مقالات الرأي

حكام العار والشنار

فرج بوخروبة

ماذا تركتم لنا من خيار؟ ماذا بقي من فلسطين من بحر ونهر؟ وتسأل: ما معنى كلمة وطن؟سيقولون: هو البيت، وشجرة التوت، وقن الدجاج، وقفير النحل، ورائحة الخبز، والسماء الأولى..

وتسأل: هل تتسع كلمة واحدة من ثلاثة أحرف لكل هذه المحتويات وتضيق بنا؟ “محمود درويش “ويقول متفائل: يوما ما ستكون نشرة الأخبار من ثلاث كلمات.. تم – تحرير- فلسطين،ويقول آخر فلسطين ذنبكِ أنكِ جميلة كيوسف، وخَانكِ العالم كإخوته!!

وتهتف الشعوب العربية متطلعة إلى وحدة مصيرها (شعبًا واحد لا شعبين.. من مراكش للبحرين).

ويتساءل الشاعر علي الكيلاني الذي يقطر قلمه بأوجاع فلسطين (وين، وين، وين الشعب العربي وين.. الغضب العربي وين.. الدم العربي وين.. الشرف العربي وين.. وين الملايين).

وحكام العرب يتهافتون على أسيادهم الغرب لا عزة لهم ولا كرامة، ولا مثقال ذرة من حياء، انتزعت من قلوبهم الحمية العربية، والقوة والشجاعة، والصبر والتجلد، والسكينة والطمأنينة، كلها ذهبت هباء منثورا، مع عمر بن الخطاب، وخالد بن الوليد، وعمرو بن العاص، وصلاح الدين الأيوبي، ويوسف بن تاشفين، وعمر المختار، وأحمد عرابي، وعبدالقادر الجزائري وغيرهم من شرفاء الأمة الإسلامية والعربية الأفذاذ.. ذهبوا بالمجد والخلود، وذهبت معهم النخوة والرجولة والإقدام!فخلف من بعدهم خلف أضاعوا ما تبقى من “شوية كرامة” على رأي غوار الطوشي، كما أضاعوا القدس أولى القبلتين، وثالث الحرمين الشريفين، حكام الذل والهوان في سبيل إرضاء الحامي لهم ولصولجانهم المرصع بالماس والذهب، وقصورهم البرج عاجية، وثيابهم الحريرية الفاخرة المطرزة بالزمرد، وسياراتهم الفارهة، والكرسي الوثير والخدم والجواري وحور العين الحسناوات والولدان الدنيويين.هذه الأنظمة المتواطئة لأمريكا وإسرائيل عودتنا الهزيمة ولسان الحال عندهم نعم سيدي.

ويأتي من يحلم بعزة العرب وفخرهم وعودة مجدهم ينادي بصوت عال يا أمة العرب يا أمة محمد يا أهل الشام والعراق يا أهل الشرق الأوسط يا مصر يا شمال أفريقيا يا معشر المسلمين ولا حياة لمن تنادي “تلك أمة قد خلت” أما اليوم فشأن آخر، خضوع وانبطاح، رضوخ وانحطاط.. وكيف لأمة هؤلاء قادتها أن تنتصر؟ (يحسبونك شيئًا مثلهم عرضًا.. يمر بالكون حينا ثم يندثرُ..

فليسمع الحالمون الراقدون على بطونهم.. والدجى من فوقهم حجرُ.. أن المقادير تستثني الرجال وإن تشابه البشر الأفذاذ والبشرُ) الشاعر العروبي الأفريقي الرحل محمد الفيتوري.. وعلى الدنيا السلام.

زر الذهاب إلى الأعلى