“الموقف الليبي” تحاور رئيس جامعة النجم الساطع وعمداء عدد من الكليات

المغربي: الجامعة نجحت في تخريج كفاءات فنية وتقنية متخصصة في مجالات هندسة النفط والتعدين والكيماويات والجيولوجيا البترولية.

متابعات – الموقف الليبي
تعد جامعة النجم الساطع التقنية بمدينة البريقة من أوائل كليات التقنية في ليبيا، والثانية على مستوى الوطن العربي، وقد تأسست في 25 نوفمبر 1981، وكانت تضم في ذلك الوقت خمسة أقسام علمية، ونجحت الجامعة في تخريج كفاءات فنية تقنية متخصصة في مجالات هندسة النفط والتعدين والكيماويات والإلكترونات والجيولوجيا البترولية.
مدة الدراسة في الجامعة أربع سنوات تنتهي بمنح الدارس درجة البكالوريوس، وكان في مركزها بالبريقة قسم داخلي يتسع لـ 500 طالب، بلغ عدد طلابها عند الافتتاح 250 طالبا، في حين بلغ عدد أعضاء هيئة التدريس وقتها 40 عضوا من جنسيات مختلفة.
في العام 2015 تم إعادة افتتاح الجامعة مرة أخرى بنفس الاسم جامعة النجم الساطع التقنية بالبريقة، وتم تكليف الدكتور أحمد سعيد البرشة رئيسًا لها، كما تم تقسيمها لثلاث كليات وهي: كلية الهندسة التقنية، كلية العلوم الهندسية، كلية الإدارة، وفي عام 2019 تم استحداث كلية هندسة الطيران.
صحيفة “الموقف الليبي” أجرت حوارا صحفيا مع رئيس الجامعة الأستاذ الدكتور أحمد سعيد البرشة وعدد من عمداء الكليات للتعرف أكثر على هذه الجامعة واختصاصاتها والكليات الموجودة بداخلها ونظام الدراسة والمناهج التعليمية وعدد الطلاب وكيفية الاستفادة من هذه المؤسسة الكبيرة في توطين التقنيات الحديثة في ليبيا بما يعود بالنفع والفائدة على المجتمع.. وإلى نص الحوار:

• جامعة النجم الساطع التقنية في البريقة هي أول كلية تقنية تفتتح في ليبيا والثانية عربيا تأسست في 1981 اشرح للقارئ ظروف تلك الحقبة.
  قبل بداية حديثي أريد أن أتوجه إليكم بالشكر على اهتمامكم بهذه المؤسسة العريقة وبدعم العملية التعليمية والبحثية بشكل عام، وعند الحديث عن بدايات هذه الجامعة لابد أن نتذكر بعض الشخصيات التي كان لها فضل في وجود هذه الجامعة، وعلى رأسهم الأستاذ الفاضل الحاج مصطفى الرقعي، الذي كان أمين اللجنة الشعبية لبلدية أجدابيا آنذاك، واستطاع إقناع مؤتمر الشعب العام وقتها بأن يكون مقر الجامعة بالقرب من الميناء النفطي، خاصة وأنه كان مقترحًا لها أن تكون كلية من ضمن كليات طرابلس، ونظرًا إلى عدم توفر مقر جاهز ولقوة حجة هذا الرجل الوطني اقتنع المسؤولون وقتها، وعندما لم يتوفر لها مقر في مدينة أجدابيا اتصل مباشرة بالأستاذ الفاضل الحاج عبدالنبي عبدالمولى الخديجي أمين مؤتمر البريقة التابعة لبلدية أجدابيا آنذاك والذي جهز الأرض واستقبل الشركة السويسرية وبدأ العمل على أحدث مستويات تقنيات البناء في نهاية سبعينيات القرن الماضي ليتم افتتاحها في 1981/11/25 وصادف في تلك الفترة إجراء مناورات استفزازية للقوات الأمريكية على الحدود الليبية باسم مناورات النجم الساطع، فاقترح حضور حفل الافتتاح أن يكون اسمها جامعة النجم الساطع، وهناك شهود على تلك المرحلة، وهما الأستاذ عبدالله عبدالكريم الشريفي مدير مكتب رئيس الجامعة، وكذلك الأستاذ عبد العاطي العرفي من إدارة شؤون أعضاء هيئة التدريس.
• كم عدد الكليات وما نوع الدراسة بالجامعة؟
  بالجامعة الآن 4 كليات وهي “كلية الهندسة التقنية، وكلية العلوم الهندسية، وكلية الإدارة، وكلية علوم الطيران”، وسيحدثكم السادة الأفاضل عمداء الكليات كل عن كليته.
  من جهته قال عميد كلية الهندسة التقنية الدكتور عبدالحكيم العمارية إن كلية الهندسة التقنية من أقدم كليات الجامعة والعمود الفقري بها وطيلة أكثر من ربع قرن تتميز بالابتكار والإبداع.. وتضم كلية الهندسة التقنية خمسة أقسام علمي هي: هندسة نفطية وهندسة مواد ومعادن والهندسة الكيمائية والهندسة الكهربية والهندسة الميكانيكية وقد بدأنا أيضا بالدراسات العليا في بعض الأقسام.
