سواعدنا (راية) للوطن!!
بقلم/ سالم أبو خزام
بوعي وبإدراك ليبي حريص على مصلحة شعبنا وبلادنا وزيادة في التلاحم الوطني وتعزيزا لما يقربنا ويمزجنا أكثر، يجب عدم الالتفات إلى دعوات الأجنبي ونزع فتيل أية بوادر لخلق أزمة وقطع دابرها مبكرا
العضوان بالمجلس الرئاسي يحضران اجتماعا هاما بمنطقة زوارة مع قيادات عسكرية وأمنية، لمناقشة كل خلفيات الاختناق الأخير بمنفذ رأس اجدير الحدودي المؤدي إلى الجمهورية التونسية.
النائبين هما:
ــ السيد عبد الله اللافي عن المنطقة الغربية.
ــ السيد موسى الكوني عن المنطقة الجنوبية.
. يهمني هنا أن أطرح ملف هذا الموضوع من الأوجه التالية:
أولا: (علم الدولة)، كل شخص متفطن أو نبيه أو لديه تركيز ونوع من قوة الملاحظة العادية، يلحظ دونما عناء أنه بالاجتماع المشار إليه ثبت اثنان من الأعلام هما:
ـ علم الدولة الليبية وشعارها الأساسي!!
ـ علم الإخوة الأمازيغ، بارز وواضح أمام العيان.
للوهلة الأولى تشعر وتحس بأنك أمام دولتين تناقشان ملفا ما، وتتبادلان الحجج والمواقف للوصول إلى نقاط مشتركة يخلصان بها إلى حالة من النتائج أو التوافق لصياغة اتفاق، وتطابق وجهات النظر في هذه المفوضات الدولية المحترمة!!
بل إن السيدين كليهما، اللافي والكوني يجلسان بأريحية كاملة تحت إرادة العلمين!!
وفي الدنيا بأسرها وبكل التقاطعات السياسية لا توجد دولة واحدة أبدا (وبسيادة) كاملة ترفع علمين!!
وبقراءة أخرى فإن ليبيا تعترف بشكل واضح وصريح بوجود إرادتين!! مما يجعلها مشتتة ضعيفة منقسمة ومجزأة في داخلها، وهي تترنح ويعتصرها الوهن!!
وهذا الذي يجري يؤكد دونما شك تشجيعا أجنبيا وقوة دولية ببروز رأس الفتنة، وصب الزيت على النار نحو البحث عن ذريعة لإعادة تخريط ليبيا وزرع كيان بها والدعوة إلى تجذير هذا الانقسام وبدايته رفع الأعلام!!
ثانيا: إننا كشعب ليبي وفي الأعماق نشعر ونحس وندرك بعمق الأخوة والقرب الذي ربطنا بأهلنا في مدينة زوارة ومنذ القدم بوشائج غاية في الاحترام، عشنا وسنبقى معا ونسقط أية اختلافات تسبب الانقسام والضعف لبلادنا وتعطي الذرائع أمام المزيد من التدخل والتوغل الأجنبي وفي شؤوننا الخاصة.
إن مدينة زوارة الحبيبة والغالية وأهلها لا يمكن إلا أن تكون جزءا متمما لأصالتنا وتاريخنا الحافل، وعلينا أن ندرك العفوية الليبية والبساطة التي تم بموجبها اختيار السيد/ نوري أبو سهمين رئيسا للمؤتمر الوطني العام في جميع أرجاء ليبيا.
إن إدراك أي موقع في ليبيا ليس حكرا على أحد، وليست هناك أية قوانين تنص على ذلك، وإن شعبنا لا يرضى ولا يعرف غير الوحدة الوطنية والمصير المشترك، ويضرب بقوة أية دعوات تقود نحو التجزئة أو التقسيم والتفريق أو التلويح بها!!
بوعي وبإدراك ليبي حريص على مصلحة شعبنا وبلادنا وزيادة في التلاحم الوطني وتعزيزا لما يقربنا ويمزجنا أكثر، يجب عدم الالتفات إلى دعوات الأجنبي ونزع فتيل أية بوادر لخلق أزمة وقطع دابرها مبكرا.
يجب ألا نسمح لأن تعشعش الإثنيات في أفكارنا وألا نخرب وطننا العزيز والغالي بأيدينا، وألا نشعل النيران في ليبيا الحبيبة، ونفهم أن الأجنبي يتربص بنا في كل لحظة ليحقق أهدافه الخاصة وهي كثيرة!!
الأقطار الشقيقة الجزائر والمغرب يعيش بها الإخوة الأمازيغ بحرية تامة غير منقوصة أبدا ونهائيا إلا أنه لم ترفع أية أعلام بها سوى العلم الوطني للمغرب أو الجزائر!!
ثالثا: بينما نلاحظ أن راية الأكراد في العراق تعلو في سماء العراق، وأن الأجنبي الذي يعادي شعوبنا يعزز هذا الاتجاه ليعطيه الحق في الدخول إلينا بذات الشعارات الكاذبة ومنها حقوق الإنسان وحرية التعبير، والنبش في كل الصغائر بحثا عن تعميق الخلافات وزيادتها.
رابعا: ليبيا الحبيبة وبكل تنوعها الطبيعي والإنساني وبجميع ألوانها وكل ثقافاتها ولهجاتها المحلية ولغاتها وآثارها وعاداتها وتقاليدها وأعرافها المتباينة الجميلة وبكل معالمها وحضارتها الضاربة في أعماق التاريخ ستبقى هي البلاد الرائعة المخضبة بدماء أجدادنا الذين جادوا بأرواحهم فداء لها ضد الطليان والفرنسيين والإسبان والوندال والأمريكان والحلف الصليبي الغاشم بأكمله.
ليبيا التي تتعدد راياتها وتبحث من جديد حتى عن مسماها، حتما سيكون بفضل جميع أبنائها وشعبها المكابد أرضا واحدة وسماء واحدة وراية واحدة خفاقة عالية!!
أقول لكم: ليبيا لا بد أن تمضي نحو مصالحة وطنية صادقة وحقيقية، لتختفي هذه المظاهر الواهنة، حيث الجميع يأمل في دستور يوحد الجهود ويرفع راية الوطن في سمائه عالية خفاقه، تؤكد محبة الجميع لها والاستعداد للذود والدفاع عنها في ظل جيش قوي مهاب منظم الصفوف، ينتمي له كل أبناء الوطن.