-مقالات الرأي

مفهوم الوطنية

محمود امجبر

لا يمكن لنا إلا أن نحب ونعشق بلادنا وندعمها في جميع الأحوال والمواضيع ونصون مصالحها ونفتخر دوما بانتمائنا العاطفي ونعتز بالانتساب إليها.

المجتمع الذي نعيش فيه والأرض التي نعيش عليها هي مكسب وطني لا يمكن التفريط فيه ويجب أن يكون إحساسا بالارتباط والالتزام لها.واقع الحال يقول إن ملامح الوطنية يجب أن تكون أيضا ثقافية وسياسية وتاريخية نستخدمها دائما بشكل إيجابي ونتوارثها في أجيالنا بحيث تكون من ضمن تركيبة شخصيتنا وتكويننا البشري ومن أجل الحفاظ على الهوية والوطن.

حب الوطن هي الولاء له والاستعداد الدائم تجاهه بالعرفان وأن يكون في مقدمة الأشياء لدينا.يمكن أن يكون الوطن منطقة أو مدينة، لكن الوطنية تختلف تماما في المفهوم اللغوي والاصطلاحي والأيدولوجي، فهو يرتقي إلى مستوى البلد كاملا وقد يتعارض مع حبنا وعشقنا إلى مدينة أو البلد الذي نعيش فيه ربما يكون الوطن إقليما أو جزءا من الوطن ولكن لا يمكن أن تكون الوطنية تنحصر في القبيلة أو المدينة، فهي أكبر من أن تكون إلا وطنا بأكمله، الوطنية قد تختلف عن القومية والعرق والجنس.

ولكنها لا تتعارض معهم أبدا فهي جزء من الكل الذي ذكر، هذا لا يعني أننا ندعم البلد في حالة إن كانت على خطأ ربما يكون هنالك بعض الوطنيين منتقدين لسياسة بلدانهم.

الجنوب الليبي هو جنوبنا يستحق أن يكون فعالا في الوطن وأن ينعم بكافة الحقوق وأن يكون شريكا حقيقيا دون تهميش أو إقصاء، وعلينا انتزاع حقوقنا بجميع الطرق المتاحة في هذا البلد، حتى يمكننا أن نقدم التضحيات من أجله، من أجل أن يكون له مكانه وقيمة نفتخر به كما يفتخر ويعتز بها الآخرون.

عندما تجد الملايين تصرف على الإعمار والتنمية في بلدك ووطنك وتشاهد التغير الحقيقي في البنية التحتية والمباني وتقديم خدمات للمواطن تساهم في تخفيف معاناة المواطن أو ربما تقدم له الرفاهية في العيش والمسكن ويكون شعورك وإحساسك الصادق والحقيقي فرحا ومبسوطا فأنت بالتأكيد ستكون وطنيا، عندما تشاهد فريقك أو مندوبا في إحدى الألعاب الرياضية أو شاعرا أو قاصا أو روائيا يفوز ويتميز من بلدك ووطنك ويكون شعورك وإحساسك صادقا وحقيقيا فأنت بالتأكيد ستكون وطنيا ربما رغم اختلافك معهم في انتمائهم السياسي وغيره.

لا يمكن أن نقبل التهميش سواء كان بقصد أو بدونه كما أعتبره حرمانا وإلغاء من المشهد والتقليل من أهمية المكان بالنسبة للآخرين وهذا التقليل ربما يجعل مجتمعا رافضا للواقع ومعرقلا للتقدم والازدهار أو ربما يسبق العمل الوطني في الإصلاح ليشمل كامل الوطن.

زر الذهاب إلى الأعلى