تشويه الإسلام في امتحانات الدبيبة.. خطأ غير مقصود أم جريمة تستوجب العقاب؟.. “تقرير”
تقرير – سيد العبيدي
شهدت امتحانات صفوف النقل لمرحلة التعليم الأساسى للعام الدراسي الحالي (2023 – 2024) كارثة كبيرة؛ تمثلت في ارتكاب وزارة التربية والتعليم بحكومة الدبيبة منتهية الولاية جريمة عقائدية تمثلت في قيامها بوضع أسئلة امتحانات في مادتي التاريخ والتربية الإسلامية، تتنافى مع تعاليم الدين الإسلامي الحنيف والمنهج العلمي المتعارف عليه عند علماء أهل السنة والجماعة، وكما تضمنت أسئلة الامتحانات سؤال حول العام الذي حج فيه إدريس السنوسي إلى مكة المكرمة، مما دفع الشارع الليبي إلى للتساؤل حول أهمية السؤال والجدوى منه في الوقت الذي تجاهلت فيه تاريخ الفتوحات الإسلامية وأبطال الأمة الذين وقفوا في وجه العدو.
وأثارت هذا السابقة الخطيرة التي لم تشهدها العملية التعليمية من قبل في ليبيا ردود أفعال واسعة على منصات التواصل الاجتماعي، حيث طلب المتابعون بضرورة محاسبة مرتكبي هذا الجرم في حق الأجيال ومن قبل في حق الدين الإسلامي.
خطأ في تركيبة السؤال
وحول الأزمة، قالت وزارة التربية والتعليم بحكومة الدبيبة منتهية الولاية إنها قدمت اعتذارها عن ورود ماوصفته بـ “الخطأ” في “تركيبة” سؤال يتعلق بسيرة الرسول الكريم بمادة التربية الإسلامية، خلال امتحانات الشهادة الإعدادية.
وبررت الوزارة في تنويه نشر عبر صفحتها على موقع “فيس بوك” بأن الخطأ كان غير مقصود، مشيرة إلى احتساب درجة السؤال صحيحة لكافة التلاميذ.
وزعمت أن مصلحة التفتيش والتوجيه التربوي ترحب بأي ملاحظات أو نقد من شأنه النهوض بالعملية التعليمية.
وتضمنت أسئلة الصواب والخطأ بامتحانات مادة التربية الإسلامية للشهادة الإعدادية سؤالا عن سيرة النبي ووفائه لزوجاته مفاده: أن النبي صل الله عليه وسلم كان وفيا للسيدة “عائشة” و لم يتزوج عليها في حياتها، وهو الخطأ الفادح الذي يستوجب معه إقالة وزير التربية والتعليم من منصبه.
تقصير واضح
من جهته وصف الإعلامي محمد الغول مدير إذاعة صوت أفريقيا سابقاً، ماحدث في أسئلة امتحانات هذا العام بالتقصير الذي يحتاج إلى تفسير من وزارة التعليم في إشارة إلى نوعية الأسئلة التي تضمنتها الامتحانات هذا العام لطلبة مرحلة إتمام التعليم الأساسى.
وكتب “الغول” على موقع “فيس بوك”: حسب وزارة التربية والتعليم والمركز الوطني (جدا) للامتحانات، فإن شرط إتمام مرحلة التعليم الأساسي هو أن يعرف التلاميذ بالضبط في أواخر اي عام حج السيد إدريس السنوسي، وهو شرط معقول جدا لكنه في رأيي غير كاف، حيث يجب سؤال تلاميذ الوزارة الموقرة كذلك عن السنة التي نصبت فيها بريطانيا السيد إدريس أميرا ثم ملكا على ليبيا والسنوات التي أبرمت فيها حكومات السيد إدريس اتفاقيتي القواعد العسكرية البريطانية والأمريكية والسنة التي أقرت فيها حكومة السيد إدريس مع إيطاليا اتفاق حماية الجالية الإيطالية بين قوسين المستوطنين الطليان !!
