مقالات الرأي

تونس على موعد انتخابي جديد

بقلم/ عبدالله ميلاد المقري

الرئيس التونسي قيس سعيد يلتقي مع الزمن السياسي بإعلانه يوم الجمعة التاسع عشر من هذا الشهر عن ترشحه لدورة ثانية قادمة مدتها 4 سنوات، ووفق هذا الإعلان الذي حدد موعد الانتخابات باليوم الرابع من أكتوبر من العام الجاري برمزية المكان في برج الخضراء في نقطة جنوبية اعتبرها في حديثه، لها علاقة بصورة النضال التونسي العروبي، ويدل البيان المقتضب عن تصميم الرئيس على النضال ببناء الدولة التونسية وتحريرها مما أعاقها عن التقدم واستثمار قدراتها في نهوض تونس من انتكاستها التي خلفها الربيع العربي وما نقلها جماعة الترويكا إلى حالة الإفلاس.

وكان التنظيم الإخواني المدعوم من طرف التدخل التركي الإخواني يستعد لبلع تونس كما بلع ليبيا وحولها إلى دولة فاشلة تحركها المافيا التي تدير المشهد من مؤسسات الفساد العالمي بداية من تركيا الى العصابة التي تتحكم في العاصمة طرابلس بقيادة الجهل والميوعة، فتونس التي ستشهد مهرجانا انتخابيا يختلف عن ما قبله في انتقال ديمقراطي حر أقرب إلى الاختيار الشعبي سيختفي فيها عامل الفساد محصنة بالإجراءات التي تمت بتجفيف منابع الفساد والحد من جعل القضاء التونسي يتعامل مع الفاسدين الذين أفسدوا في جعل هذه الدولة تقترب من حالة الإفلاس كما حاول بعض الذين أداروا المجلس النيابي السابق المنحل وضع العقبات في تغييب دور الرئاسة وإعاقة دورها في إدارة الدولة.

وبهذا الإعلان الذي كان ينتظره الشعب التونسي لقطع أي محاولة يرددها ممن كان لهم دور في زرع الفتنة السياسية داخل المجتمع التونسي، ومع هذا الحدث الذي أتى في وقته والذي تابعه العالم برغبة ودعم شعبي على التأكيد على الديمقراطية وفتح الممرات لمن يحق له الترشح دون التدخل من قبل السلطة ورفض أي تدخل خارجي في العملية الانتخابية والشعب الليبي الشقيق للشعب التونسي يسجل تقديره للرئاسة التونسية المتضمنة في شخص الدكتور قيس سعيد ويأسف على من في صورة المشهد السياسي الليبي الذي يتمسك بالمراكز غير الشرعية التي كسبها نتيجة التدخل الخارجي وأن المجموعة الدولية التي تهيمن على القرار الوطني الليبي من تمنع قيام انتخابات في ليبيا يعيد فيها الشعب الليبي قراره الوطني برغم أن الانتخابات في هذه الحالة لن تحل مشكلة ليبيا ولن تجري إطلاقا في ظل تدخل خارجي من أطراف المؤامرة الدولية التي لا تزال تسيطر على مكونات السلطة ولن تعقد إطلاقا في ظل تواجد ميليشيات مسلحة وتنظيمات جهوية.

إن التفكير في انتخابات حقيقية ونزيهة في الجغرافية السياسية الليبية المنقسمة نوع من الشفقة غير الواقعية، ولن تكون المقارنة بين ما يجري في العالم المستقر بتداول السلطة سلميا بمثل ما تشهده تونس الأيام القادمة والتي نتوق أن تجري في جو ديمقراطي أخوي وفي صالح البلد وأن تكون المرحلة القادمة مستوعبة ما يجري في العالم من تطورات قد تنعكس على المنطقة وأقرب إلى الصراعات الدولية تدفع بها إلى ما هو أسوأ مما يجري في ليبيا.

زر الذهاب إلى الأعلى