مقالات الرأي

محطة في صراع طويل

بقلم/ ناصر سعيد

استيقظ الليبيون فجر يوم 15 أبريل 1986 على عدوان همجي بأحدث القاذفات الاستراتيجية المدمرة التي صنعها الحلف الأطلسي لمواجهة حلف وارسو، وإذ بالمواجهة تتم بين الأطلسي وليبيا، لمواقفها المناصرة للحرية، ولدورها العالمي في تحريض الشعوب على رفض الهيمنة والتبعية، ودورها القومي التحرري المناهض لمشروع الشرق الأوسط الجديد الموجه ضد الأمة العربية، وبهذا واجهت أكبر قوة عالمية، وخرجت منتصرة في تلك المعركة، بعد أن قدمت فيها عشرات الشهداء من العسكريين والمدنيين ومئات الضحايا، وخسرت البيوت والمنشآت التي طالها الدمار.

وإذ نترحم على أرواح شهداء الوطن من القوات المسلحة والضحايا من المدنيين الآمنين الأبرياء الذين ارتقوا دفاعًا عن الوطن في معارك وملاحم العزة والكرامة والشرف، نذكر أن التصدي لتلك القوة الغاشمة يعيد للأذهان أن هذه الغارة لم تكن الأولى في تاريخ المواجهة بين الأمريكيين والليبيين، ابتداء من مواجهات البحر المتوسط في القرن التاسع عشر، وأسر البارجة فيلادلفيا، وتوالت تلك المواجهات بواسطة الأساطيل والطائرات وعمليات الاستطلاع الاستفزازية داخل المياه الإقليمية الليبية واعتراضها، فقد اضطر الليبيون إلى مواجهة أمريكا، والتصدي لاستفزازاتها الجوية والبحرية منذ بداية عام 1972م إلى تحديد خط الموت، وهو الخط الذى يضم المياه الإقليمية الليبية، ما دفع الأمريكيين إلى تكثيف طلعاتهم الجوية، محاولين اختراق هذا الخط، فأسقطت صواريخ قاعدة القرضابية طائراتهم، الأمر الذي جعلهم يقصفون مدينة سرت وقاعدة القرضابية، وضرب زورق وخافرة ليبية فاستشهد أربعون ليبيًّا كانوا على ظهر الخافرة على حدود مياه ليبيا الإقليمية، وفي عام 1980م أسقطوا طائرة إيطالية فوق جزيرة أوستيكا معتقدين أن القذافي على متنها، وفي عام 1981م أسقطوا طائرتين ليبيتين في المياه الدولية.

إن العدوان كان فصلًا من فصول المؤامرة لإخضاع هذا الشعب، فدُبرت الدسائس وأوقع على البلاد الحصار تلو الحصار، وكان غزو الناتو عام 2011م واحتلاله للبلاد أحد أهم فصول المؤامرة البغيضة، إذ تمكن العدو من إسقاط الدولة الوطنية، وعشرات الآلاف من الشهداء وانتشرت الفوضى، ومكن عملاءه المجرمين والإرهابيين من مفاصل الدولة، وفرض سلطة الميليشيات التي عاثت في الأرض فسادًا، ذلك الفساد والفوضى اللذان لا يزالان عنوانًا لليبيا الجديدة.

لقد سقطت أكذوبة أن تدخل الناتو يستهدف فقط شخص القذافي، كما سقطت قبلها حجج حماية المدنيين، وإنقاذ الشعب من الحكم الديكتاتوري، فالعدوان على الشعب الليبي ومؤسساته وقواته المسلحة مشروع ممنهج ومستمر، لضمان بقاء ليبيا دولة فاشلة بائسة ضعيفة متخلفة محتلة.

