عيد الإجلاء ولو كره الحاقدون
بقلم/ عبد الله ميلاد المقري
يصادف اليوم الثلاثاء الحادي عشر من يونيو، الذكرى الرابعة والخمسين لأكبر انتصار على الإمبريالية الأمريكية بطرد قواتها وقاعدتها الجوية (ويلس) الملّاحة التي تنتصب في مركز العاصمة طرابلس والتي تعد الثانية بعد قواعدها الأساسية والمركزية داخل الولايات المتحدة.
كانت أمريكا تتجه أن يكون وجودها في قاعدة “الوطية” وميدان التدريب في الثوير في سوق الخميس امسيحل، أكبر قوة جوية عدوانية تنطلق منها إلى إفريقيا، لتتمركز في بؤر الصراع الدولي ضد الاتحاد السوفييتي وتمكين وجودها المسلح والاستخباراتي على الأرض ومنع أي قوى معادية لها في الدول الإفريقية من الاقتراب منها، وسياستها في ذلك الوقت وجودها المادي الذي حل محل الاستعمار القديم والذي واجهته الثورات التحررية في القارة الإفريقية وأمريكا اللاتينية وألزمته بحزم عتاده للإجلاء ومغادرة هذه الأقطار، وكان لثورة 23 يوليو دور كبير في خروجه.
إن جلاء الأمريكان في الحادي عشر من يونيو 1970، كان عاملا أساسيا في يقضة الشعوب الإفريقية والأخذ بمفهوم التحرر والاقتداء بالنظام الوطني لثورة الفاتح من سبتمبر بتطهير الأرض الليبية من الوجود الأمريكي الداعم للكيان الصهيوني، وتحقيق الاستقلال التام من التبعية الاقتصادية بتأميم الشركات النفطية لتصبح الثروة النفطية مملوكة بالكامل للشعب الليبي وتمـر العمليات النفطية من خلال المؤسسة النفطية الليبية السيادية تحت السيطرة الكاملة للرقابة الشعبية والسيادة الليبية وليصبح أي مساس أو عبث بموارد النفط والغاز والمعادن خطا أحمر، وبذلك ترتبط ذكرى الإجلاء بتحقيق الاستقلال السياسي والسيادي والاقتصادي، والعمل لصالح الشعب صاحب السيادة وصاحب الثروة، لا عبث ولا تفريط في سيادته ولا تعدي داخلي أو خارجي على ثروته التي هي حق للأجيال الحالية والقادمة، فالذين أتوا بالناتو والذين أتوا بالاستعمار التركي والإيطالي والبريطاني هم من لا يعجبهم تخليد هذه المناسبة والاحتفال بها والتي ستبقى منارة تضيء طريق الشعب الليبي لاسترداد دولته الحرة المستقلة ذات السيادة موحدة وقائمة على إدارة الشعب لهذه الدولة وعلى حريته وعلاقته مع الشعوب في الفضاء المحلي والإقليمي والدولي، ضمن احترام مبدأ الاستقلال التام والتعاون دون وجود قوة خارجية تهدد قراره الوطني المستقل، ومن هنا يترتب على الشعب الليبي وقواته الوطنية الاحتفال بهذه المناسبة وتخليد ذكراها العطرة بما تحمله من مضامين تشرف شعبنا، أما الذين أداروا ظهورهم لهذه المناسبة فهم امتداد للذين أعادوا الاستعمار من جديد، سيلعنهم التاريخ والعار أطول من العمر.