الصراع الثقافي
بقلم/ محمود امجبر
يحدث الصراع الثقافي بعد أن تكون هناك نزاعات أمنية وسياسية بين أطراف مختلفة في جغرافية المكان، ويتزايد هذا الصراع الثقافي بعد وصول الخلاف سياسيًّا.
ولا يمكن إيقاف الصراع الثقافي إلا من خلال احترام إنسانية الإنسان، بعد كل الصراعات التي تحدث عن فوضى السلطة وفوضى الحروب والصراعات واختلاف الثقافات المتعددة يمكن العيش بها ومعها باعتبار وجود خصائص إيجابية بها، فقط علينا جميعًا احترامها في ظل التعدد الثقافي والتنوع الجنسي.
لا يزال حتى الآن في بلادنا هناك من يعمل على تعميق الخلاف الثقافي بشق وحدة الصف الوطني ويعمق النعرات الثقافية بين أبناء الوطن والدين الواحد.
إن المستعمر يعمل جاهدًا على تمزيق وتعميق الخلاف الثقافي حتى لا يكون هناك احترام لديننا الواحد ووطننا الواحد، وهو ما يدعو إليه الاستعمار الثقافي اللغوي من دعم مجموعات عرقية وثقافية مختلفة عن بعضها، والمجتمع الخارجي هو المتمثل في الدول الخارجية الاستعمارية أو حتى الدول الحاقدة التي لديها أطماع ومآرب في شق الصف الوطني باستخدام الصراع الثقافي في ليبيا، بدعم الأقلية بدلا من دعم الانسجام والحد من شق الصفوف.
الصراع الثقافي بالتأكيد يهدم ويدمر الأفكار والقيم والمبادئ والعقيدة وحتى العادات والتقاليد، ويجعل منها وسيلة لتفجير الصراع من جديد حتى يصبح صراعًا أمنيًّا وعسكريًّا يتفاعل معه الجميع بحجة الانتصار والسيطرة، في ليبيا الصراع الثقافي قد يأخذ شكل جماعات مسلحة وتشكيلات أمنية للدفاع عن مكون ثقافي معين من أجل الحصول على مكاسب سياسية ومالية فقط، قد يكون بدعم من جهات خارجية تغريها لتكون هي الأقوى، وقد تختلف الشعارات من أجل تحويلها إلى ثقافة المسيطر.
إن التنوع الثقافي يبدو لي أنه حالة جيدة لاستمرار الحياة البشرية ويكون ضروريًّا، وعلى مدى التاريخ اختلفت الثقافات وتغيرت عبر العصور، هذه الأمور ربانية في خلق البشرية وتكوين الحضارات، وقد وجدنا وشاهدنا ودرسنا تغير الثقافات عبر العصور الماضية.
الصراع الثقافي يشكل تهديدًا على الهوية المحلية، فلا بد من احترام ثقافة الآخرين والتعامل معهم على أنهم جزء من الثقافة المحلية وأنهم مزيج من المجتمع الكلي.