أزمة معبر رأس جدير.. صراع السيطرة بين الدبيبة وزوارة يعطل مصالح الليبيين
تقارير – الموقف الليبي:
أثار تأجيل افتتاح معبر رأس جدير الذي كان مقررا أمس الاثنين في العاشرة والنصف صباحا بحسب ما أعلن وزير داخلية الدبيبة عماد الطرابلسي، عاصفة من الانتقادات ضد الحكومة “منتهية الولاية”، وذلك لعدم قدرتها على إعادة تشغيل المعبر أمام المسافرين رغم مرور 3 أشهر على إغلاقه، وإعلان الدبيبة أكثر من مرة موعد الافتتاح ثم التراجع عن الأمر دون توضيح الأسباب.
ويشار إلى أنه كان من المنتظر فتح المنفذ الحدودي بين البلدين الجارين أمام حركة سفر المواطنين أمس الاثنين بعد تأجيل افتتاحه الخميس الماضي، إلا أن الجانب التونسي تفاجأ بصدور بيان من الجانب الليبي يقرر فيه فتح المعبر أمس، ومن ثم بيان آخر تعلن فيه حكومة الدبيبة تأجيل الافتتاح الذي دعا له وزير داخلية الدبيبة وسائل الإعلام.
وقالت وكالة تونس إفريقيا للأنباء الرسمية إن افتتاح معبر راس جدير تأجل للمرة الثانية، ونقلت عن مصدر أمني بالمعبر قوله إن الحركة “ستبقى مقتصرة على الحالات الإنسانية الاستعجالية الصحية والدبلوماسية”، مشيرا إلى أن “الأمر مرتبط بخلافات أمنية في الجانب الليبي”.
فقدان السيطرة على رأس جدير
وفي وقت لاحق كشفت تقارير صحافية بأن مجموعات مسلحة من مدينة زوارة أغلقت الطريق الرئيسي المؤدي إلى معبر راس جدير، وهو ما تسبب في تأجيل فتحه أمام حركة العبور للمرة الثانية.
وكانت حكومة الدبية فقد سيطرتها على معبر رأس جدير بعد اشتباكات مسلحة مع المجلس العسكري بمدينة زوارة، وقامت بغلقه حتّى إشعار آخر، كما قامت بسحب الموظفين العاملين بمديرية الأمن ومركز الشرطة ومصلحة الجوازات والجنسية من المعبر حفاظا على الأرواح والممتلكات، وبنقل أجهزة الكشف الآلي وسيارات التفتيش إلى داخل الأراضي التونسية، لحمايتها من التخريب.
طرد القوى الأمنية ورفع علم الأمازيغ
على جانب آخر رفعت المجموعات المسلحة التابعة للمجلس العسكري بمدينة زوارة، علم الأمازيغ على معبر رأس جدير، مباشرة بعد سيطرتها عليه وطردها القوات الأمنية التابعة لوزارة داخلية الدبيبة.
من جهته أكد وزير داخلية الدبيبة عماد الطرابلسي أن معبر رأس جدير من أكبر منافذ التهريب في العالم، حيث تخرج منه سيارات التهريب بالآلاف وتمر عبره يوميا 30 شاحنة نفط إلى تونس وكذلك آلاف المهاجرين، مشيرا إلى أن قيمة ما يتم تهريبه عبر المعبر أسبوعيا تصل إلى 100 مليون دولار يخسرها الاقتصاد الليبي.
بداية الأزمة
وكانت وزارة الداخلية بحكومة الدبيبة قد أعلنت سحب أعضائها من معبر رأس اجدير في مارس الماضي بعد اقتحام مسلحين محليين له، فيما أعلنت السلطات التونسية لاحقا إغلاق المعبر “لأسباب أمنية”.
وتسببت تلك الخلافات بتأجيل فتح معبر راس جدير الذي كان مقررا أمس الاثنين، ليستمر تعطيل حركة النقل والعبور بين البلدين المتوقفة منذ 20 مارس الماضي، بسبب نزاع حول السيطرة على هذا المعبر الاستراتيجي بين وزارة الداخلية والمجموعات العسكرية بمدينة زوارة.
فيما ترفض الجهات العسكرية بمدينة زوارة أي محاولات لنقلها من معبر رأس اجدير من طرف القوات التابعة لوزارة الداخلية، وتقول إنها أحق بالإشراف على تأمين هذا المعبر لأنّه جزء من منطقة زوارة.