هذه المناسبة يجب أن تبعث فينا استمرار روح الإصرار والتحدي والتفاؤل، وهي الدعوة إلى شعبنا الصامد، وإلى قواه الوطنية لتوحيد الصف والقيام بالواجب لتحرير البلاد من المستعمر، ودعم القوات المسلحة العربية الليبية لاستعادة ليبيا دولة آمنة حرة مستقلة. الحرية للوطن والسيادة للشعب

استيقظ الليبيون فجر يوم 15 أبريل 1986 على عدوان همجي بأحدث القاذفات الاستراتيجية المدمرة التي صنعها الحلف الأطلسي لمواجهة حلف وارسو، وإذ بالمواجهة تتم بين الأطلسي وليبيا، لمواقفها المناصرة للحرية، ولدورها العالمي في تحريض الشعوب على رفض الهيمنة والتبعية، ودورها القومي التحرري المناهض لمشروع الشرق الأوسط الجديد الموجه ضد الأمة العربية، وبهذا واجهت أكبر قوة عالمية، وخرجت منتصرة في تلك المعركة، بعد أن قدمت فيها عشرات الشهداء من العسكريين والمدنيين ومئات الضحايا، وخسرت البيوت والمنشآت التي طالها الدمار.

وإذ نترحم على أرواح شهداء الوطن من القوات المسلحة والضحايا من المدنيين الآمنين الأبرياء الذين ارتقوا دفاعًا عن الوطن في معارك وملاحم العزة والكرامة والشرف، نذكر أن التصدي لتلك القوة الغاشمة يعيد للأذهان أن هذه الغارة لم تكن الأولى في تاريخ المواجهة بين الأمريكيين والليبيين، ابتداء من مواجهات البحر المتوسط في القرن التاسع عشر، وأسر البارجة فيلادلفيا، وتوالت تلك المواجهات بواسطة الأساطيل والطائرات وعمليات الاستطلاع الاستفزازية داخل المياه الإقليمية الليبية واعتراضها، فقد اضطر الليبيون إلى مواجهة أمريكا، والتصدي لاستفزازاتها الجوية والبحرية منذ بداية عام 1972م إلى تحديد خط الموت، وهو الخط الذى يضم المياه الإقليمية الليبية، ما دفع الأمريكيين إلى تكثيف طلعاتهم الجوية، محاولين اختراق هذا الخط، فأسقطت صواريخ قاعدة القرضابية طائراتهم، الأمر الذي جعلهم يقصفون مدينة سرت وقاعدة القرضابية، وضرب زورق وخافرة ليبية فاستشهد أربعون ليبيًّا كانوا على ظهر الخافرة على حدود مياه ليبيا الإقليمية، وفي عام 1980م أسقطوا طائرة إيطالية فوق جزيرة أوستيكا معتقدين أن القذافي على متنها، وفي عام 1981م أسقطوا طائرتين ليبيتين في المياه الدولية.

إن العدوان كان فصلًا من فصول المؤامرة لإخضاع هذا الشعب، فدُبرت الدسائس وأوقع على البلاد الحصار تلو الحصار، وكان غزو الناتو عام 2011م واحتلاله للبلاد أحد أهم فصول المؤامرة البغيضة، إذ تمكن العدو من إسقاط الدولة الوطنية، وعشرات الآلاف من الشهداء وانتشرت الفوضى، ومكن عملاءه المجرمين والإرهابيين من مفاصل الدولة، وفرض سلطة الميليشيات التي عاثت في الأرض فسادًا، ذلك الفساد والفوضى اللذان لا يزالان عنوانًا لليبيا الجديدة.

لقد سقطت أكذوبة أن تدخل الناتو يستهدف فقط شخص القذافي، كما سقطت قبلها حجج حماية المدنيين، وإنقاذ الشعب من الحكم الديكتاتوري، فالعدوان على الشعب الليبي ومؤسساته وقواته المسلحة مشروع ممنهج ومستمر، لضمان بقاء ليبيا دولة فاشلة بائسة ضعيفة متخلفة محتلة.

هذه المناسبة يجب أن تبعث فينا استمرار روح الإصرار والتحدي والتفاؤل، وهي الدعوة إلى شعبنا الصامد، وإلى قواه الوطنية لتوحيد الصف والقيام بالواجب لتحرير البلاد من المستعمر، ودعم القوات المسلحة العربية الليبية لاستعادة ليبيا دولة آمنة حرة مستقلة. الحرية للوطن والسيادة للشعب

زر الذهاب إلى الأعلى