من يوقف قطار الموت الصهيوني؟
بقلم/ محمد مخلوف
الدعم العلني للعصابات الصهيونية من الغرب وأمريكا مستمر بكل قوة في أبشع صوره، والقصف العشوائي بالصواريخ والطائرات بوحشية وجنون وإبادة جماعية يهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية وضرب عمق الإرادة الوطنية العربية والإسلامية
إذا كان الوضع في المنطقة العربية يزداد سوءًا وفي غزة يوصف بالكارثي ضد الأبرياء المدنيين وإبادة شعب بأكمله وتهجير من ينجو بجلده خارج فلسطين، يحدث ذلك في وضح النهار وجنح الليل بدعم علني من الدول الغربية الكبرى، وبمباركة المجتمع الدولي المخادع.. يحدث ذلك الظلم دون حراك سياسي وموقف عربي موحد تجاه فلسطين يؤكد التضامن والدفاع العربي المشترك ويساند شعبًا عربيًّا بطلًا يعطي درسًا تاريخيًّا في المقاومة الباسلة والنضال دفاعًا عن الأرض والوجود نيابة عنهم.
وإذا كان الدعم العلني للعصابات الصهيونية من داعميها الغرب وأمريكا موجودًا على الأرض ومستمرًّا بكل قوة في أبشع صوره لعمليات الاجتياح العسكري، والقصف العشوائي بالصواريخ والطائرات بوحشية وجنون يمثل قتلًا جماعيًّا دون التفريق بين المدنيين من الشيوخ والنساء والأطفال ودك وتحطيم الأحياء السكنية والمنازل وهدمها على رؤوس ساكنيها فهو يهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية بدعم الإمبريالية العالمية المستبدة، هكذا وخصوصًا الدول الغربية المتنفذة الراعية والداعمة علنًا لهذا العدو، وهو ضرب عمق الإرادة الوطنية العربية والإسلامية لتحقيق الأهداف الاستراتيجية للإمبريالية والصهيونية العالمية.
وإذا كان حكام الأمة ما زالوا يتكئون على الأرائك ينظرون من تراكمات الأيام وتركاتها يهرولون شرقًا وغربًا للنجاة من خطر زحف قطار الموت الصهيوني حتى وإن طبع البعض مع العدو فهم هدف مشروع للعصابات الصهيونية النازية الجديدة، إلا أن رؤسائنا غير عابئين بأن في ذلك هلاكًا لهم أيضًا عاجلًا أو آجلًا.. وإذا كان ليس هناك جدوى من كذبة المفاوضات وقرارات التسويف ومشاريع المزايدات السياسية ومؤتمرات المؤامرات الدولية الملاذ الذي يكنون له ويفرون إليه بعد كل صفعة، متناسين أخطر القضايا المصيرية على الأمة العربية وما يحاك ضدها من مخططات سلبية، وإذا كان كل هذا حصل ويحصل منذ عقود وهناك من يكرسه وفي وجود كل التنظيمات بمختلف مسمياتها السياسية وغيرها دون إعلان موقف سياسي إنساني عالمي ليس تضامنًا فقط مع الشعب الفلسطيني المنكوب وإيقاف نزيف الدم، بل لنصرة المقاومة الباسلة التي استطاعت ضرب كبرياء العدو الصهيوني في مقتل وعرت عورته وكشفت ضعفه ووهنه وزلزلت الأرض من تحته وأربكته بعد أن قدفت الرعب في قلب عصاباته الوحشية، وجعلت أيضا المقاومة العربية الفلسطينية المجتمع الدولي في موقف حرج ومؤسف في قدرته على السيطرة وتنفيذ قراراته الدولية أو احترام مواثيقه ومعاهداته التي يرفع شعاراتها زينة له فقط دون تنفيذها أو حتى احترامها، وبالتالي أصبح كما تعودنا على مراوغاته، شريكًا في عمليات الغزو والاجتياح والنزوح والترويع والتجويع والحصار، فإن الضرورة تستوجب على الجماهير العربية صاحبة المصلحة والدور والمسؤولية أن تقوم بواجبها العروبي القومي والديني لإنقاذ الشعب الفلسطيني ولحماية نفسها، وهى قادرة طالما عرض حياتها أصحاب الطول والحول للمزايدات العالمية والتطاول والاستخفاف، ولم يستطيعوا الرد على العدو بالوسائل الدبلوماسية أو تفعيل العمل باتفاقية الدفاع المشترك لإيقاف قطار الموت الصهيوني الداهم.
وأخيرًا وليس آخرًا فهل يا ترى من عمل يفيق أهل الكهف في منظومة النظام العربي الرسمي ويمكنهم مجددًا من الإحساس بخطورة مواقفهم الحرجة ووضع شعوبهم المتردية وأوصالهم المتقطعة كما أراد لها أعداؤها في كثير من المحطات الاستعمارية، وما مؤامرة الربيع الغربي أو العبري ببعيد، ولكن أي ندم يندمون؟ إنها خسارة أمة شرفًا وكرامة إن لم يكن وجودًا.