وقائع ثورة الكرامة كما يرويها المستشار الأمني بالقيادة العامة للقوات المسلحة الليبية
تقارير- الموقف الليبي
تعد “ثورة الكرامة” نقطة فاصلة في التاريخ الليبي الحديث، ومعركة حامية الوطيس قادتها القوات المسلحة العربية الليبية لاستعادة ليبيا من براثن المؤامرات التي يتم دفع أثمانها إلى الآن من الدم الليبي.
فثورة الكرامة حدث تاريخي له دلالته وانعكاساته على الوضع الليبي، ومعركة كان لها شأنها في استعادة ليبيا من براثن الإرهاب المسلح الذي سيطر على مقاليد الحكم، وعلى كافة القوى في ذلك الوقت ملقيًا برصاصات التشويه على كل رموز النظام السابق، حتى انتهك سيادة الدولة واستقلالها وقيد حرية المواطن ونهب ثرواته.
و مثلت “عملية الكرامة” التحدي الأكبر والأقوى في التصميم والعزم على مواجهة الإرهاب المتمثل في العصابات الإجرامية التي استولت على مؤسسات الدولة وسلاح القوات المسلحة وعتادها ومعسكراتها بتمكين من حلف شمال الأطلسي الذي شن عدوان ظالم على دولة حرة مستقلة في تحالف دولي قادته دول فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية.
ولعل أفضل من يروي وقائع تلك المعركة هم الشاهدين عليها والمعاصرين للفترة، كما يرويها اللواء فؤاد محمد الرياني المستشار الأمني بالقيادة العامة للقوات المسلحة الليبية عن رحلة داعش من الرقة إلى سرت والتي ينقلها لكم موقع الموقف الليبي على 5 حلقات كما نستعرض في هذا الملف.
وإلى الحلقة الخامسة ..
فى عام 2021 فقد التنظيم زمام المبادرة ولم يتبق منه إلا خلايا تحاول تأمين عناصره وتعويض خسائره الفادحة
كنا قد تحدثنا بالتقرير السابق تحت عنوان «الجيش الوطنى يقطع أوصال سرايا الصحراء – داعش» عن نشاط التنظيم خلال عام 2019 الذى كان عام الحسم.. اليوم نتناول نشاط تنظيم داعش منذ عام 2020 إلى 2022.
لم يكن لتنظيم داعش من عام 2020 إلى 2022 بعد عام الحسم 2019 تواجد يذكر واقتصر وجوده على ظهور خافت فى محاولات لإثبات وجوده فى ليبيا من خلال تنفيد عمليات محددة، وتلقى خلال هذه الأعوام ضربات قاسية من الجيش الوطنى ضد ما تبقى من خلايا التنظيم فى الجنوب الليبى.
أول ظهور لتنظيم داعش ليبيا عام 2020 كان 21 مايو:
– ادعى تنظيم داعش عبر إعلامه الرسمى من خلال صحيفة النبأ – العدد رقم 235 الصادر فى 24 رمضان الموافق 21 مايو، أنه أطلق ثلاثة صواريخ كاتيوشا وعبوات ناسفة على ثلاثة معسكرات للجيش الوطنى.
– تفجير عبوة ناسفة فى مقر الشرطة العسكرية مدينة تراغن بتاريخ 2 شوال الموافق 26 مايو 2020.
– استهداف قاعدة تمنهنت – شمال شرق مدينة سبها – بصاروخ كاتيوشا الأربعاء 11 شوال الموافق 3 يونيو 2020.
– زرع عبوة ناسفة فى بوابة مقر الكتيبة 628 فى قرية تراغن بتاريخ 30 رمضان الموافق 23 مايو 2020.
– استهداف مقر كتيبة خالد بن وليد فى قرية أم الأرانب بقواذف آر بى جى.
– ضمن ما يسمونه حرب الاستنزاف، قام التنظيم بإحراق محصول مزرعة المواطن صالح القدافى فى منطقة غدوة وقامت عناصر داعش بحرق محلين تجاريين لمواطن بمنطقة أم الأرانب.
الإعلام الرسمى لتنظيم داعش فى صحيفة النبأ فى العدد 236 يوم الأربعاء 11 شوال الموافق 3 يونيو 2020، نشر تقرير العمليات العسكرية فى ولاية ليبيا على شكل أنفوجرافيك أوضح فيه تلك العمليات.
نشاط التنظيم خلال عام 2021
– كان عام 2021 أقل ظهورا للتنظيم وبدا أنه فقد زمام المبادرة ولم يتبق له إلا خلايا تحاول استعادة وتأمين عناصرها ومحاولات تعويض خسائرها الفادحة.
– نفد التنظيم عملية إنغامسية فى حاجز أمنى لبوابة بالمدخل الغربى لمدينة زلة بالجنوب الشرقى الليبى، بتاريخ 14 المحرم 1443 ه الموافق 22 أغسطس 2021 وقتل منفد العملية وهو من ذوى البشرة السمراء وتبنى الإعلام الرسمى للتنظيم العملية.
عمليات داعش عام 2022
– كان أول ظهور لتنظيم داعش فى عام 2022 يوم 26 يناير، وبعد رصد الوحدات المختصة من الجيش الوطنى وكر لتنظيم بالتحديد بالقرب من جبل عصيدة غرب القطرون بحوالى 80 كم، أقصى جنوبى البلاد.
