مقالات الرأي

بين كولومبيا والبرازيل.. تضيع  بوصلة الأرجنتين

عفاف الفرجاني

رغم أن دول أمريكا اللاتينية تقع على بعد آلاف الأميال من دائرة الصراع العربي الفلسطيني ضد الصهاينة في غزة، ورغم معاناة هذه الشعوب من الفقر والبطالة والضغوط الداخلية إلا أنها ضد ما يحدث من حصار وقتل وتهجير لأهالي غزة، على غير بعض الدول العربية التي تقاسم غزة أيدلوجياتها، وتخلت عنها مقابل بقاء حكامها  على كراسي الحكم.

  مواقف دول أمريكا اللاتينية كانت واضحة فقد قطعت بوليفيا علاقاتها الدبلوماسية مع الكيان الصهيوني احتجاجاً على قتل المدنيين وحصارهم، وردت الأخيرة إن بوليفيا استسلمت للإرهاب ونظام آية الله في إيران، وهنا تقصد حركة المقارمة الإسلامية حماس، مما أغضب الولايات المتحدة واتخذت ضد بوليفيا قرارات اقتصادية مجحفة.

ولم يثنِ تصرف بوليفيا حكومة تشيلي عن التضامن مع الفلسطنين، فقد تم استدعاء السفير الصهيوني وأدانت الأعمال الإجرامية التي تقوم بها دولته ضد الفلسطينيين وحذرت إسرائيل من عواقب انتهاكها للقانون الإنساني الدولي في غزة، وامتدت الإدانات من حكومات أمريكا اللاتينية ضد العدوان على القطاع في معظم دول المنطقة  اليوم.

ولم نتفاجا نحن الثوريين العرب بالموقف المخزي الذي اتخدته الأرجنتين والبارجواي  ضد دولة فلسطين. فكولومبيا اليوم قلبت موازين التوقعات عكس الأرجنتين، فقد ظلت هذه الدولة تاريخيا حليفة للولايات المتحدة خارجيا، الا أن الرئيس بيترو صدم الجميع سلبا وإيجابا عندما نشر تغريدة كانت صورة كرتونية لطفل مهدد بالبنادق الإسرائيلية، ووصف القصف الإسرائيلي على مستشفى الشفاء بأنه جريمة حرب.

وطالب  إيقاف أعمال العنف من الجانب الاسرائيلي، وأن تكون فلسطين دولة كاملة العضوية، وهدد بمحاكمة إسرائيل أمام المحكمة الجنائية الدولية.هذا الحليف الدائم لأمريكا  أخد موقفًا يتناسب مع مبادئه، وأخدت معه معظم دول أميركا اللاتينية نفس الموقف.

 إن صعود بعض الأحزاب اليسارية لسدة الحكم أو وصول بعض الشخصيات الاعتبارية لدائرة صنع القرار شكل فارقًا كبيرًا لدى تنفيذ إرادة الجموع الثورية.

ونحن كاصحاب قضية عربية تقاسمنا مع هذه الشعوب نفس المصير تقريبا  من محاولات الإبادة، واغتصاب الأرض وتهجير وتجويع من ذات العدو باختلاف تحالفاته.

إن موقف البراجواي والأرجنتين اليوم من القضية الفلسطنية لا يمثل شعبًا ولكنه يمثل زمرة فالأرجنتين هي أكبر حاضنة لليهود في أميركا اللاتينية، والخامسة في العالم، بـتواجد  250 ألف شخص، بينما  البرازيل – والتي تعد أكثر الدول حاضنة للعرب إذ يصل تعدادهم بها إلى 16 مليون مواطن إلا أن الفارق والتباين في المواقف كان صريحًا وواضحًا من خلال التصويت لصالح قبول العضوية الكاملة لفلسطين داخل الأمم المتحدة.

زر الذهاب إلى الأعلى