مقتل عمال الإغاثة وازدواجية المعايير!!
عفاف الفرجاني
مقتل سبعة من عمال الإغاثة في غزة، بينهم بريطانيان و3 أستراليين وبولندي واحد، أحدث سلسلة من ردود الفعل الغاضبة حول العالم تجاه منظمة الجيش الإسرائيلي وارتفعت أصوات تدعو إلى وقف فوري للحرب في قطاع غزة، وعلى الرغم من أن الغارات الإسرائيلية قتلت 196 من عمال الإغاثة الدوليين والأمميين في القطاع منذ السابع من أكتوبر، فإن هذا الحادث اكتسى زخما غير مسبوق، خاصة أن العمال القتلى يحملون جنسيات دول “حليفة” لإسرائيل.
أؤكد أن هذا الهجوم الذي شنته إسرائيل على موظفي «وورلد سنترال كيتشن» يهدف إلى «إرهاب» العاملين في الوكالات الإنسانية الدولية «لمنعهم من مواصلة مهامهم الإنسانية”، ولم يكن الحادث بالخطأ كما صرحت دوائر الكيان الصهيوني، في المقابل تلك الأصوات لم تذرف الدموع ولم تعرب عن حزنها تجاه قتل الأطفال والنساء والشيوخ الذين يسقطون كل يوم أو أولئك الذين قضوا نحبهم تحت الأنقاض بعد أن دمرت منازلهم فوق رؤوسهم.
يغفل العالم عن مقتل أكثر من 32.000 ألف فلسطيني سقطوا نتيجة العدوان الهمجي الإسرائيلي على قطاع غزة في حرب إبادة انتقامية من شعب أراد أن يحرر أرضه المغتصبة ليعيش بحرية وكرامة.
إن الوضع في غزة أصبح كالجحيم وإن التدهور السريع لحالة الأمن الغذائي في قطاع غزة وصلت إلى مرحلة حادة، وهناك مؤشرات على حدوث مجاعة في شمال قطاع غزة.
التقارير تتحدث عن أن نحو 300 شخص يموتون يوميا في غزة في المتوسط خاصة في ظل انهيار النظام الصحي، حيث لا يعمل سوى 9 مستشفيات بشكل جزئي من أصل 36 مستشفى في غزة، كما أن جميع المستشفيات في شمال غزة توقفت عن العمل، إلى أن أصبح المرض والجوع ونقص المياه النظيفة، والصرف الصحي تشكل مخاطر إضافية تتجاوز القنابل والرصاص.
إن السياسات والإجراءات العدائية التي يقوم بها الاحتلال هي إمعان في القهر والاضطهاد والعقاب الجماعي والتجويع، ومنها وضع العقبات أمام إيصال المساعدات الإنسانية والإغاثية، وما يصل من مساعدات لا يلبي الحد الأدنى من احتياجات المواطنين الذين يتعرضون لأبشع حرب عدوانية أسفرت عن نزوح أكثر من مليون مواطن، ومائة ألف ما بين شهيد وجريح ومفقود. إن تلك إجراءات والحصار المطبق تشكل خطرًا كبيرًا ينذر بمجاعة حقيقية أمام هذا الواقع المأساوي المرير، والنقص الشديد في الماء والمواد الغذائية الأساسية، وانقطاع التيار الكهربائي، إضافة إلى تدمير المباني والمنشآت والبنى التحتية.
لقد بلغت الأزمة الإنسانية مراحل غير مسبوقة، وباتت المجاعة واقعًا يفرض شروطه القاسيّة والمؤلمة في ظل ظروف مأساوية يعيشها الغزاويون، أزمة إنسانية حقيقية تتضح معالمها بوفاة العديد من السكان نتيجة الأوبئة والأمراض التي تهدد السكان والنازحين.
إن المجتمع الدولي اليوم مطالب وبشكل فوري بوقف المجازر والتطهير العرقي والإبادة الجماعية بحقه، وعدم التعامل بمعايير مزدوجة والوقوف بحزم أمام حكومة الإرهاب والتطرف الصهيونية التي تواصل حربها البربرية في مخالفة لكافة القوانين والتشريعات والقرارات الدولية.