حوار غدامس المرتقب بين “التحديات الراهنة وتطلعات الليبين”
تقرير – سيد العبيدي:
تجرى على قدم وساق التحضيرات الأممية الخاصة باستضافة “حوار وطني” بين الأطراف الليبية الفاعلة في مدينة غدامس، بهدف الوصول إلى تفاهمات تفضي إلى إطلاق عملية سياسية تنتشل البلاد من أزمتها الراهنة وصولا إلى تنظيم الانتخابات العامة.
تأتي التحركات الأممية في ظل تحديات كبيرة تشهدها ليبيا على المستويات السياسية والأمنية والاقتصادية، حيث ترزح طرابلس تحت سطوة المليشيات المهيمنة على السلطة والقرار السيادي في الغرب الليبي وتتبع بشكل مباشر رئيس الحكومة منتهية الولاية عبدالحميد الدبيبة، الأمر الذي يعيق جهود الوساطة المبذولة في إطار الحل السياسي.
ويعد مؤتمر غدامس المرتقب، الاختبار الأول للأمريكية “ستيفاني خوري” على طريق الصراع القائم في البلاد منذ سنوات وفشل الأمم المتحدة في إيجاد حل، وهل ستنجح “خوري” في إنجاح هذه الحوار أو سيكون مصيرها الفشل مثل الذين سبقوها في إدارة البعثة الأممية في ليبيا؟
وبحسب تقارير صحفية محلية تبحث نائبة الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة والمنسقة المقيمة ومنسقة الشؤون الإنسانية في ليبيا، جورجيت غاليون، في مدينة غدامس منذ يومين، الترتيبات الأمنية واللوجيستية لإطلاق الحوار الليبي – الليبي، من أجل تشكيل حكومة موحدة ومصغرة تشرف على الانتخابات العامة.
وأفادت التقارير بأن زيارة “غانيون” تأتي قبل أيام من وصول وفد أممي رفيع المستوى برئاسة الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة بالإنابة “ستيفاني خوري” إلى غدامس، بعد توليها مهام البعثة الأممية في ليبيا بشكل مؤقت خلفاً للسنغالي عبدالله باتيلي الذي تقدم باستقالته من منصبه بعد عام ونصف من قيادة بعثة الدعم في ليبيا دون التوصل إلى نتائج ملموسة أو القدرة حتى على جمع الفرقاء على طاولة واحدة.
أهداف غدامس
ومن المقرر أن يناقش المسؤولون الأمميون، مع مسؤولي وأعيان ووجهاء غدامس، تفاصيل استضافة الفرقاء الليبيين، وخاصة أعضاء مجلسي النواب والدولة، لجمع الفاعلين الأساسيين تحت سقف التوافق والعمل على حلحلة الأزمة المتفاقمة في البلاد، كذلك تحقيق حلم نحو مليوني ونصف مواطن ليبي بالذهب إلى الانتخابات الرئاسية والنيابة.
التحديات الراهنة
ومن أبرز التحديات التي تعيق الحل السياسي في ليبيا هو التدخل الخارجي في الشأن الليبي، وعدم رغبة المجتمع الدولي في إنهاء الصراع، إلى جانب فشل الأمم المتحدة في التأثير على الأطراف الليبية وقبل ذلك عدم قدرتها على تحييد الدول الأجنبية عن المشهد الليبي حتى تستطيع ليبيا الخروج من أزمتها المستمرة منذ 2011، بالإضافة إلى عدم رغبة القائمين على السلطة في ترك مناصبهم وحالة اللامبالاة والصمت الشعبي الغريب.
ويمثل مؤتمر غدامس المرتقب بادرة أمل أمام الليبيين خاصة في ظل الجهود المبذولة من جامعة الدول العربية لتقريب وجهات النظر بين رؤساء المجالس الرئاسية الثلاثة من أجل التوافق حول آلية قانونية مشتركة تجمع بين قوانين لجنة (6+6) التي أقرها مجلس النواب وملاحظات المجلس الأعلى للدولة على القوانيين لتفادي تعطيل العملية الانتخابية وإطالة أمد الأزمة أكثر من ذلك.
فرصة حقيقية
ويأمل الشعب الليبي أن يكون مؤتمر غدامس فرصة حقيقية للخروج من نفق الأزمة الحالية والذهاب إلى الانتخابات وإنهاء حالة الصراع على السلطة والانقسام الحالي الذي يؤثر بشكل مباشر على الحياة المعيشية وتردي الوضع الاقتصادي في البلاد.
يذكر أن المبعوث الأممي عبدالله باتيلي قد استقالته من منصبه إثر فشل محاولته لجمع الأطراف الرئيسة الخمسة في حوار يؤدي إلى التفاهم بشأن المرحلة القادمة في ليبيا.
وتعثرت جهود تنظيم الانتخابات العامة في ليبيا برعاية أممية في 24 ديسمبر 2021؛ ما أدى إلى عودة الأزمة السياسية والأمنية في البلاد إلى مربع الصفر.