هزمت المخطط التآمري
بقلم/ ناصر سعيد
نشارك الشعب العربي المصري العظيم، الاحتفال بالذكرى الثالثة عشرة لثورة 30 يونيو الشعبية التي أسقطت المخطط التآمري لتنظيم جماعة الإخوان الإرهابي، بعد أن حاول إغراق مصر في دوامة فوضى ما سُمي زورًا الربيع العربي، التي اجتاحت الوطن العربي، خدمة للأهداف الصهيونية.
لقد أطلق الشعب العربي المصري يوم 30 يونيو في زخم شعبي لم يسبق له مثيل الرصاصة الأولى ضد مخطط الإخوان التآمري ليس في مصر وحدها، بل في كل المنطقة، وكان لانحياز الجيش المصري بقيادة المشير عبد الفتاح السيسي إلى الجماهير الشعبية المتظاهرة بعشرات الملايين الدور الحاسم في إفشال وإسقاط مخطط تنظيم جماعة الإخوان الإرهابي.
إن ثورة 30 يونيو لم تكن إنجازًا لمصر وحدها، بل للمنطقة العربية عامة، فالإخوان وتوابعهم وداعموهم وممولوهم يتساقطون الواحد تلو الآخر، حيث وجهت ثورة 30 يونيو ضربة قاصمة للمشروع التآمري المعادي للأمة العربية والقائم على تمكين التنظيم الدولي لجماعة الإخوان المسلمين الإرهابية والتنظيمات التي ولدت من رحمها من السلطة في الوطن العربي، غير أنه بفضل عزيمة الشعب المصري واستجابة جيشه البطل، سقط حكم جماعة الإخوان في مصر، مما أدى إلى إحباط المخطط الإخواني في كامل المنطقة.
لقد أكدت ثورة 30 يونيو مكانة مصر وهيبتها في التصدي للمؤامرات المدمرة للدولة الوطنية وعززت قدرتها على هزيمة المخطط الإرهابي المعادي للعروبة والإسلام الذي اكتسح المنطقة تحت مسمى الربيع العربي، وتحولت بفعله العديد من الدول العربية مثل ليبيا وسوريا واليمن إلى بركة للدم ومستنقع وملاذ للجماعات الإسلاموية المحلية والتنظيمات الإرهابية العابرة للحدود، مما أجبر ملايين الليبيين والسوريين واليمنيين إلى الهجرة خارج أوطانهم، وتعرض من بقي بالداخل تحت سطوة الميليشيات الإرهابية للاضطهاد والاعتقال والتعذيب والقتل على الهوية في السجون السرية والعلنية.
إن ثورة 30 يونيو وعبر ما تحقق من منجزات واقعية على صعيد التنمية والاستقرار والتطور والإصلاح على كافة الصعد أكدت أنها جسدت قيمها وحرصها وإخلاصها لصالح الشعب المصري بالعمل لا بالقول، وبالمنجزات لا بالشعارات، وأثبتت أن القوات المسلحة هي المؤسسة الوطنية الضامنة للسيادة والاستقرار والديمقراطية، وأن سيادة مصر وأمنها القومي لا يمكن أن يكون لعبة في أيدي القوى الظلامية وحلفائها وداعميها الإقليميين والدوليين.
كما أن مصر 30 يونيو وبكل ما تحمله قيادتها الحكيمة من وعي واستشراف للمخاطر والمهددات المحيطة بالمنطقة، كانت السباقة لدعم جهود السلام والاستقرار في ليبيا إيمانًا منها بوحدة المصير بين الشعبين الشقيقين.
التحية والتهنئة للجيش المصري الوفي لشعبه، فقد برهن للعالم أنه ليس أداة في يد أحد غير شعبه، وليس مغيبًا عن واقع شعبه وأمته، بل هو جيش يؤمن بعقيدة ثورية ووطنية، أعاد إلى ذاكرتنا ملاحمه البطولية التي سطرها عبر تاريخ مصر النضالي بدءًا من ثورة 23 يوليو 1952 المجيدة ومرورًا بكافة المعارك الباسلة التي توجت بإنجاز العبور العظيم في شهر رمضان الكريم عام 1973، محطِّمًا أسطورة جيش الصهاينة الذي لا يقهر.