كلمـــــــــــة و½
عبدالسلام عاشور
تعكس استقالة باتيلي، ثامن مبعوث أممي غير المفاجئة، مدى هيمنة واشنطن على الملف الليبي، وإعادة سيناريو الولاية المؤقتة وتولي ستيفاني خوري مهمة رئاسة البعثة بالإنابة، في مشهد يكرر سيناريو رحيل المبعوث الأسبق، اللبناني غسان سلامة، وتولي الأمريكية ستيفاني وليامز مهمة رئاسة البعثة بالإنابة من بعده.
وهكذا يعاد الدور الأمريكي إلى الصدارة من جديد وبنفس الصيغة، معززا بتواجد عسكري غير مسبوق، ودون مواجهة للفيتو الروسي والصيني في مجلس الأمن!
ويشكل ذلك عودة حقيقية لحالة الانقسام والجمود السياسي في الداخل الليبي تناغما مع انقسام الدول المتدخلة في الشأن الليبي.
ولا بد لنا للخروج من هذه الدوامة السيئة للتغلب على هذا السيناريو المتكرر سيئ الإخراج من شحذ الهمم والبحث في داخل الوطن عن بارقة أمل تنير لنا هذا النفق المظلم الذي وُضع فيه الليبيون منذ عقد من الزمن.
لقد واجهت أمم عديدة وشعوب كثيرة أزمات ومحن أسوأ من تلك التي نعيشها اليوم غير أنها التفتت داخلها واعتمدت على ذاتها ولملمت جراحها ونهضت من كبوتها عبر التسامي على جراحها واضعة نصب أعينها مصلحة وطنها ورقي شعبها.
ليس من الصعب علينا التخلص من الكابوس الدولي والخروج من هذا النفق إذا اعتمدنا على أنفسنا وتخلينا عن أنانيتنا وأبعدنا الأجنبي الدخيل عن شؤوننا وواجهنا أولئك الحذاق والعملاء والمرابين متصدري المشهد السياسي لنضع بقية الليبيين أمام مسؤولياتهم ليلتقوا على قاعدة أنا وأخي وابن عمى على الغريب وليس أنا وأخي على ابن عمي مع الغريب، وإن لم نركن إلى هذا ونكن جميعا كالجسد الواحد يشد بعضه بعضا إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى وإلا فأبشروا بجنيف الثانية وستيفاني 2……!!