ملفات وتقارير

بعد 283 يومًا على حرب الإبادة الجماعية في غزة: الكيان الصهيوني يتحدى العالم وكل القيم الإنسانية بمجازر يومية في فلسطين

اليوم وبعد مرور 283 يومًا على حرب الإبادة الجماعية التي يشنها الكيان الصهيوني المجرم ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة ورفح ومناطق متفرقة من الأراضي المحتلة لا يزال الاحتلال الصهيوني المجرم يمارس عربدة ممنهجة ضد القانون الدولي والقيم الإنسانية بمساندة لن يغفرها التاريخ من راعية الإرهاب الأولى في العالم وعلى الأخص في منطقة الشرق الأوسط وهي الولايات المتحدة الأمريكية.
ورغم بسالة المقاومة الفلسطينية وقيامها ببطولات ستظل مضيئة في دفاتر المجد فإن الوضع على الأرض يتحول من سيئ إلى أسوأ في ظل المجازر اليومية التي يرتكبها الاحتلال بدم بارد، خاصة مع صمت وخنوع عربي مخزٍ، ومراقبة من ضمير عالمي انتهت صلاحيته واكتفى أصحابه بمتابعة الموقف والتعقيب على المشاهد المأساوية بعبارات لا ترتقي حتى للإدانة في ظل عدم اكتراث الكيان الصهيوني بأي قرار أممي أو هدنة إنسانية لتوثق الأحداث الجارية على أرض فلسطين أننا نعيش عصرًا ربما يوصف بأنه الأسوأ في التاريخ.

متابعات: الموقف الليبي – فلسطين
تواصل الفرق الطبية وطواقم الإسعاف والإنقاذ، عملها على انتشال جثامين الشهداء من حي “تل الهوى” و”المنطقة الصناعة” في مدينة غزة، عقب الانسحاب الجزئي لقوات الاحتلال الإسرائيلي بعد اجتياح بري استمر نحو أسبوع، وأفاد شهود عيان بأن قوات الاحتلال أعدمت مواطنين، من بينهم نساء ومسنون وأطفال وعائلات بأكملها، داخل منازلهم في حي تل الهوى، وتمكنت طواقم الإسعاف والإنقاذ من انتشال جثامين 60 شهيدًا على الأقل منذ ساعات صباح يوم الجمعة، بينما ما زال العشرات تحت الأنقاض.
وقالت مصادر محلية إن عشرات الجثث كانت ملقاة على الأرض في الطرقات، وبعضها كانت متفحمة، جراء إضرام قوات الاحتلال النيران في عدد من المنازل قبل انسحابها، وأظهرت مقاطع فيديو وصور، الدمار الواسع الذي لحق بمنطقة الرمال الجنوبي وحي تل الهوى ومنطقة الصناعة.
كما دمر الاحتلال مبنى مستشفى أصدقاء المريض بمنطقة الرمال، وجرى انتشال جثامين عدد من الشهداء من داخل المبنى، وقال المواطن طارق غانم (57 عامًا) من حي الرمال “خلَّف جيش الاحتلال وراءه دمارًا هائلًا ومباني محروقة قبل انسحابه”.
وتساءل: “لا أعرف ما ذنب المدنيين؟! الدور مشتعلة والقذائف طالت كل مكان”، مشيرًا إلى أن الناس غادروا منازلهم، وأضاف “نحن صابرون، لكن الوضع سيئ جدًّا ولا يُحتمل. هناك جثث في الطرق منذ أسبوع وأخرى منذ أربعة أو خمسة أيام. لا يوجد من ينتشلها. هناك مصابون في كلِّ مكان ولا أحد يستطيع الوصول إليهم، لا يوجد دفاع مدني أو صليب أحمر.. أين الصليب الأحمر لإجلاء المصابين؟”.
وأصدرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، الجمعة، بيانًا أعلنت فيه أنها “تلقَّت مئات الاتصالات خلال الأيام الأخيرة من أشخاص يائسين يطلبون النجدة، وأن عائلات بكاملها عالقة وتحتاج إلى الأمن”، مضيفةً أن “الحاجة أكبر بكثير من القدرة على التجاوب”.
وروى المواطن “أبو مازن الدحدوح” من حي تل الهوى أن بيته تعرَّض للقصف. “خرج أبنائي مع زوجاتهم وجيراننا. لكن أولادي احتُجزوا (من قوات الاحتلال) بينما تُركت النساء. عاد جيش الاحتلال عصرًا إلينا ومعهم أحد أبنائي مصاب في كتفه بالرصاص. طلبوا منَّا أن نأخذه للعلاج. وابني الآخر اعتقلوه”، وبكى قائلًا “لا أعرف ماذا سيحلُّ بنا.. لا نعرف أين نذهب؟”.