– الناطق الرسمى للقوات المسلحة اللواء احمد المسمارى قال أنه تبين أن عناصر التنظيم ينتمون لجنسيات مختلفة، وأن قائدهم يدعى أبوتميمى الجزائرى، وأنه «خلال العملية تم القضاء على 19 إرهابيا، فيما عثر على أشلاء 4 آخرين قاموا بتفجير أنفسهم»، وقال المسمارى إنه فى وقت سابق نفذ تنظيم داعش هجومًا إرهابيا أسفر عن مقتل 3 من أفرادها ومقتل 4 إرهابيين جنوبى البلاد.
– داهمت وحدات قتالية وكرًا لتنظيم داعش فى أحد أحياء مدينة مرزق 8 سبتمبر 2022 بعد القبض على عنصرين فى سيارة تم الاشتباه بهما داخل المدينة وتم ملاحقة العنصرين ومداهمة المنزل الذى يختبأون به وتم القبض على 5 عناصر آخرين ومقتل 4 عناصر من التنظيم وكان بينهم جنسيات أحنبية مختلفة.
– آخر ظهور للتنظيم كان فى 20 ديسمبر 2022 حيث ظهر حوالى 6 عناصر من التنظيم معلنين بيعة الخليفة الجديد أمير التنظيم أبى الحسن الحسينى القرشى وكانوا يحملون أسلحة خفيفة عبارة عن بنادق كلاشنكوف.
المشير خليفة حفتر القائد العام للقوات المسلحة يزور مدن الجنوب:
كان الحدث الأبرز خلال عام ٢٠٢٢ هو زيارة القائد العام للقوات المسلحة المشير بلقاسم خليفة حفتر فى أول زيارة لمدن جنوب ليبيا وسط استقبال شعبى حاشد من أعيان ومشائخ القبائل الليبية وشبابها ونسائها وأطفالها وعبر فيه أهالى الجنوب فى كلماتهم عن اعتزازهم بالقوات المسلحة وتلاحمهم مع القيادة العامة للقوات المسلحة لإستعادة الدولة وبناء الجيش الوطنى، وقدمت القبائل الليبية بالجنوب الليبى بمختلف تركيبتها قوافل من شهداء من أبنائهم الأبرار فى ملاحم الجهاد لتحرير ليبيا من المرتزقة والتنظيمات الإرهابية وأكد مشائخ القبائل أن القبائل الليبية كانت ولا زالت الحاضنة الاجتماعية للقوات المسلحة وأنها تعتبر الجيش الوطنى بقيادة المشير خليفة حفتر هو الضامن الوحيد وطوق النجاة للخروج من اللازمة الليبية للوصول لبر الأمان فى إنتخابات حرة ونزيهة.
– كانت المحطة الأولى بالجنوب الشرقى للمشير خليفة حفتر أقصى الجنوب الشرقى بالقرب من المثلث الحدودى الليبية السوادنية والتجادية والمصرية مدينة الكفرة التى وصلها بتاريخ ٢٨ أغسطس ٢٠٢٢.
– المحطة الثانية مدن الجنوب الغربى، عندما وصل المشير خليفة حفتر مدينة غات أقصى الجنوب الغربى على الحدود النيجيرية الجزائرية، بتاريخ ١٩ سبتمبر ٢٠٢٢.
– وصل المشير خليفة حفتر منطقة وادى الشاطئ الجنوب الغربى الليبى وشمال غرب مدينة سبها، بتاريخ ٢٧ سبتمبر ٢٠٢٢.
– وصل المشير خليفة حفتر إلى مدينة سبها عاصمة الجنوب الليبى، بتاريخ ١٧ أكتوبر ٢٠٢٢ وكان لهذه الزيارة طابع مميز حيث شهدت عرضا عسكريا ضخما شاركت فيه وحدات رمزية من القوات المسلحة من أهالى الجنوب بمختلف أنواع الأسلحة والاليات والمشاة.
– حملت هذه الزيارت رسائل قوية للداخل والخارج وكانت بمثابة إخراس لأفواه مشككين وانقساميين من الداخل والخارج حاولوا التحريض لإحياء نعرات الإنقسام فى ليبيا، وهذا ما أكده المشير حفتر فى أغلب كلماته للحشود أن ليبيا وحدة واحدة لا تتجزأ وأن الجيش الوطنى بدعم القبائل لن يتوقف حتى يحرر كامل التراب الليبى وينعم الليبيون بالأمن والأمان وأن ثورة الكرامة هى مشروع وطنى لتحرير ليبيا واستعادة سيادة ليبيا وسيطرة الليبين على ثرواتهم ومقدراتهم وإختيار قيادتهم دون إكراه أو تخوين وأن ليبيا لكل الليبين ولا للاقصاء أو التهميش.
– أظهرت تلك الزيارات حقيقة دامغة عن سيطرة الجيش الوطنى الليبى على كامل التراب الليبى بالجنوب وحدوده، بالرغم من الظروف الأمنية الاستثنائية التى تمر بها ليبيا من انتشار للسلاح والتربص الدولى من أعداء ليبيا، إلا أن المشير حفتر حضر الاحتفالات وسط الحشود الشعبية مما أظهر اللتفاف الشعبى حول القوات المسلحة والآجهزة الأمنية والشرطية فى جنوب ليبيا وبروز دور الجيش الوطنى وملامح إستعادة الدولة وهيبتها.
لمطالعة الحلقة الرابعة من هنا