23 يوليو.. بوصلة التحرر العربي
بقلم/ ناصر سعيد
بكل فخر واعتزاز أحيا الشعب العربي وقواه التقدمية القومية، الذكرى الثانية والسبعين لثورة 23 يوليو 1952، التي فجرها الضباط الوحدويون الأحرار بقيادة جمال عبدالناصر، استجابة لإرادة الشعب العربي المصري ومن أجل خلاص مصر من الهيمنة الأجنبية وتحرير بقية الأقطار العربية من بقايا المستعمر الغربي.
23 يوليو التاريخية التي انبثقت من أرض مصر العروبة بقيادة الزعيم الخالد جمال عبدالناصر ورفاقه الأبطال من أبناء الجيش المصري من أجل خلاص مصر من الهيمنة الأجنبية وتحرير بقية الأقطار العربية من الاستعمار البغيض، وتحفيز المواطن العربي على الثورة والانتقاض على واقعه المتخلف.
23 يوليو الثورة الأم التي تتلمذ عليها ثوار الوطن العربي الكبير من المحيط إلى الخليج، وفي طليعتهم ثوار 14 تموز “يوليو” الذين دمروا حلف بغداد العدواني وأزالوا الملكية العميلة في العراق، وحولوا العراق إلى جمهورية تقدمية، وكذلك ثورة 26 سبتمبر التي أزالت الإمامة المتخلفة والمتعفنة إمامة الدجل في اليمن، وكانت ثورة 23 يوليو هي السند القومي لثورة المليون ونصف المليون شهيد فوق أرض الجزائر الخالدة، وكان ثوار الفاتح العظيم تلاميذ عبدالناصر هم الأمناء على وصية عبدالناصر، وهم الذين حملهم عبدالناصر أمام العالم والأمة العربية في شخص القائد معمر القذافي أمينًا على القومية العربية مناضلًا مكافحًا إلى أن قدم حياته دفاعًا عن العروبة والإسلام.
لقد شكلت ثورة يوليو تحولًا تاريخيًّا استثنائيًّا في الوطن العربي كله، وعلى كل المستويات الفكرية، والسياسية، والتنموية، والشعبية، لقد دفعت بالأمة العربية بكاملها إلى مرحلة جديدة من الوعي والإدراك القومي، وقادت أكبر عملية تحرر على الأرض العربية، وواجهت تحديات التنمية الاقتصادية، والعدالة الاجتماعية، والبناء المدني، والمشروع القومي، في أصعب الظروف المحلية والقومية والدولية، وحققت ثورة يوليو المجيدة من الإنجازات المعنوية والمادية ما أذهل العالم وغير شكل وخارطة المنطقة العربية التي كانت ترزح تحت نير الاستعمار والتخلف والتبعية، وبدعم وإلهام من ثورة يوليو المجيدة.
وإذ تغتنم هذه المناسبة العظيمة، للتذكير ببعض المنجزات المعنوية والمادية التي حققتها ثورة 23 يوليو المجيدة، ومعاركها الظافرة لإجلاء الإنجليز، وتأميم شركة قناة السويس، ورد العدوان الثلاثي والعدوان الصهيوني، وخلق إرادة عربية وحدوية تؤمن بوحدة المصير العربي، والوقوف مع الشعوب المستعمرة والمضطهدة في أفريقيا، واسيا، وأمريكا اللاتينية، ودعم حركات التحرير، ومناهضة الصهيونية والعنصرية.. علاوة على صون كرامة المجتمع المصري عبر إنهاء نظام الإقطاع الاستغلالي، وتبني مجانية التعليم، والصحة، وتحقيق العدالة الاجتماعية، فضلًا عن إنجاز المشروعات التنموية الزراعية والصناعية الكبرى مثل بناء السد العالي، وتوسيع رقعة الإنتاج الزراعي ومحطات توليد الكهرباء وصناعات النسيج والحديد والصلب، وغيرها.
اليوم بعد 72 عامًا من الثورة العربية الكبرى بقيادة جمال عبد الناصر لا تزال تشكل بوصلة التحرر العربي، من خلال مشاريع المقاومة رغم حالة الوهن التي أصابت الأمة، وما زلنا نستمع إلى صوت عبدالناصر في غزة ولبنان واليمن وسوريا وليبيا وتونس، يستلهم المناضلون منه العبر ويرون في منهجه السبيل لتحقيق النصر على أعداء الأمة وبناء دولتنا العربية الواحدة القوية المهابة.
التحية لعبدالناصر ورفاقه والقادة الثوريين الذين اتبعوا نهجه، والمجد للأمة العربية.