ورغم انسحابها الجزئي من الأحياء الغربية لمدينة غزة، إلا أن قوات الاحتلال ما زالت تتمركز في مناطق قريبة وتنشر قناصيها على عدد من المباني المحيطة، حيث استشهد ثلاثة مواطنين بعد استهداف الاحتلال مجموعة من المواطنين غرب مدينة غزة، وجرى نقلهم إلى مستشفى الأهلي العربي “المعمداني”.
وفي جنوب القطاع، استشهد 4 مواطنين على الأقل وأصيب آخرون، في غارة شنها طيران الاحتلال على مستودع للمساعدات في محيط خيام النازحين في منطقة المواصي غرب خان يونس، ووصل إلى المستشفيات جثامين 32 شهيدًا، غالبيتهم من الأطفال والنساء، ارتقوا خلال قصف الاحتلال المتواصل أنحاء متفرقة من قطاع غزة، الليلة الماضية.
مجزرة خان يونس.. الفصائل الفلسطينية: تزيدنا تمسكًا بمطالبنا
دانت الفصائل الفلسطينية مجزرة مواصي خان يونس، التي ارتكبها الاحتلال أول أمس السبت، وأكدوا، أنّ المقاومة باقية على رفضها أي اتفاق وقف إطلاق نار مشروط، وأن الاحتلال واهم في هذا الإطار.
وشددت على أنَّ المقاومة لن تعطي الأسرى للاحتلال من دون أن يدفع الثمن، مؤكدًا أنّ المقاومة أبدت كل المرونة اللازمة من منطلق المسؤولية تجاه شعبها، وأنَّ نتنياهو وضع عراقيل جديدة لأنه لا يريد التوصل لأي صفقة، وأكدت أن الاحتلال بارتكابه المزيد من المجازر لن يخضع الشعب الفلسطيني لشروط الاحتلال والإدارة الأمريكية المتواطئة.
إدارة بايدن تتحمل المسؤولية الأولى
كما أدانت فصائل المقاومة الصمت والتواطؤ الدولي والتخاذل العربي على جرائم الإبادة الجماعية المتواصلة ضد غزة، التي كان آخرها الجريمة البشعة في مخيمات النازحين في مواصي خان يونس، ورأت في المجزرة جريمة مركبة ضدَّ المدنيين والنازحين الذين تم تهجيرهم من منازلهم بفعل الإرهاب الإسرائيلي.
وحمَّلت الإدارة الأمريكية، ورئيسها جو بايدن، المسؤولية الأولى عن هذه الجريمة، وعن كل الجرائم الممنهجة بحق الشعب الفلسطيني، لاستمرارها بدعم كيان الاحتلال وتوفير الغطاء الدولي له وإمداده بالسلاح.
واعتبرت أن صفقة الأسلحة التي سُلِّمَت إلى كيان الاحتلال مؤخرًا، وتتضمن قنابل ذات قدرة تدميرية كبيرة، “تشجِّع الجيش الصهيوني النازي على مواصلة مجازره بحق الشعب الفلسطيني”.
في انتظار التوصل إلى تهدئة.. الأنظار تترقب، ومزيد من الدماء والدمار بفعل الجريمة الاحتلالية
أطراف إسرائيلية عديدة في حكومة الاحتلال ومن خارجها، تبثُّ شائعات لإخفاء إخفاقاتها، وفي هذا السياق وفي ظل ترقب التوصل إلى تهدئة في قطاع غزة، أكد مصدر مصري أن هناك نقاطًا عالقة تعوق تحقيق تقدم في مفاوضات التهدئة بقطاع غزة، وأكد هذا المصدر رفيع المستوى، أنه ما زالت هناك نقاط عالقة تتجاوز ما سبق الاتفاق عليه مع الوسطاء وتعوق تحقيق تقدم في مفاوضات التهدئة، وتابع إن مصر بذلت جهودًا كبيرة خلال الفترة الأخيرة لتحقيق تقدم في مفاوضات التهدئة بقطاع غزة.
