بعدما تسببت في سقوطها 2011..هل ستنجح جامعة الدول العربية في حل الأزمة الليبية؟
تقرير – الموقف الليبي
أعلن رئيس مجلس النواب المستشار عقيلة صالح على هامش أعمال الجلسة العامة للبرلمان العربي، عن جولة مشاورات جديدة بين رؤساء المجالس الثلاثة في ليبيا قريبا، برعاية الجامعة العربية وداخل مقرها الدائم في القاهرة.
وعكست تصريحات رئيس مجلس النواب حالة عدم الرضا الشعبي في ليبيا والتي وصلت إلى حد ردود الأفعال الغاضبة على اعتبار أن جامعة الدول العربية هي المسؤول عن ماحدث في ليبيا 2011 من تدخل خارجي.
كما ترى غالبية عظمى من الليبيين أن مثل هذه اللقاءات لاجدوى منها بل هي ضياع للوقت وإطالة للأزمة السياسية في البلاد، معتبرين أن القائمين على السلطة في ليبيا هم جزء من الأزمة نفسها وليس هم الحل، ويرى الليبيون أيضا أن هذه اللقاءات المتكررة التي ما أن تأتي بخارطة طريق حتى يزداد المشهد تعقيدا
وانزلقت ليبيا في أتون الفوضى والحرب الأهلية، حيث دخلت البلاد في موجة من الصراع المسلح، بعدما أطلق حلف شمال الأطلسي “الناتو” هجماته العدوانية الغاشمة بمباركة جامعة الدول العربية بتحالف يضم 42 دولة، ومنذ ذلك الحين وتعاني الدولة الليبية أزمة طاحنة معقدة تسببت في انهيار ودمار الدولة الآمنة المطمئنة.
وسط آمال وطموحات الشعب الليبي في إستعادة وطنه وإعادة الأمن والاستقرار، وعلى مدار أكثر من عقد من الزمان، كانت ولا زالت الدولة المصرية بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي حريصة على المشاركة بقوة وبموقف ثابت في تفاعلات المشهد الليبي، دائمة الانخراط في مسارات الحل وجهود خفض التصعيد بين الأطراف الليبية، وإيجاد تسوية لهذه الأوضاع المستعصية، منطلقها تمثيل كافة الليبيين في رسم مستقبلهم بأنفسهم، ورفض التدخلات الأجنبية وطرد المرتزقة من الأراضي الليبية، فضلًا عن المساعي المصرية لحشد التأييد الدولي نحو موقف إيجابي للتصدي لخطر التنظيمات الإرهابية التي اتجهت نحو تحويل ليبيا إلى قاعدة عمليات لأنشطتها.
تسعى الدولة المصرية إلى عقد الكثير من اللقاءات بين كافة الأطراف الليبية وجمع الفرقاء الليبين إلى مائدة حوار، للاتفاق وعبور مرحلة الفوضى إلى الاستقرار السياسي، وإعادة إعمار الدولة الليبية.
كان آخر تلك اللقاءات في مارس الماضي، حيث دعت القاهرة إلى جلسة حوار بين بين رؤساء المجالس الليبية الثلاثة (رئيس مجلس النواب الليبي المستشار عقيلة صالح، ورئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي، ورئيس المجلس الأعلى للدولة محمد تكالة)، تحت مظلمة جامعة الدول العربية، برعاية الأمين العام أحمد أبو الغيط، وتم الاتفاق على توحيد المناصب السيادية في البلاد وتشكيل حكومة موحدة مهمتها الإشراف على الانتخابات، ولم تدخل هذه الاتفاقيات حيز التنفيذ حتى الآن ويظل الجمود السياسي هو سيد المشهد الليبي في ظل الانقسامات وتعارض المصالح وتمسك حكومة الدبيبة منتهية الولاية بالسلطة.
ليبقى التساؤل الأبرز، هل ستنجح جامعة الدول العربية في حل الأزمة التي تسببت فيها منذ مؤامرة فبراير 2011 عندما سمحت لحلف الناتو بالتدخل في ليبيا وإسقاط النظام الوطني؟