مقالات الرأي

كذبة صهينة الماسونية

بقلم/ عفاف الفرجاني

ما يحدث من فوضى اجتماعية وسياسية وأمنية عربيًا لم يأت بمحض الصدف، ولا من قبيل الانقلابات السياسية في المنطقة، ما يحدث اليوم غير مبرر ولا مفهوم، إلى وقت قريب كنت أسخر من مصطلح المؤامرة والماسونية والدولة العميقة.. ليس كونها من وحي الوهم أو أنها الشماعة التي تعلق عليها إخفاقاتنا، ولكني كنت أعتقد أننا لسنا مستهدفين، فنحن شعوب عاجزة ومثقلة بهموم، لا طائل منا.

الماسونية اليوم جاهرت بكينونتها، فلم تعد فكرتها قائمة على معناها، فالغموض الذي بنيت عليه فكرة السيطرة على العالم من خلال طبقة النبلاء والأثرياء ومن تعاليم التلمود وكل ما يدور في فلكه من فكر صار من الماضي.

فكر الماسونية اليوم يعيش في أحضان الرأسمالية العالمية وقوة الصهاينة وداخل الفكر الإسلامي المتطرف منهجا وتطبيقا، لقد نجحوا في ذلك، رأس المال اليهودي ومن خلال الشركات الكبرى في أمريكا أصبح يرسم سياسات دول ويسيطر على الرأي العام، تعدى فكرة تحكمه في أدمغة الساسة، ليصل إلى العامة.

طوفان الماسونية وصل إلى المنطقة العربية منذ أيام نابليون بونابرت عند غزوه لمصر، ليمتد معنا حتى هذا الوقت الراهن، فمن نجا من ويلات ثورات الربيع العربي، تم اختراق منظمته الاجتماعية والفكرية.. كل هذا يقودنا إلى حقيقة أن جل التنظيمات الإسلامية المتطرفة شكلت وترعرعت وتعيش في دول ما يسمى بالعالم الأول!! لماذا؟ جماعة الإخوان المسلمين والمقاتلة كانت الحاضنة الأولى لهم بريطانيا! ومنهم عاشوا وتكاثروا في أمريكا! وكلما هزموا كانت لهم الملاذ الآمن، وباقي التنظيمات الإرهابية وزعت بين الغرب ومستوطناته مثل بوكو حرام وداعش.

فالماسونية عضويتها تأتي بالاختيار وليس بالاشتراك، والاشتراك كان مع الإخوان كذراع للماسونية وفق لا ولاءات لهم، لا أوطان لهم، وحدها المصلحة تحكم.

لهذا جاءت عضوية الإخوان بالاختيار، حيث إن منهجيتهم لا أوطان ولا انتماء، وأيضا فكرة أن الإخوان يمثلون الإسلام الوسطي كان هذا ذريعة أساسية لاختيار الماسونية لهم، معهم تستطيع القوة الماسونية إقامة علاقات برجماتية تقوم على المصلحة.

المشروع الإخواني وقبل تراجعه أو هزيمته في المنطقة كان من أولويته إعطاء سيناء للصهاينة ومنح حلايب وشلاتين للسودان، منها تحكم الحلقة على أوطاننا ليتم السيطرة علينا، وكل هذا بأدوات محلية، ورأس مال ماسوني.

بروتوكولات حكماء الماسونية قائمة على الفكر والتخطيط وليس على آلة الحرب، الماسونية تصنع فكرا فلسفيا مشوهًا مقنعًا متناقضا لكنه قابل للتطبيق، وهذا ما ترجم اليوم، حيث الردة الفكرية في أوجها، مقابلها انهيار للقيم وآخرها الخروج عن الطبيعة، الماسونية ليست فكرا يهوديا خاصا، بل هي فكر يرتبط بالإنسان بشكل عام سواء المسيحي أو المسلم أو حتى الملحد، وليس بالضرورة أن يكون اليهود كما يروج لها.

يتعرض العالم بأسره اليوم لمؤامرة، خلقت على شكل أمراض وأوبئة وحروب، وخروج عن الطبيعة وسقوط للقيم الإنسانية، والحقيقة المرئية الآن أن كل المتصدرين للمشهد دوليا “أراجوزات” لدولة عميقة تقودها الماسونية، حتى أن الحروب لم تعد في صدارة الأحداث، نحن في زمن لم يعد في أيدينا حتى تحديد نوع الجنس ذكرا أم أنثى، سيستمر هذا المد الشيطاني، لو لم نحصن أنفسنا فكريا، وهذا جهاد حقيقي يقع على عاتق الأفراد لا الحكومات.. نحن محتاجون اليوم جميعا لثورة وعي ثقافية.

زر الذهاب إلى الأعلى