وأكد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، يوم السبت، أن الوقت قد حان لإنهاء الحرب على قطاع غزة، التي دخلت شهرها العاشر، داعيًا الأطراف إلى التوصل إلى اتفاق، مضيفًا أنه حان الوقت لإنهاء الحرب الرهيبة على قطاع غزة، مشيرًا إلى أن هذه العملية يجب أن تبدأ بوقف فوري لإطلاق النار والإفراج غير المشروط عن جميع الأسرى.
وفي سياق المفاوضات بشأن التوصل إلى اتفاقٍ لوقف إطلاق النار، أكد القيادي في حركة حماس، حسام بدران، أنَّ الحركة أظهرت مرونة كبيرة في المناقشات مع الوسطاء، وخاصةً فيما يتعلَّق بتغييرات اللغة.
ودعا القيادي في حركة حماس عزت الرشق، في تصريحاتٍ أمس، المجتمع الدولي إلى الضغط على الطرف المعطِّل للمفاوضات وإجباره على وقف العدوان على غزة.
وبدوره، قال نائب الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي، محـمد الهندي، إنَّ أولوية نتنياهو وحكومته ليست استعادة الأسرى الإسرائيليين، بل مواصلة الحرب على قطاع غزَّة، مؤكدًا أنَّ المفاوض الإسرائيلي يُماطل.
ولفت الهندي إلى أنَّ رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، يُجيد اللعب على التناقضات في الولايات المتحدة، وهو يعلم بأنَّه كلما اقتربت الانتخابات لا يُمكن الضغط عليه أكثر من أجل التوصل إلى اتفاق.
وأمس أشارت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية إلى أنَّ نتنياهو أضاف سلسلة من البنود المكبِّلة على المقترح تهدف، إلى “ضمان عدم إحراز أي تقدم في المحادثات”، مثل منع عودة المقاتلين إلى شمالي قطاع غزة، مع الحفاظ على وجود الجيش الإسرائيلي في “ممر نتساريم”، والحفاظ على السيطرة على “ممر فيلادلفيا” ومعبر رفح، والسماح لإسرائيل بالعودة إلى القتال حتى تتحقق أهداف الحرب، ما يعني في الواقع أنَّ نتنياهو يؤكد بالقول هنا إنه مستعد لوقف الحرب إذا وافقتم على ضمان سيطرتنا الأمنية على النقاط الرئيسية في قطاع غزة، في مقابل عدم ميل حماس إلى قبول هذه المطالب.
“حماس” تقدم مقترحًا جديدًا لإدارة غزة بشكل مؤقت بعد انتهاء الحرب
وفي هذا الجانب، قال القيادي في حماس حسام بدران إن الحركة اقترحت أن تشرف حكومة مستقلة مكونة من شخصيات لا تنتمي إلى أي حزب على قطاع غزة والضفة الغربية بعد الحرب.
وأضاف بدران، أن حماس اقترحت أن تقوم حكومة وطنية مختصة وغير حزبية بإدارة غزة والضفة الغربية بعد الحرب.
وقال بدران، يوم الجمعة إن الحركة أظهرت “مرونة كبيرة” في المناقشات مع الوسطاء، لكنها تمسكت بمطلبها بأن توافق إسرائيل على وقف دائم لإطلاق النار، مشددًا على أن إدارة غزة بعد الحرب هي شأن فلسطيني داخلي لا ينبغي أن يتعرض لأي تدخل خارجي، وأن الحركة لن تناقش مرحلة ما بعد الحرب في غزة مع أي جهة خارجية.
الرئيس الفلسطيني والقيادة الفلسطينية تواصل تحركاتها السياسية للضغط من أجل وقف الحرب
في إطار دور ومسؤوليات القيادة الفلسطينية، أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس، خطورة ما تتعرض له قضيتنا الوطنية في ظل إمعان الاحتلال باستمرار حرب الإبادة التي يتعرض لها شعبنا في كل الأراضي الفلسطينية المحتلة، وخاصة سياسة الإبادة الجماعية المتواصلة، والقتل والتدمير الممنهج في قطاع غزة الصامد للشهر التاسع على التوالي من تدمير البيوت والمدارس والجامعات والمستشفيات وأماكن العبادة والمجازر الجماعية من خلال القصف اليومي لخلق بيئة طاردة لأبناء شعبنا بهدف تنفيذ سياسة التهجير، وبالتزامن مع الحصار المفروض على المدن والقرى والمخيمات الفلسطينية في الضفة الغربية بما فيها القدس ومواصلة الإمعان بالاستيطان والضم والاجتياحات اليومية للمدن والقرى والمخيمات الفلسطينية وسياسة القتل والتصفية، والاعتقالات.