  وفي سياق الحوار عن دور الجامعة وكلياتها وتخصصاتها المختلفة يقول عميد كلية العلوم الهندسية الأستاذ علي خليفة المجبري في حديثه للموقف الليبي إن كلية العلوم الهندسية بجامعة النجم الساطع التقنية تضم أقسام الحاسوب والجيولوجيا والسلامة والصحة المهنية، فيما أكد عميد كلية الإدارة الأستاذ الدكتور عبدالله خليفة الشريف أن كلية الإدارة تضم أقسام إدارة هندسية وإدارة عامة ومحاسبة.
  ويقول الدكتور محمد علي الوافي عميد كلية علوم الطيران إن كلية علوم الطيران هي أحدث كليات الجامعة أنشئت عام 2019 وتضم قسمي “ميكانيكا طيران وطرق ومهابط”.
  مدة الدراسة بكليات الجامعة
  وفي السياق يقول الدكتور رحيل القطعاني وكيل الجامعة للشؤون العلمية إن مدة الدراسة بها 4 سنوات تنتهي بمنح الدارس درجة البكالوريوس، كما أشار الدكتور عبدالحكيم فان الدراسات العليا بدأت وبها حتى اللحظة حوالي 89 طالبا وطالبة.
  ويقول الدكتور محمد الطيب القذافي مدير إدارة الدراسات العليا إن عدد الطلبة الوافدين في الداخل بلغ نحو 19 طالبا وطالبة في مرحلة الماجستير و5 في مرحلة الدكتوراة، أما الإيفاد الخارجي ففيه طالبة واحدة فقط لمرحلة الماجستير و8 طلاب لمرحلة الدكتوراة.
  ويشير الأستاذ فرج الوافي العبيدي الكاتب العام للجامعة إلى أزمة السكن الداخلي بعد الأزمات التي مرت بها بلادنا وتأثر معظم المباني مما جعل الجامعة تشتغل بأقل من نصف إمكانياتها التصميمية، الجامعة تقع في منطقة البريقة، وهي منطقة يقع فيها ميناء نفطي كبير يتبع شركة سرت للنفط، وهناك مدينة سكنية جديدة وموظفو الشركة ولكن بُعد الموقع عن المدن الرئيسية كان أحد الأسباب وراء قرار إغلاق الجامعة من مسؤولي التعليم في ليبيا، وكانت آخر دفعة تخرجت سنة 2004.
  ويقول الأستاذ مصطفى الرقعي إنه تم استخدام الطاقة الشمسية لأول مرة في الوطن العربي كان في الطريق 200 متر الرابط بين الطريق الساحلي ومدخل الجامعة، مضيفا أن البناء كان فخرا للمنطقة كلها وكان كبار الزوار يمرون بالجامعة، وكان دانييل أورتيجا أول زائر خارجي لها، كذلك زارتها حركة الخضر في السابق.
  ما أبرز ما يميز هذه الجامعة؟
  حين افتتاح الجامعة كان بها معامل وورش عالية الجودة وتقنيات كانت في وقت الافتتاح من أعلى التقنيات في العالم، وقد تخرج من الجامعة خبرات كبيرة في مجال النفط والتعدين، للأسف تعرضت لخراب كبير في أحداث 2011، نذكر منهم الأستاذ الدكتور عبدالكبير الفاخري أمين اللجنة الشعبية للتعليم السابق، وهو من خريجي قسم الكيمياء بتفوق، ونذكر منهم السيد مسعود سليمان عضو المؤسسة الوطنية للنفط، ومعظم رؤساء شركة سرت النفطية ومعظم رؤساء شركة راس لانوف والأستاذ الدكتور الهادي العكرمي رئيس جامعة طرابلس السابق والعديد من الأسماء التي يصعب حصرها منهم من يقود مؤسسات خارج البلد.
  هل هذا يعني أن الورش والمعامل الآن خارج الخدمة؟
  بفضل تكاتف جهود العاملين وحرصهم فقد نجحنا في عودة الحياة لأكثر من 90 % من المعامل ولا ننسى دعم شركة سرت في تجهيز معمل متطور وكذلك شركة شلمبرجير.
