بايدن يمثل السقوط الأمريكي
بقلم/ عبد الله ميلاد المقري
أول مرة في العالم يسقط رئيس أمريكي أرعن في الجولة الأولى من المناظرة التي أدارتها قناة CNN الأمريكية المعروفة بتاريخ 28 مايو 2024 بين بايدن عن الحزب الديمقراطي وترامب عن الحزب الجمهوري، ومع ذلك يتشبث بايدن بالسلطة وحزبه الديمقراطي الذي أدار الحروب في العالم وأسقط الأنظمة الوطنية والقومية واستبدلها بأنظمة إرهابية موازية غير قادر على إزاحة رئيسه الذي لم يعد قادرًا على إدارة دولة نووية كبرى قد يذهب بالعالم في أي لحظة إلى حرب نووية تفنى فيها البشرية بما فيها أمريكا نفسها، ولن تكون أساطيلها المنتشرة في العالم قادرة على حماية نفسها نتيجة الصدمة التي تأتيها من الدب الروسي الذي يدير الحرب مع الناتو في أوكرانيا والذي اكتسب خبرة من هذه الحرب ويقوم بتطوير قدراته اللوجستية وأهمها معرفة الأسرار التصنيعية للمعدات الأمريكية والغربية بما فيها الصواريخ والدبابات والطائرات المسيرة دون طيار وكذلك أنواع الذخيرة الذكية التي تغتنمها القوات الروسية.
وبالعودة إلى ما حدث في المناظرة التاريخية التي فاز فيها ترامب 67% مقابل 33% لصالح بايدن الناعس الذي تجري الآن مناقشات داخل الحزب الديمقراطي على ضرورة تنحيه عن الاستمرار في الحملة الانتخابية وأن يتنحى لأجل أن يكون للحزب رئيس قادر على إعادة الدور للحزب لأن الحزب بوجود بايدن سيفقد جل قياداته في الفوز في الانتخابات لمجلس النواب ومجلس الشيوخ، بالإضافة إلى هذ الحشد الجماهيري من طلاب الجامعات ومنظمات حقوق الإنسان والشخصيات التي تقود المعارضة ضد قيام بايدن بدعم الكيان الصهيوني للعدوان على غزة وتزويد منظومة الجيش الصهيوني بأخطر أنواع الأسلحة الأمريكية.
وليس غريبًا على هذا الرئيس المجرم في استغلال عامل الانتخابات لكسب أصوات اليهود في انتخابات عام 2024، كما كان الرئيس الديمقراطي هاري ترومان زميله في الانتخابات التي جرت في 1948 وأعلن مباشرة بعد 11 دقيقة من فوزه على اعتراف الإدارة الأمريكية بالكيان الصهيوني مما خلف أيضًا هزة سياسية في العالم ما كان متوقعًا أن تتخذ أمريكا هذا القرار، ومن ثم أصبحت القضايا العربية والصراع العربي الصهيوني مشروعًا حاضرًا في دعم المترشح للرئاسة الأمريكية.
ورغم أن الحزب الديمقراطي يظهر أنه ينحاز للديمقراطية وحقوق الإنسان فإنه أقرب إلى دعم الإجرام الصهيوني والعدوان على الشعب الفلسطيني وآخرها قيام بايدن بالدعم غير المحدود بالسلاح للكيان الصهيوني وتحريك حاملات الطائرات الأمريكية في البحر المتوسط والبحر الأحمر وقيام أمريكا بغطاء للفضاء في سماء فلسطين المحتلة وأكثر من ذلك التصدي لأسلحة المقاومة والطيران المسير والصواريخ الباليستية اليمنية التي تحولت إلى جبهة مقاومة للوجود الأمريكي في البحر الأحمر وبحر العرب، ومن هنا يغيب الشعب الليبي العظيم عن قضاياه القومية الذي كان سباقًا لنصرة أهله في فلسطين سياسيًّا وتعبويًّا.
إن الانتخابات الأمريكية بفوز أي من المتنافسين على الكرسي الرئاسي والوصول إلى البيت الأبيض لن تكون النتيجة إلا محطة أخرى من محطات التدخل الخارجي الاستعماري ودعم الكيان الصهيوني في حربه على غزة وكل الأراضي الفلسطينية وكذلك على لبنان وسوريا.