من أنتم؟
خليفة أحواس
يحق لنا أن لا نكف عن طرح هذا السؤال وبشكل متكرر، ليبيا دولة ذات سيادة عضو بالمنظمات الدولية تمت شرذمتها بشكل ممنهج، من أنتم يا من تتحدثون عن السيادة وتنتهكون حقوق الإنسان؟، جئتم على البوارج للثأر للشعب من جلاديه كما زعمتم، واليوم نراكم تتحكمون بأصابع هيمنتكم في مصائر الأمم، جئتم لأجل سيادة قوامها القانون، الله واحد، والقانون واحد، لكنكم ادعيتم أن هناك اتفاقا ليبيا واحدا وجعلتم بإرادتكم من كل شيء اثنين، حكومتين ومجلسين والآن ذات المجلس تمجلس إلى مجلسين، لم تسعوا بأي صورة لوحدة السيادة ووحدة المؤسسات، صار لكل قبيلة مجلسان ولكل مؤسسة مجتمع مدني برأسين.
منذ تلكم السنين وأنتم تزرعون الأوهام في الأرض المستباحة، لم نتقدم قيد أنملة إلا في الإحاطات التي لم يعد ينتظرها أحد، ولم تمارسوا ديمقراطيتكم إلا بمجلس جنيف الذي أنتج مجلسا بهواكم وصارت حساباتكم هي حسابات معظم من في المشهد، ليس للسفراء حرية الحركة إلا هنا حيث تتعطل أحكام القوانين التي أنتجت الفصل السابع وحماية المدنيين وقصف ميناء الجفرة، وهم من يمكنهم أن يصرحوا في شأننا حيث يتعطل مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، تحولنا بفعل التدخل الدولي إلى “دلاديل” يسوسنا الأجنبي ونقدم له التقارير عن حالنا وأحوالنا، وندعوه لحضور عقود قراننا وقروننا.
من أنتم؟ يا من ترفعون شعارات ما أنزل بها من سلطان، نحن شعب المختار والمعارك الشهيرة والأدوار العظيمة، ولن تنطلي علينا مزاعمكم، نعم هي مزاعمكم، لا ديمقراطية ولا حرية ولا “كرنكاطي”، عيونكم شاخصة في النعمة التي حبانا الله بها، لذا لا تريدون منا إلا من لا يقول لا إلا في تشهده ولولا التشهد كانت لاؤه نعم، لا تريدون إلا القطيع الذي يساق بعصيكم الليبرالية، لا تريدون من يقول لكم هذه الأرض لنا وستبقون غزاة مهما علا صوت التهريج ومهما همهم من لا يستطيع إلا لعب الدور المرسوم له!! نبشركم أننا قرأنا التاريخ جيدا، ومن عبره، أنه من إجابة سؤالنا الحقيقية سنستعيد وطننا ولو بعد حين