنه وقوة إمعان المرض فيه وحالته النفسية كي يأتي العلاج مناسبا، فالمرض الواحد ليس له علاج واحد في جميع الأحوال، وما ينفع مريضًا في العلاج قد يضر مريضًا آخر مصابًا بالمرض ذاته، غير أن الطبيب ليس له مطلق الحرية في وصف العلاج، بل هناك مجموعة من القواعد والضوابط الملزمة عند تقدير العلاج، وهي مراعاة القواعد والأصول العلمية الثابتة، واتخاذ منتهى الحيطة والحذر واليقظة عند وصف العلاج، عادة ما يحرر الطبيب العلاج المتوصل إليه بعد التشخيص في الوصفة الطبية، التي تعرف بأنها: وثيقة مكتوبة، يحررها الطبيب المعالج تتضمن تحديد حالة المريض انطلاقا من عملية التشخيص، أو تحديد تنظيم معين يقتضي على المريض اتباعه أو وصف أدوية لعلاج الداء الذي يعاني منه، كما تجدر الإشارة إلى أنه، ومع إمكانية الطبيب استخدام أساليب جديدة في ظل الحرية العلاجية، لا يجوز له أن يقوم بتجربة طريقة جديدة وغير مؤكدة في العلاج أو غير معروفة النتائج بشكل جازم. يتبع.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى