مقالات الرأي

ليبيا خارج المنظومة الإقليمية

بقلم/ عبد الله ميلاد المقري

 ليبيا هذا الوضع المتهالك الذي تشهده البلاد العالقة في الفوضى والانفصال والتقزم وخارج المنظومة الإقليمية اعتبارا من التاريخ الذي بصمتها به المنظومة الرجعية العربية داخل مشروع التطبيق التآمري تحقيقا لفكر الفوضى الخلاقة التي سنها مجلس الأمن الأممي على سكة الانهيار الكامل والتدمير الشامل لكل مقومات الدولة والمجتمع والاقتصاد من أجل تطبيق النموذج المستهدف حسب السياسات العدوانية الاستعمارية الذي وضعت مقاييسه مراكز الأبحاث المتعددة وفق وجبة معدة مسبقا من قبل المخابرات الأمريكية ووزارة الخارجية في هذه الدولة الإمبريالية وبدعم من المخابرات البريطانية والتنظيم الدولي للإخوان المسلمين وأصحاب المشروع الإسلامي السياسي الإرهابي والمكونات العائلية الفاسدة والمرتبطة بالمشروع البريطاني التاريخي تحقيقا لأهداف المؤامرة الكونية وبواسطة شخوص تعتلي المشهد السياسي بعقول تلهث لقتل أي فرصة في أن يكون لنا وطن عزيز مهاب محترم على الأقل بسلوكيات ناسه وبأخلاق طباعهم السابقة.

والشباب الليبي الذي يعاني الآن التهميش والإقصاء وعدم إتاحة الفرصة له في العمل السياسي والاقتصادي وحالة الظروف القاسية التي تفقده الثقة المطلقة في من يدير الشأن العام في ظل الصراع السياسي غير المبرر الذي يجري على هذه الأرض الليبية دون أن يكون له وطن حر متقدم شعبه مؤمن بحقه في الحياة وأن تكون خيرات أرضه أكبر من هذا الكون، وأن ليبيا ستكون ساحة للنماء والعطاء، للأسف الفاجعة الوطنية تتحول الآن إلى ساحة للعبث والفوضى، وغدا وقريبا ستنضب خيرات ليبيا ويموت شجرها ويذبل زرعها وتجدب سهولها بعدها يمنع الأكسجين عن أهلها عندما يغادرها المفسدون الذين أجهزوا على كل شيء ينفع الناس أو على الأقل يبقي لهم كرامة، وأي كرامة هذه التي يفقدها الوطن والناس.

وتستمر المعاناة حيث تلحق بهذا الجيل الذي عايش العدوان الأطلسي على البلاد وهو يتألم وهو يشاهد هذه الصور الباهتة التي تكون السلطة القائمة على البقاء أكثر في مفاصل الدولة وكل المؤسسات السيادية والإنتاجية والخدمية خاضعة لعصابة سياسية همها السحب من المال العام بأشكال متعددة من أجل تكدس الثروة لإدارة سلطة الفساد الذي لم تتمكن المؤسسات الرقابية من وضع حد له، وعجز القضاء عن محاسبة المفسدين، وبالتالي تفشل أي محاولة لإنتاج سلطة وطنية تعيد المال العام والثروة الوطنية لهذه السلطة التي يختارها الشعب بآليات ديمقراطية حقيقية ضمن شكل ديمقراطي وفق الاختيار الحر يكون للشباب الأولية في القيادة الواعية التي تنقل الدولة إلى مرحلة البناء والتشييد والاستقرار الاجتماعي والأمني، وأن يصبح لهذه الدولة وهذا الوطن قوة دفاعية قادرة على الحفاظ على أمن الوطن ضد أي تواجد أجنبي يهدد سيادة الدولة والوطن ويصبح للقوات المسلحة العربية الليبية التي تتصدى الآن للإرهاب وحماية الحدود الليبية البرية والبحرية والجوية أن تتضامن مع شعبها في طرد العدو الخارجي الذي يمثل الوجود التركي وشكله الاستعماري الجديد بمحاولة السيطرة على موارد النفط والطاقة والثروة البحرية.

زر الذهاب إلى الأعلى