الانتخابات الرئاسية في فنزويلا بين الشرعية و”الشرعنة”!!
بقلم/ جمال الجازو
يالانتخابات الرئاسية الفنزويلية الأخيرة التي جرت وفقا للاستحقاق الوطني المنصوص عليه في الدستور، غلبت عليها حدة المنافسة، خصوصا أصوات المعارضة ومرشحها المنافس للرئيس مادورو خليفة الزعيم خالد الذكر هوغو تشافيز.
المعركة الانتخابية اشتعلت في أجواء أقل ما توصف به أنها مشحونة بالتنافس والتدخل الخارجي السافر لصالح التيار المعارض للتوجه الثوري البوليفاري الذي اختطه الرئيس الراحل تشافيز وسار على خطاه خليفته الحالي نيكولاس مادورو، الانتخابات تم تنفيذها تحت سلطة وإشراف “المجلس الوطني للانتخابات” وهو أعلى سلطة قضائية تختص بالانتخابات في البلاد، وبعد اعتماد النتيجة رسميا من قبل المجلس الوطني الانتخابات بفوز مستحق للتيار الثوري البوليفاري الموالي للرئيس مادورو، في حضور عدد من المراقبين الدوليين وبعض المنظمات الرسمية والأهلية، غير أن المعارضة رفضت النتائج ودعت أتباعها للنزول للشارع وسط أعمال عنف وانفلات أمني مدعوم من القوى المناهضة للثورة في أمريكا اللاتينية منها الأرجنتين والإكوادور والبيرو وبعض الدول الأوروبية تتزعمهم الولايات المتحدة الأمريكية حيث أعلنت تلك الدول جميعا عدم اعترافها بالنتائج ودعت المعارضة للتصعيد! ما حدث ليس بغريب، فالمعارضة تحظى بدعم أمريكي كبير، جعلها تطعن في النتائج وعدد الأصوات ومحاضر مراكز الاقتراع مدعية أن عدد من يحق لهم التصويت من سكان فنزويلا أقل بكثير من تعداد سكان فنزويلا ونشرت إحصائيات مزيفة عن طريق وسائط التواصل والذكاء الاصطناعي “لشرعنة” المعارضة اليمينية والهيمنة الإمبريالية على فنزويلا والقارة اللاتينية!!
كما دعت مناصريها للتظاهر أمام السفارات الأمريكية في الخارج طلبا للتدخل العسكري وإعلان فوز المعارضة!
فالولايات المتحدة كعادتها استخدمت أبشع صور تدخلها السافر باستعمالها وسائط التواصل الاجتماعي و”جوجل “و”واتساب” بالإضافة إلى منصة إكس وتحشيد كافة وسائط “الحرب السيبرانية” ضد نظام مادورو والثورة البوليفارية وتناست أنها آخر من يتحدث عن “مهازل” الانتخابات وما جري في أمريكا نفسها والتدليس في فرز نتائج انتخاباتها بين بوش وأوباما وترامب وبايدن ناهيك عن اقتحام الكونغرس الشهير من أتباع ترامب احتجاجا على نتائج انتخابه!
أمريكا سخرت كل الإمكانيات لدعم المعارضة بالسير قدما في رفض النتائج والطعن فيها أمام المحكمة العليا في فنزويلا والمطالبة بالعد اليدوي للأصوات ومراجعة محاضر المقار الانتخابية.
الرئيس مادورو الذي يحظى بدعم منقطع النظير من شعبه ومناصريه وبعض داعميه من دول المواجهة في أمريكا اللاتينية مثل كولومبيا وتشيلي وبوليفيا والبرازيل ونيكاراغوا، رفض محاولة الانقلاب على الشرعية و”شرعنة” المعارضة عبر وسائل الإعلام الإلكترونية وشبكات التواصل الاجتماعي التي حشدتها القوى الكبرى لزعزعة الوضع في البلاد، مادورو قبِل التحدي وأوضح أن “تحالف القطب الوطني” وهو التحالف الحزبي الداعم للرئيس و”الحزب الاشتراكي الفنزويلي الموحد الحاكم (PSUV) أنهم على استعداد لتقديم كل محاضر التصويت استجابةً للدعوى القضائية التي أصدرتها المحكمة العليا التي استدعت المرشحين العشرة الذين تنافسوا في الانتخابات الرئاسية، معلنا التزامه بالشفافية والشرعية، ما يؤكد أنه واثق مائة بالمائة من صحة المحاضر التي تثبت فوزه، آملا أن يقوم جميع المرشحين وجميع الأحزاب بتسليم محاضرهم وأدلتهم”.
إن ما تقوم بها واشنطن هو امتداد لحالة العداء بينها وبين كاراكاس التي بدأت منذ عقود، والتي كانت آخرها الحملة العسكرية التي شنتها الولايات المتحدة لإسقاط الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو من السلطة في أوائل مايو 2020.