مقالات الرأي

غزة أسطورة المارد الفلسطيني

بقلم/ محمد علوش

فلسطين اليوم تكتب فصلًا جديدًا في بطولتها الجمعية فصلًا فصلًا ودمعةً دمعةً، وسيبقى شعبها الأبي العظيم ثابتًا على أرضه وثائرًا في وجه الاحتلال ولن تسقط راية للنضال ما دام هناك الأحرار المناضلون في سبيل الحرية والكرامة الوطنية والإنسانية، ولن يكون للعدوان سوى الخيبة وعار الهزيمة، وستبقى غزة أسطورة المارد الفلسطيني وإكليل غار

لم توقف جريمة الحرب والإبادة الجماعية في غزة وفلسطين ولم تضع حرب الآخرين أوزارها، فهي حرب عدوانية تستهدف شعبنا وقضيتنا، وباتت الأجندات واضحة ومكشوفة في ظل حرب إرهابية مسعورة كشفت الأقنعة وزيف الادعاءات ومشاركة ذوي القربى في حربهم مع الآخرين، مع النقيض علينا وعلى قضيتنا وعلى وجودنا وحقنا في إقامة دولتنا الفلسطينية المستقلة أسوة بكل شعوب وبلدان العالم.

رغم كل ما فينا من أوجاع دامية بفعل هذا الدم الفلسطيني المسفوح في كل مكان، حيث يتعاظم النضال وتتعاظم التضحيات لتجسد بطولة أسطورية نادرة في تاريخ البشرية في العصر الحديث.

عائلات بأكملها قد أبيدت بفعل جريمة الغدر الصهيونية وجريمة الصمت على ما يرتكبه الاحتلال الإسرائيلي من عدوان ومن إرهاب ومن جرائم حرب ضد شعب أعزل تمارس عليه أبشع الجرائم والعقاب الجماعي والحصار والتجويع والتهجير معيدًا إلى ذاكرة التاريخ درب الآلام التي سار عليها الثائر الفلسطيني الأول السيّد المسيح عليه السلام ليبشر بالخير والمحبة والسلام في مواجهة الغطرسة التي لم تتوقف عبر كل العصور.

غزة اليوم باتت مدينة أشباح وغير قابلة للحياة بفعل العنف الاحتلالي البغيض والتدمير الكامل الممنهج وعمليات القتل اليومية التي يتعرض لها الفلسطينيون وكأنهم على موعد يومي مع رحلة الموت والحياة، بعد أن خابت آمالهم من القوانين الدولية ومن المؤسسات الدولية العاجزة التي فشلت في امتحان غزة وسقطت في اللحظة التاريخية فلم توقف حربًا ولم تحم طفلًا أو امرأة أو شيخًا، بل ولم تنقذ خيمة أفرغها الترحال.

لقد خاب الأمل من أمتنا التي ننتمي إليها إسلامًا وعروبة، فقد كشفت في هذه المرحلة الحالكة كم أن العواصم عارية ولا تستر عورتها!!

ومن هنا يتجلى اليقين الفلسطيني، فيا وحدنا ويا وحدنا وقد هبت رياح الجنة كما نسمعها يوميًا من أفواه أطفالنا ومن كلّ الناس البسطاء الطيبين الذين ينتظرون مصيرهم بصبر وبكبرياء وبشموخ من ينتظر ولم يبدلوا تبديلًا.

الحياة في بلادنا قاسية، وليس من اليوم، فهي بلاد تعاني وعانت دائمًا، فهي محط أطماع، ومن هنا جاء العابرون في كلامهم العابر وأقيم لهم وطن قومي على أرضنا وفقًا لتلك الأكذوبة التي روجوا لها بأن هذه الأرض بلا شعب ويجب أن يكون عليها شعب لم يكن له في التاريخ أي أرض.

فلسطين اليوم تكتب فصلًا جديدًا في بطولتها الجمعية فصلًا فصلًا ودمعةً دمعةً وسيبقى شعبها الأبي العظيم ثابتًا على أرضه وثائرًا في وجه الاحتلال ولن تسقط راية للنضال ما دام هناك الأحرار المناضلون في سبيل الحرية والكرامة الوطنية والإنسانية، ولن يكون للعدوان سوى الخيبة وعار الهزيمة، وستبقى غزة أسطورة المارد الفلسطيني وإكليل غار، وكل من خذل غزة أو تقاعس أو تسبب في آلامها سيلفظه التاريخ، وتاريخ الشعوب شاهد، ويجب استخلاص العبر وتعزيز الوعي بالإرادة والتصميم والعمل على إسقاط كل مشاريع وأوهام الاحتلالين الأمريكي والإسرائيلي، فكلاهما احتلال كولونيالي في خدمة الأطماع الإمبريالية التوسعية.

فلسطين لن تكون إلا فلسطينية، وللفلسطينيين وحدهم حق البقاء على أرضها وترابها الوطني، وغزة لن تسقط تحت وصاية هذه العباءة أو تلك، وهي جزء لا يتجزأ من شعبنا ومن أرضنا ومن مستقبلنا الفلسطيني المشترك في ظل دولتنا الفلسطينية المستقلة التي ستقوم شاء الاحتلال أم أبى، وهذه هي إرادة شعبي التي لا تقهر ولا تتغير بتغير الظروف وشروط المرحلة.

زر الذهاب إلى الأعلى