مقالات الرأي

دماء تجري بنيل السودان!!

بقلم / سالم أبو خزام

الجيش السوداني كان مؤسسة عظيمة يعمل لها ألف حساب، لأنها نهضت وفقًا لأساليب عسكرية احترافية، كان جيش السودان حامي عرض الوطن بشجاعة وإقدام، هذا موجز الحالة في السودان الشقيق حتى وقت قريب

ارتكبت القيادات في السودان أخطاء استراتيجية قاتلة، ولعل أولها تأسيس تشكيل مسلح مساند للجيش في بادئ الأمر تحول بسرعة رهيبة إلى ما يعرف (بالدعم السريع) ثم توالت الأخطاء ومنها:

ـ ارتفاع مؤشر الأعداد من ثلاثة عشر ألفا حتى بلغ مائة ألف عسكري.

ـ رقي قائده بإجراءات تنتهك الدستور والقانون وأصبح مساعدًا ونائبا للقيادة العسكرية وبذلك خطف مسألة الشرعية!!

ـ أصبح بإمكانه شراء قطع سلاح بشكل مباشر وزاد في هذا الموضوع حتى تمكن من شراء طيارات الدرون، ورتب للسيطرة القانونية على المطارات.

إجمالا تطور الأمر بشكل مخيف، رغم التقارير الأمنية التي نبهت من خطورة الموقف قبل فوات الأوان ولكن عبدالفتاح البرهان أغمض عينيه!!

الآن وقع الفأس في الرأس، وأصبح من غير الممكن التغلب على الدعم السريع واقتلاعه، كما أن الحل السياسي غائب عن السودان تماما بعد اندلاع الصراع وحدوث التالي:

  • حرق السودان كله بالنار وتدميره، وتحطيم اقتصادياته المحتاجة أصلا.
  • قتل الآلاف من أبناء السودان في كل مكان ودونما ذنب في حرب لا ناقة لهم فيها ولا جمل.
  • تشريد آلاف آخرين إلى خارج السودان وبدون مأوى!!
  • وصل إلى ليبيا أكثر من ستين ألف جائع ومشرد يحمل أغلبهم أمراضا خطيرة ومنها الإيدز!!

أقول إن السودان لم يتعلم ولم يفهم ولم يع المآسي الناجمة عن ما سمي ثورات الربيع العربي رغم قساوة الدرس وتداعياته الكارثية التي أودت بالأوطان وأحالتها إلى ركام، والنتيجة هي ضياع السودان وهلاكه وربما تقسيمه!

علينا الآن نحن في ليبيا أن نتعلم الدرس لنتفادى عذابات السودان ونعمد إلى الإجراءات التالية:

  • أن تعمل قواتنا المسلحة على محاصرة التشكيلات المسلحة وتطويقها لتقع تحت الضغط المباشر الذي يساعد في انحسارها.
  • إعداء خطة سريعة وناجعة تهدف إلى إدماج التشكيلات المسلحة بالجيش متى كان ذلك ممكنًا.
  • التعامل بأساليب سياسية ممكنة ومهما كلف الأمر مع شركة (أمينتوم) وتفويت فرصة تقوية وتدريب هذه التشكيلات، وأطرح فكرة القوة الناعمة الآن.
  • ضرورة تشكيل حزام أمني يطوق العاصمة طرابلس والمدن المجاورة لها.
  • استغلال هذه الأوقات الثمينة خاصة خلال فترة الانتخابات الرئاسية الأمريكية، حيث كل شيء سيبقى معطلا حتى اعتلاء الرئيس الجديد سدة الحكم بايدن ـ ترامب.
  •  الحرب بأوكرانيا وترتيباتها، وأيضا فاجعة حرب غزة وتداعياتها.

أخيرًا من المهم على العقلية الليبية أن تستفيد من الدروس القائمة الآن ولا تترك هذه الفرصة تمر وتضيع، فالدروس اليوم بالمجان وعلينا اقتناصها، وإبعاد الأجنبي عدونا الحقيقي بلا أدنى شك.

القوات المسلحة العربية الليبية وهي تحارب بواسطة التنمية ومشاريع الإعمار الحقيقية وبالسلام والأمن، فإن الأمر يتطلب تحريك عقول أخرى لتدبر حلول ناجحة في الغرب الليبي خاصة.

تقليب ودراسة خارطة السودان والانتباه لمأساتها والعبث بها هو درس مستفاد وعبرة صادقة قبل مساعدتها بمد يد العون إلى أشقائنا في السودان الحبيب!!

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى