مقالات الرأي

يكفي عرفناك

بقلم/ عبد الهادي شماطه

يبدو أن العرب، وخاصة الإسلاميين منهم، أخذهم الخيال لتسمية الرئيس التركي أردوغان خليفة المسلمين، لأن العرب بطبيعتهم عاطفيون، ويسهل الضحك عليهم، فكل نكباتهم كانت ضحكات من الآخرين، ولعل قصة لورنس وكذبة الثورة العربية ودخول صدام للكويت وحرب الخليج الأولى أيضًا كانت ضمن الضحكات.

بالأمس قال الرئيس أردوغان وقوله كذب بواح إنه سيتدخل في فلسطين كما تدخل بليبيا وكرباخ للجم العدوان الإسرائيلي، الآن وبعد أربعين ألف شهيد استيقظ الرئيس.

البعض منا لا يزال ساذجًا يصدق كلماته المرتعشة، فهو عضو رئيسي بالناتو وهو يرتبط بإسرائيل بعدد لا محدود من الاتفاقيات، وسلاح الجو الإسرائيلي يتدرب في الفضاء التركي، والوجبات الجاهزة للجيش الصهيوني الذي يذبح أهل فلسطين تتعهد بها شركات تركية، وعدد أربعة آلاف جندي صهيوني يحملون الجنسية التركية يذبحون أهل فلسطين ولم يعاتبهم حتى العتاب، وللتذكير لم يقدم للمقاومة الفلسطينية أي دعم لا ماديًّا ولا معنويًّا ولا خبرة عسكرية في صناعات عسكرية كما فعلت إيران الشيعية، نعم قدم لهم الكلام، والكلام لا يغني من جوع ولا من عطش، الرجل لم يتجرأ حتى على قطع علاقاته الدبلوماسية مع العدو الصهيوني، وأعلن أن بعض السلع ستمنع على إسرائيل والمفاجأة أن إسرائيل لم تعد أصلا تطلب تلك السلع.

الرئيس أردوغان تعود الضحك علينا وخاصة على مشايخنا الجالسين بين يديه وبين خيالاتهم التاريخية.. نحن ندرك تعقيد المشهد السياسي وحرصه على شعبه ودولته وأنه ليس ندًّا لإسرائيل وحلفائها، ولا حول له ولا قوة، نحن فقط اليوم نطلب من الرئيس التركي أن يتوقف عن الاستخفاف بنا وبعقولنا، وأن يصمت، وهي نصيحة فلم يعد أحد يصدقه، وصار مثار ضحك وسخرية، وعليه فقط أن يوقف الحملة العنصرية في تركيا ضد العرب الذين أهانهم الزمان بفعل حكامهم حتى صاروا هزؤًا عند من لا قيمة لهم، ومطلوب من أتباع الخليفة وحوارييه أن يتعلموا ويدركوا الدرس، فالخليفة خليفة للأتراك وحدهم، وننصحهم بالقراءة المادية والتحليلية للتاريخ، فليس لنا صديق نحن المسلمين العرب إلا أنفسنا، ولندعم المقاومة في فلسطين بمالنا ورجالنا، أما أردوغان فقد أدركنا حقيقته ومحتواه، فهو كذاب وكذاب وكذاب.

زر الذهاب إلى الأعلى