-

كلمـــة و½

بقلم/ عبد السلام عاشور

على مرأى ومسمع العالم أجمع بأممه المتحدة ومجلس أمنه ومنظمات حقوق الإنسان يتواصل مسلسل المجازر الدموية الصهيونية اليومية بحق شعبنا العربي الفلسطيني، فقد قتل أمس الأول أكثر من 200 شهيد ومئات المصابين في مجزرة صهيونية جديدة وسط غزة.. الغارات مستمرة بالمقاتلات الأمريكية وقصف الدبابات وبمختلف الأسلحة وتوغل غير مسبوق بمخيم النصيرات يقابله هروب جماعي من الموت المحقق للشيوخ والأطفال والنساء بحثًا عن ملاذ آمن من القنابل والرصاص وكل سبل الموت.

ترى أمام هذا الصمت المريب والنكوص الرسمي العربي من المسؤول عن استمرار نزيف دماء شهداء غزة ومنذ 8 شهور متواصلة!؟

إن سياسة التطبيع مع العدو هي ما مهد لمجازر غزة، وبالتالي يتحمل العرب المطبعون مع الكيان الهمجي الصهيوني تبعات استمرارها حتى اليوم، ناهيك عن معاهدات السلام، التي قادت لمسيرة التطبيع والانهزام، إضافة إلى حالة العجز والاستكانة التي حاقت بالعرب عقب حصار ليبيا واحتلال بغداد التي شجعت الكيان الصهيوني على الاستمرار في عدوانه على الأمة العربية وقصفه لجنوب لبنان والمدن السورية وشنه لحروب الإبادة الجماعية على الفلسطينيين في جنين ونابلس وكل الضفة الغربية التي آخرها حرب الإبادة على أهالي غزة.

وأمام هذا التردي الرسمي العربي قد أصبح لزامًا على القوى العربية الحية من النخب الثقافية والفعاليات الاجتماعية والصحافية وكتَّاب الرأي ومتعاطي التحليل السياسي المفعمين بالشعور القومي العروبي عليهم تعبئة الرأي العام العربي لتحريك الجماهير للانتفاض على هذه الأنظمة المتصهينة، وليعلموا، أن ما يسمى “إسرائيل” ما هي إلا ظاهرة استعمارية استيطانية زرعت بقلب الوطن العربي في عام 1948 وليس هناك في المعاجم السياسية من قبل شيء اسمه الشعب “الإسرائيلي”، ولم تعرف جغرافيا العالم دولة باسم “إسرائيل”، بل إن الحقيقة التي يعرفها الجميع أن أرض ما بين النهر والبحر هي فلسطين العربية.

زر الذهاب إلى الأعلى