  هل هناك منشورات أو مجلة علمية للجامعة؟
  يقول الدكتور عبدالرحمن الفضيل الورفلي مدير تحرير المجلة الليبية للعلوم الهندسية والتكنولوجيا إن المجلة تأسست أواخر العام 2020 بعد دراسة وتخطيط لكيفية متابعة المقالات والأوراق البحثية والمجلة تصدر عن جامعة النجم الساطع بمنطقة البريقة، وقد تم إصدار العدد الأول في شهر يونيو 2021، المجلة تعمل وفق لائحة شروط وضوابط إصدار المجلات العلمية المحكمة، وبفضل الله وجهود أسرة التحرير تم الحصول على الرقم المعياري الدولي، حيث إن المجلة مسجلة تحت الرقم المعياري الدولي ISSN:2789-2239
  كم عدد يصدر في السنة؟ وما المجالات المتاحة للنشر فيها؟
  هي مجلة إلكترونية نصف سنوية متخصصة في مجالات اختصاصات الهندسة المختلفة والتكنولوجيا، من هندسة نفطية وكيميائية والهندسة الكهربائية والهندسة الميكانيكية وهندسة الطيران وعلوم الجيولوجيا وعلوم الحاسب الآلي وتكنولوجيا المعلومات وغيرها من المجالات الهندسية، وتصدر المجلة باللغة الإنجليزية ونشر المقالات بعد مراجعتها من قبل باحثين من ليبيا ومن عدة دول عربية وعالمية، والمقالات يجب أن تتوفر فيها شروط البحث المتميز من حيث الأصالة واستقصاء أسلوب البحث العلمي وخطواته ونتائجه.
  متى صدر آخر عدد للمجلة؟
  قبل عدة أيام تم نشر المجلد 4 العدد 1 لسنة 2024 من المجلة الليبية للعلوم الهندسية والتكنولوجيا، حيث إن المجلة نصف سنوية متخصصة في مجالات الهندسة والتكنولوجيا تصدر عن جامعة النجم الساطع، يمكنكم الاطلاع على الأوراق البحثية بموقع المجلة الليبية للعلوم الهندسية والتكنولوجيا: https://ljest.bsu.edu.ly/?page_id=174
  هل المجلة الليبية للعلوم الهندسية والتكنولوجيا متحصلة على فهرسة دولية؟
  بفضل من الله ودعم من الأستاذ دكتور أحمد البرشة رئيس الجامعة وكذلك دعم الأستاذ دكتور رحيل القطعاني المجلة متحصلة على فهرسة جوجل سكولر، ومؤخرا تحصلنا على فهرسة في منصة دولية أوروبية مهمة وهي EuroPub ولنا تطلعات للمزيد من الحصول على الفهرسة في عدة منصات أخرى، والعدد القادم من المجلة سيصدر في ديسمبر 2024 ومن يرغب بنشر الأوراق البحثية مراسلة أسرة المجلة عبر البريد الإلكتروني: [email protected]
  هل هناك نشاطات أخرى مجتمعية تقوم بها الجامعة؟
  تكاد الجامعة لا تتوقف عن العمل المجتمعي الذي صار واجبًا أسبوعيا، فالجامعة هي أول جامعة ليبية بادرت بالتطوع أثناء جائحة كورونا وقد كرست كل إمكانياتها بما في ذلك المعدات الطبية والبشرية وخصصت مباني للمصابين بهذه الجائحة للقادمين من خارج البلاد سواء أكانوا ليبيين أم أجانب حتى يتم التأكد منهم أو شفاؤهم ومن ثم يسمح لهم بالتوجه لمدنهم، وكذلك دورات متعددة خاصة لطلبة مدارس المنطقة في اللغات أو تقنيات الكمبيوتر وطلبة من مدارس منطقة البريقة وما جاورها أثناء دورة تعلم اللغة الإنجليزية ولا يمكنني أن أنسى دور الدكتور صلاح الدين الورشفاني مدير مكتب الابتكار والريادة في دعم مشاريع التخرج المميزة وكذلك في دوره في تجهيز ورشة عمل بمقر الجامعة بعنوان مستقبل التعليم العالي في عصر الذكاء الاصطناعي، يوم 30/04/2024 حيث كانت أعمال الورشة مميزة جدًا، شارك في محاور الورشة رئيس الجامعة والأستاذ الدكتور أحمد البرشة والأستاذ الدكتور الحرمين محمد الحرمين من جامعة طرابلس. والأستاذ الدكتور عبدالمجيد حسين محمد من جامعة سبها والدكتور عمر بلولة من جامعة النجم الساطع وبحضور السيد Bob Xie والسيد أيمن هبوش من شركة هواوي ليبيا.
  كلمة أخيرة؟
  أتوجه بالشكر لكل رفاق العمل وبمجهوداتهم جميعا رغم ما تمر به البلاد من تشتت ولولا الفترة القصيرة التي تجرون فيها هذا اللقاء وقد جاء في فترة عطلة لكان بالإمكان اللقاء مع باقي الإدارات والاطلاع عن كثب على كل الإنجازات والإخفاقات أيضًا، وأتوجه بالشكر لكل الزملاء أعضاء هيئة التدريس خاصة أن مشاريع التخرج لهذا الفصل تميزت بالصبغة التطبيقية وتميزت أيضا بحصول الجامعة على عدد من براءات الاختراع، كما أتوجه بالشكر لصحيفة “الموقف الليبي” الوطنية في عصر قلت فيه الصحف.