مقالات الرأي

تدمير الاقتصاديات المحلية

بقلم/ عبد الله ميلاد المقري

الشعوب الخانعة الذليلة والمحكومة من الخارج وأن تلحق بها الإهانة من تواجد المرتزقة التركمان والأتراك وشركاتهم التي نشرت الفساد في الأقطار العربية وأصبحت البضائع التركية المستهلكة في هذه الأسواق الدافع للقضاء على السلع المحلية المقومة للإنتاج المحلي ما يهدد الأمن الاقتصادي الوطني والقومي والنتيجة، تظهر في تدمير الإنتاج والاقتصاديات المحلية، وازدياد أعداد العاطلين عن العمل وهجرة الخبرات واليد العاملة المدربة، كما هو في سوريا وأقطار الشمال الإفريقي، فشعوب هذه المنطقة، والمثل الحي ليبيا، تساق مثل الأغنام من قبل حفنة من الفاسدين الذين يسيطرون على موارد الدولة ويتسابقون في بناء إمبراطوريات عائلية وجهوية، فكل شعوب هذه المنطقة يجب أن تتعلم اليوم سياسيًّا وأخلاقيًّا الدرس من انتقال السلطة التشريعية والتنفيذية في هولندا بطريقة ديمقراطية أفرزتها العملية الانتخابية وقرار الناس المنضوية في إطار أحزاب منظمة وواعية سلمية وفريدة.

إن هذه الأنظمة عليها أيضًا أن تحفظ جيدًا المثل في تأكيد أن الوظيفة العامة تكليف وفق قانون تشريعي وضوابط يحترمها المكلف بتأديتها ويخضع لها ويؤديها بتراتيب وشروط لن يخالفها أو يحيد عنها والتي يجب أن تكون العملية الانتقالية في هولندا محجة يقصدها البارزون في السياسة والمتمسكون بإدارة السلطة حتى الموت، فقد شهد العالم رئيس وزراء هولندا السابق السيد مارك روته يقوم بتسليم السلطة في حفل بسيط بعد 14 سنة للرئيس الجديد لحكومة هولندا التي يرضع منها أغلب أطفالنا حليب التغذية، لكن للأسف لم تغير هذه الرضاعة سلوك هؤلاء الأطفال بمثل الطفل الهولندي في التعلم والمعرفة والسلوك، وبرغم الحرية المفرطة في النسق الاجتماعي إلا أن ما يحدث في بلادنا من مخبئات الممارسات التي لا تتوقف التي تذهب في إدارة البلد بوسائل الفوضى والاختلاس والمحاباة الأسرية والقبلية والفرق بين من يسلم السلطة ويرجع من مكتبه بواسطة دراجة هوائية تودعه الأطقم الفنية والإدارية وكذا الخبراء ورجال الدولة الذين يسلكون نفس الأسلوب ويحافظون على هيبة الدولة ومؤسساتها، وأمام هذا المشهد بهذه الأخلاقيات دون الاستيلاء على أسطول من السيارات الفارهة ولا الحسابات البنكية ولا النهب والسرقات للبطانة التي تستولي على الأموال العامة التي تطالها يدها في العالم الثالث الفاسد الذي تمثله السلطة الليبية الناتجة عن مخلفات المؤامرة الدولية على هذا الشعب الليبي المسكين الذي يتنقل بين العديد من المحطات الفاشلة سياسيًّا وخدميًّا واقتصاديًّا، وتعيد المجموعة الدولية الفرجة من جديد كلما يغادر مندوب البعثة الدولية السابق ويعين مندوب جديد فتكثر اللقاءات وتقدم المبادرات وتتسرب الأخبار عن تشكيل حكومة جديدة أو التمديد للحكومة الحالية، وتصبح مدن جنيف أو القاهرة أو تونس أو بوزنيقة، التي تدعى بواسطة البعثة الدولية للدعم في ليبيا، غير قادرة أن توفر أرضية للحوار، فلم يعد الليبيون يثقون في توفير أرضية مناسبة لحل الأزمة الليبية الذاهبة إلى عدم الخروج من النفق المظلم في ظل وجود من يدير المشهد السياسي العبثي فوا أسفاه على بلادي العزيزة التي قد أصبحت مطية للداخل والخارج والعابث والسارق والفاسد والرجعي والعميل والمتخاذل.

زر الذهاب إلى الأعلى