رغم فشله في الخليج..حكومة الدبيبة تثير الجدل بالحديث عن تفعيل “نظام الكفيل”
متابعات – الموقف الليبي
أثارت تصريحات وزير العمل بحكومة الدبيبة منتهية الولاية علي العابد، حالة من الاستهجان الواسعة على مستوى داخل ليبيا وخارجها، بعد حديثه عن اعتماد “نظام الكفيل” لضبط العمالة الوافدة، على حسب قوله.
وبطبيعة الحال ثارت عاصفة من التساؤلات بالشارع الليبي عن القرار، فهل حكومة الدبيبة منتهية الولاية تمتلك الشرعية الشعبية لاتخاذ قرار مثل هذه القرارات، خاصة أنها ليست ممثلة عن الشعب بينما الحكومة الليبية هي الممثل الشرعي لليبيين بعد منحها الثقة من مجلس النواب.
وهل “نظام الكفيل”سيضبط ملف الهجرة غير الشرعية بالفعل، أم أن الأمر مقايضة من الاتحاد الأوروبي لبقائه في منصبه، وهل سيشمل القرار رعايا الاتحاد المغاربي أم أن قرار وزارة الدبيبة له استثنائته بسبب الظروف الداخلية لليبيا؟
وهل “نظام الكفيل” الذي أثبت فشله في الخليج يستحق إعادة تجربته مرة أخرى في ليبيا التي تبحث عن الاستقرار؟
اعتماد نظام الكفيل
أكد وزير العمل بحكومة الدبيبة المنتهية الولاية، علي العابد، أن الوزارة ستعتمد نظام الكفيل الخاص وأن الشركات المحلية ستكون هي الكفيل الرسمي أمام الدولة الليبية للعمالة الأجنبية التي وسيتم استجلابها عبر المنظومة الإلكترونية التي دشنتها الوزارة مؤخراً.
وقال العابد إن هذه الخطوة ستسهم في تسهيل الإجراءات والقضاء على البيروقراطية بشأن ملف استجلاب العمالة من الخارج.
العمالة الأجنبية بليبيا
وتبلغ نسبة العمالة الوافدة كبيرة، إذ تقدر بنحو مليونين و100 ألف عامل موجودين بطريقة رسمية وغير رسمية على الأراضي الليبية وفق تقديرات حكومة الدبيبة.
قلق الجالية المغربية
ويشار إلى أن هذا القرار يمس الآلاف من المغاربة الذين صاروا قلقين على وضعهم، ويطالبون سلطات بلدهم بالتدخل العاجل لحل المشاكل العالقة.
يأتي ذلك في ظل صعوبة تسوية وضعية الكثير منهم نتيجة إغلاق القنصلية المغربية لعشر سنوات كاملة قبل أن تستكمل عملها مؤخرا فقط.
وذكرت وسائل إعلام مغربية، أنه بالنظر لكون القنصلية المغربية المكلفة بتجديد وثائقهم استمرت في غلق أبوابها لعشر سنوات، فعلى السلطات الليبية مراعاة الأمر.
نظام الكفيل عبودية
فيما أوضح رئيس جمعية الصداقة الليبية المغربية، محمد حسن الواثق أن توجه الحكومة الليبية نحو اعتماد نظام الكفيل الخاص يطرح مجموعة من التحديات بالنسبة للمغاربة المقيمين في هذا البلد،، مشيرًا إلى أن نظام الكفيل هو عبودية من نوع خاص، خاصة وأن هذه التجربة أثبتت فشلها في العديد من الدول العربية”.
عبودية بريطانية المنشأ
وبإلقاء نظرة على نظام الكفيل، نجد أنه فكرةُ بريطانيةٌ تعود إلى أيام استعمار المنطقة… استحدثتْ هذا النظام قبل اكتشاف النفط لتنظيم عمل الغواصين الذين كانوا يبحثون عن اللؤلؤ في البحرين.
ثم ما لبثت الفكرة أن انتشرت في الخليج كلّه… كانت قوانين الكفالة هذه تستثني الوافدين من العرب في البداية.
لماذا تخلصت الدول العربية من نظام الكفالة؟
وكانت الدول العرببة قد تخلصت من نظام الكفيل، أولهم قطر في 2016, بعدها السعودية والإمارات في2020، وبررت السعودية. أن، إلغاء نظام الكفالة، لأسباب عدة كان من أهمها ظلم الكفيل لبعض العمال الأجانب، وارتفاع أسعار الكفالة السعودية، وفرض كفالة سعودية عالية، فظلًا عن طلب الكفيل السعودي سعر خيالي للكفالة، ونفور الأجانب بسبب نظام كفالة الكفيل، قلة العمالة في السعودية،فضلًا عن رغبة المملكة في توفير خبراء أجانب دون كفالة.