إضاءات حول الملكية الفكرية
أسماء الفسي
تشكل حقوق الملكية الفكرية أسمى صور حقوق الملكية على الإطلاق، ويظهر هذا السمو من اتصال موضوع هذه الحقوق بأسمى ما يملكه الإنسان وهو العقل مصدر كل تفكير إبداعي. وكما ذكرنا سابقا فإن حق الملكية يرد على النتاج الذهني لهذا العقل أيًّا كان نوعه، على سبيل المثال حق المؤلف في مصنفاته الأدبية أو العلمية أو الفنية، وكذلك حق المخترع في اختراعاته الصناعية.. كما أن علاقة الملكية الفكرية طبصاحبها على نتاجه الذهني أو اختراعه الصناعي هي كعلاقة البنوة والأبوة، فيكون له حق استغلال ثمرة هذا النتاج أو هذا الاختراع، هذا وكما ذكرنا سالفًا مع قيام الثورة الصناعية في القرن التاسع عشر ظهر العديد من الاختراعات الحديثة والنتاج الفني والأدبي وما صاحب ذلك من حدوث تغييرات اقتصادية وتدفق في الإنتاج وظهور علاقات اقتصادية جديدة مما استدعى ظهور أنظمة قانونية جديدة لحماية حقوق الملكية الفكرية من التعديات التي قد تتعرض لها.
الحماية القانونية للملكية الفكرية
كما ذكرنا أن الملكية الفكرية ونتيجة لظهور علاقات اقتصادية متشابكة وزيادة حركة الاختراعات الصناعية أدى ما يعرف بالتعدي على الملكية الفكرية، حيث يمكن أن يأتي التعدي على هذه الحقوق إما بنسخ الأعمال الأصلية لأصحابها أو تقليد هذه الأفكار للانتفاع منها، أو بنشر هذه الأعمال بدون ترخيص، فيما يعرف بالقرصنة للأعمال الفنية والعلامات التجارية. حيث يعد هذا التعدي اختراقًا للقانون، الذي يحمي حقوق الملكية في مجالات عدة، ونظرًا إلى أن نتائج الأفكار الخلاقة، تكون على صور عديدة، فقد تكون عملًا إبداعيًّا، أو اختراعًا علميًّا، أو على شكل منتجات تجارية، أو حتى على شكل أصناف نباتية غير مسبوقة، فإن حقوق الملكية الفكرية تختلف باختلاف المجال، وتعطي لأصحابها صلاحيات قانونية تختص بمجالهم، وبناءً على هذا يمكن تصنيف حقوق الملكية إلى عدة فروع ومنها:
ـ حقوق المؤلف والحقوق المتعلقة بها
ـ العلامات التجارية
ـ المؤشرات الجغرافية
ـ التصميمات الصناعية
ـ براءات الاختراع
كما تضم الحقوق الفكرية أيضًا حقوق حماية الأصناف النباتية، وهي تحمي الأشخاص الذين ابتكروا نوعًا جديدًا من النباتات بتهجين نباتات مختلفة، وحقوق المنطقة الجغرافية وتحمي المنتجات الجغرافية المرتبطة بمنطقة جغرافية ما من التقليد.
كما شجع وجود قوانين الملكية الفكرية أفراد المجتمع على الإبداع والابتكار، نتيجة ثقتهم بأن نتاج إبداعهم هذا سيعود عليهم ليس هم فقط بالنفع والفائدة، بل يجعل هذا المجتمع بيئة مشجعة للأفكار الخلاقة.