وتابع الغول: ما دام المجال قد فتح لأسئلة من النوع الدال على تقوى وورع السيد إدريس وأداء الفرائض حبذا لو تضمنت أسئلة وزارة التربية والتعليم أسئلة أخرى لا يجوز للتلاميذ الانتقال إلى المرحلة الثانوية دون معرفة إجاباتها من نوع كم سوق – بلا مؤاخذة – للدعارة كانت مرخصة من حكومة السيد إدريس في طرابلس وبنغازي وكم خمارة مرخصة من حكومته في المدن الليبية وبالمرة يجب تضمين ورقة الامتحان أسئلة عن أسماء المدن الليبية التي كانت تحيطها أكواخ الصفيح وكيف كان الليبيون والليبيات سعداء في تلك الأكواخ الفارهة وأسئلة من نوع كم نسبة الأمية والأمراض المزمنة في عهده الميمون، وكم مدرسة ثانوية في الجبل الغربي أو في فزان أو في الجبل الأخضر وكم مستشفى كان هناك في طرابلس وكم كانت نسبة الليبيين الذين لديهم كهرباء في منازلهم ..ألخ.
وأختتم الغول، قائلاً: هذه الأسئلة يجب على وزارة التعليم الموقرة إضافتها وتضمينها كي نضمن أن يكون لدينا جيلا واعدا صاعدا، أما الاقتصار عن عام حج السيد إدريس فهو لا يكفي أبدا بصراحة”، على حسب قوله.
هل حج السنوسي؟
وعلق الدكتور عبدالحكيم هيبة، قائلا: في ليبيا “الطاغية” كنا ندرس تاريخ الحملات الصليبية الخامسة عشر على الوطن العربي لنتعظ من التاريخ وبالتاريخ نتعظ.
وأضاف: جاءت الحملة الصليبية السادسة عشر عام 2003م على العراق ولم يتعظ العرب من التاريخ بل شارك بعضهم في غزو العراق، ثم جاءت الحملة الصليبية السابعة عشر على ليبيا والغريب والعجيب استخدم لها رمزية الرقم (17) وأيضا لم نتعظ نحن والعرب من التاريخ، والأدهى والأمر أن الحملة السابعة عشر المدمرة رفع اتباعها شعار “لا لتمجيد الأشخاص”.
وتابع هيبة: اليوم ومع نسيم الحرية من الممكن أن يرسب الطالب في مادة التاريخ بسبب درجة أو درجتين أخفق الطالب في الحصول عليهما لأنه لم يتذكر متى حج السيد إدريس السنوسي إلى مكة المكرمة.
وقال أنا شخصيا لم أتوقع أن الذي رخص في المدن البارات والخمارات وجمع من تراخيصها المال للديوان الأميري سبق له أن أدى مناسك الحج، ولا صدق هنا إلا لحديث رسول الله صل الله عليه وسلم إذ قال: “من كان هجرته لله ورسوله فهجرته لله ولرسول ومن كان هجرته لإمراة ينكحها أو دنيا يصيبها فهجرته إلى ما هاجر إليه”، مستشهدا بالمثل الشعبي القائل: “الحج وما بعده يا حاج”.
وعلق أحد المتابعين على موقع “فيس بوك” على سؤال متداول في امتحان الشهادة الإعدادية، مطالبا بمحاسبة المسئول عن وضع الأسئلة، مستنكرا ما وصفه بالإساءة في حق نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم وزوجه السيدة عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها.
وكتب المتابع، قائلا: سؤال فيه تشوية للعقيدة ويرسخ في ذهن الطالب إن التعدد الذي أباحه الشرع يعتبر خيانة زوجية، مشيراً إلى مركز تكوين الذي دشن مؤخراً في مصر بأنه يروج لمثل هذه الأفكار
وعلق متابع آخر على سؤال يقول: ذهب السيد إدريس السنوسي إلى الحج أواخر العام (1912 – 1913 – 1915 – 1916)، واصفاً السؤال بالاستخفاف الكبير بذاكرة الوطن، لافتا إلى أنه كان من الأجدر إبراز تواريخ المتعلقة بالفتوحات الإسلامية ومقاومة العدو
وتساءل الكاتب الصحفي عبدالسلام سلامة، عن القيمة التاريخية لمثل هذا السؤال الذي طُرح اليوم على طلاب شهادة إتمام مرحلة التعليم الأساسي في مادة التاريخ، مضيفا أن الملك إدريس السنوسي عندما كان مسافراً الى لندن خطب بشير السعداوي في الجماهير قائلا: “سنحارب الإنجليز والأمريكان والطليان والفرنسيين والعالم أجمع إذا لزم الأمر” ، بينما قال: “سأبلغ رغباتكم إلى بريطانيا العظمى”.