وأضاف الرئيس عباس، أن ذلك يتم بالتزامن مع سرقة وقرصنة أموال المقاصة الفلسطينية ومصادرة هذه الأموال الفلسطينية بهدف تقويض وضع السلطة الوطنية الفلسطينية، انسجامًا مع تصريحات حكومة الاحتلال الهادفة إلى إنهاء السلطة وإعادة فرض الاحتلال والاستعمار الاستيطاني.
اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية تدعو إلى تضافر كل الجهود لوقف حرب الإبادة الجماعية
أكدت اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية أهمية تضافر كل الجهود لوقف حرب الإبادة التي يتعرض لها شعبنا، مؤكدة على صمود شعبنا ومقاومته لكل أهداف الاحتلال الاستراتيجية، وفي مقدمتها التهجير وشطب حقوق شعبنا وثوابته التي جسدتها منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا في مسيرة نضالية وكفاحية قدمت فيها مئات الآلاف من الشهداء والجرحى والأسرى في سبيل حرية واستقلال شعبنا، الأمر الذي يؤكد أهمية الصمود والمقاومة والتصدي لكل هذه الممارسات الاحتلالية، بما فيه التصدي لعصابات وقطعان المستوطنين المستعمرين. وأكدت اللجنة التنفيذية، أن قرارات حكومة الاحتلال وتصريحات المستوطن الاستعماري ما يسمى وزير مالية الاحتلال “سموتريتش” الذي أعلن عن مسؤولية الاحتلال عن كل الأراضي الفلسطينية في الضفة وشرعنة ما يسمى البؤر الاستعمارية الاستيطانية وإعادة المستعمرات في شمال الضفة في محاولات متواصلة لتحقيق هذه الأهداف المرفوضة وبالتزامن مع ما يجري من محاولات للحديث عن ما يسمى “اليوم التالي” من أجل تحقيق هدفين رئيسيين أولهما فصل قطاع غزة من أجل عدم إقامة الدولة الفلسطينية والهدف الآخر ضرب التمثيل الفلسطيني الإنجاز الأهم لشعبنا العظيم منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا.
وأكدت اللجنة التنفيذية تقديرها العالي وتثمينها دور جمهورية الصين الشعبية وجهودها لإنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية، وحرصها على توحيد الموقف الفلسطيني في إطار منظمة التحرير الفلسطينية.
ووجهت اللجنة التنفيذية كل التحية والتثمين إلى شعوب العالم، خاصة حراك طلاب الجامعات في معظم جامعات العالم، المطالبة بوقف العدوان وحرب الإبادة وإنهاء الاحتلال الاستعماري، كما وجهت التحية إلى كل الدول التي اعترفت بدولة فلسطين، مثمنة دور دولة جنوب إفريقيا بذهابها إلى محكمة العدل الدولية وانضمام العديد من الدول إلى جانبها في هذه المحكمة التي يرفض الاحتلال الالتزام والانصياع لتنفيذ قراراتها وقرارات مجلس الأمن والجمعية العامة المتعلقة بوقف حرب الإبادة وفتح المعابر وإدخال المواد الطبية والغذائية والإنسانية في ظل الحصار الذي يفرضه الاحتلال، ويواصل إغلاق معابر القطاع من أجل التجويع والتعطيش لأبناء شعبنا.
وأكدت أهمية اتخاذ قرارات من قبل المجتمع الدولي في فرض عقوبات ومقاطعة ومحاكمة الاحتلال لقطع الطريق على مواصلة هذه الجرائم والحرب المفتوحة بالشراكة مع الإدارة الأمريكية.
ولفتت إلى تعرض الأسرى والأسيرات إلى أبشع حملة تنكيل وتعذيب وقتل وإخفاء قسري، وصولا إلى التحرش الجنسي والاغتصاب، وما يتعرض له أسرانا الأبطال في قطاع غزة الذين يتم اعتقالهم بالآلاف في مصير مجهول ووضعهم في معتقلات سرية مثل معسكر “سديه تيمان”، الأمر الذي يتطلب من كل المؤسسات الدولية والقانونية والإنسانية الاضطلاع بدورها في تجريم الاحتلال ومحاسبته على جرائمه التي يعتقد أنه معفى من مغبة مساءلته عنها من خلال الشراكة الأمريكية، سواء “الفيتو” الأمريكي أو الإسناد والدعم لاستمرار هذه الجرائم.

زر الذهاب إلى الأعلى