مقالات الرأي

عيد سعيد

بقلم/ ناصر سعيد

بمناسبة عيد الفطر المبارك نتقدم إلى شعبنا العربي الليبي الأبي الصامد بأجمل التهاني والتبريكات وأطيب التمنيات، راجيًا الله أن يعيده علينا باليمن والبركة.. وندعو الله أن يتقبل شهداءنا الأبرار برحمته الواسعة ويفرِّج كرب الأسرى والمعتقلين، ويجمع شمل الليبيين والنازحين والمهجَّرين قسرًا، وأن يزيل محنة الوطن، وتعود بلادنا حرة مستقلة يعيش أهلها في أمن وسلام، إنه على كل شيء قدير.

شرع الله -سبحانه وتعالى- العبادات، وجعل أداءها واجبًا مفروضًا، ومن حكمته أن جعل لعباده جوائز كثيرة يفرحون بها، منها جوائز في الدنيا، تُشعرهم بلذة ومتعة العبادة، ومنها جوائز في الآخرة، يحصل عليها المؤمنون في جنات النعيم.

إنَّ فرحة العيد هي أعظم فرحة يُظهرها المسلمون المؤمنون بعد أيَّام الصّوم في رمضان التي فرضها الله عليهم، ويكون العيد بمثابة جائزة من الله لعباده الذين أقاموا شعائر أيام الصوم بكل إخلاص، وما أعظم تلك الجائزة التي امتنَّ بها الله على عباده.

عيد الفطر السعيد المبارك.. هكذا كنا نعرفه من كل عام مودة ورحمة وتسامحًا ووصلًا وصلة للرحم، ولمة وفرحًا ولباسًا جديدًا، وأكل كل ما لذ وطاب وفق العادات والتقاليد، عيدًا تزهو فيه الأنظار ويتواصل الأحباب بالتحايا والأحضان، عيدًا تدخل فيه الفرحة قلوب وعيون الآباء والأمهات والأطفال.

لكن كيف حال النازحين بعيدًا عن بيوتهم ومدنهم؟ كيف سيحتفل المهجرون عنوة خارج وطنهم؟ كيف يحتفل الأسرى والمعتقلون وعائلاتهم بهذا العيد؟

كيف يحتفل الليبيون وكثير منهم يفتقد الأمان والاستقرار، ويعيش الخوف والرعب نتيجة سطوة المجموعات المسلحة والاحتلال الأجنبي، وخيبات الأمل من الحكومات المتعاقبة في ظل تدوير الأزمة وانسداد أفق الحل واستنزاف الموارد؟

بعد أكثر من ثلاثة عشر عاما، وبعد هذا الفشل والفساد وإهدار الثروات ألا يَعتبِر هؤلاء ويكفون أيديهم عن العبث بالبلد ويعيدون حساباتهم ويتقون الله في شعبهم ومستقبل أبنائه؟

السؤال الذي يفرض نفسه: هل نمتلك الشجاعة لنغتنم هذه المناسبة، ونترجم معايدتنا الشفوية والمكتوبة من أقوال إلى أفعال؟ هل نمد أيدينا إلى بعضنا بعضًا، لنوقف هذا العبث بالوطن، ونكف هذا الظلم عن المواطنين؟ ولنعمل معًا من أجل ليبيا بلدًا آمنًا مستقرًا، لا مغبون فيه ولا مظلوم.

إن الازدهار والسعادة والإبداع، تتطلب بناء دولة قوية مستقرة آمنة، يعيش فيها الناس سواسية، وذلك لن يتحقق إلا بإسقاط المؤامرة وإزالة كل آثارها، والتوافق على بناء دولة مدنية، السيادة فيها للشعب الليبي.

ندعو الله أن يكون هذا العيد مباركًا علينا جميعًا، وأن يقف الليبيون صفًا واحدًا متحابين في الوطن.. ونترحم على شهداء غزة الذين ارتقوا نتيجة العدوان الصهيوني المتواصل على القطاع، ونحيي صمود الشعب الفلسطيني الصابر المكلوم الذي يستقبل عيد الفطر على وقع عمليات القصف المتتالية..

كل عام وغزة وأهلها بألف خير.. تقبل الله صيامكم، وكل عام وأنتم إلى النصر والحرية أقرب.

زر الذهاب إلى الأعلى