الإعلام وكشف الحقائق
بقلم/ عبد الله ميلاد المقري
بين الحين والآخر تشهد قاعات المؤتمرات واللقاءات السياسية حوارات تقود الى مواقف لأفراد وتنظيمات سياسية تتعاطى مع المشهد السياسي الليبي وفق العديد من الحالات التي تفقد فيها هذه التجمعات موضوعية النقاش والآراء، وهكذا يلحق بها قصور يفقدها الوصول إلى الحقيقة السياسية، لا سيما ما يقود إلى التمسك بالدفاع عن مشروعات سياسية تخفي قدرتها على البحث عن الحقيقة والابتعاد عن التمسك بالخط الأيدولوجي الذي يطوع المشروع السياسي لأهداف السلطة لأجل الحكم دونما مراعاة مصالح البلد والدفاع عن استقلال الوطن وحرية المواطن بواسطة الشروع في عمليات الاختيار وفق العديد من الطرق.
قد تكون العملية الانتخابية لمؤسسات الدولة في حالة استقرار الدولة وتأمينها من قبل الأجهزة الشرطية والأمنية والقوات المسلحة المنوط بها حمل السلاح وحدها دون غيرها مناسبة عندما تتوفر على عوامل الصدق والأمانة، ونلاحظ حتى في البلدان الكبرى أن الجيوش تتدخل لدعم الشرطة والمؤسسات الأمنية باعتبارها لا تحمل إلا سلاحًا خفيفًا يدخل في مراقبة الجيوش لكون هذه الأجهزة أقرب إلى التنظيم المدني، والتشريعات تمنع على هذه الأجهزة الإسراف في حمل الأسلحة الثقيلة خوفًا من الاستعمال الذي قد ينتهك الحريات للتنظيمات السياسية والأفراد ضمن الحفاظ على الحرية الصحفية وحقوق الإنسان في المعارضة السياسية، ويكون للإعلام دور في كشف الحقائق مهما كان التستر عليها ويدخل في ذلك عمليات الفساد والرشوة واستغلال السلطة ومحاباة الأقرباء، فالتنظيمات الإرهابية والتركيبات القبلية الفاسدة التي تعصف بالعملية السياسية تؤدي إلى خسارة مشروع بناء الدولة الخالية من المحاصصة النفعية الفاسقة وما يعطل مشروع بناء الدولة بمثل ما يحدث في ليبيا التي دمرت مقومات الدولة ونسفت هذه المقومات وفعلًا الدولة سقطت في أيدي الإجرام الميليشياوي الذي يتحول إلى العمل الإرهابي.
الغريب بعد هذه السنوات من سقوط الدولة الوطنية ترث جموع من الفاسدين هذه الدولة والأجسام السياسية التنفيذية بداية من انتخاب المؤتمر الوطني والمجيء بحكومات وقعت في الجريمة قد شرعنت هؤلاء المحتالين والمجرمين الذين كانوا أدوات لأطراف المؤامرة، بل هم الآن من ورث هذه الأطراف الخارجية وأصبحوا يديرون الدولة لصالحهم ولصالح من احتضنهم ودفع بهم لإسقاط دولتهم الوطنية ونظامها السياسي الوطني، وما يشاهد من خروج بعض هذه القيادات في بعض القنوات المرئية الليبية بخطاب أكثر منه لمحاولة تغيير الأسلوب بنوع من البراءة بدغدغة العواطف وبأسلوب شاهد العصر، كما في حديث أكثر قيادات الجماعة الليبية المقاتلة وفي سجلها من العمليات الإرهابية التي تتعلق باستعمال وسائل إرهابية والانضمام إلى تنظيمات إرهابية وفتح البلاد الليبية لجيوش أجنبية لغزو ليبيا والعدوان عليها وعلى شعبها، حيث يدخل هذا السلوك في مشروع عمالة وخيانة، ومهما كان له من تنميق الحديث والتودد فلن يغفر له تحول ليبيا إلى دولة فاشلة، بل فاسدة ودولة محتلة من تركيا التي يفضل حزبها الإخواني الحاكم على أهله الليبيين وتحميه وغيره ممن يشاركه في سقوط ليبيا في خضوعها للاحتلال التركي والوجود الإيطالي والأمريكي.
نعم هي قصة عمالة وخيانة وطن لن تخرج ليبيا من آثار ما عملت العصابات والتنظيمات التي مكنها الغرب من ليبيا وسيادتها وحرية شعبها الذي فقد كل مقومات النضال والتحرير والثورة على هذه الكباش التي ستنكسر قرونها وتتعفن جلودها لتعود ليبيا إلى مجدها، ومهما كان الزمن في حالة تعثر سيأتي من يكتب على مقابر الشهداء ها هي ليبيا تعود بشجاعة ووطنية أهلها، واللعنة ستحل على من غرس البذرة الشيطانية في أرضها والتي سيطهر أبناؤها ترابها بالفخر والتحرير والاعتزاز، وهو المجد الذي سيكتب للشهداء في سبيل الحرية والكرامة والاستقلال.