المنفي.. يترجل من عالمه الموازي
عفاف الفرجاني
يعيش رئيس المجلس الرئاسي المنفي كعادته في العالم الموازي لليبيا في معزل عما يحدث في ليبيا من أحداث، سواء سياسية أم حتى دموية، لا تحركه قوة من كرسيه الدوار إلا ما لذ وطاب من الأكل.
رئيس المجلس الرئاسي لم يحرجه اجتماع وزراء الخارجية العرب الذي عقد في يناير مطلع هذه السنة بالعاصمة طرابلس والذي شهد مقاطعة واسعة من معظم الدول العربية بعد جهد كبير بذلته الحكومة المصرية في سبيل خلق مناخ سياسي صحي يضمن مسارا وطنيا جديدا متمثلا في تشكيل سلطة تنفيذية جديدة شعارها العدالة الاجتماعية والاقتصادية والاجتماعية لكل الليبيين، المنفي رجل المصلحة الشخصية يعرف تمام المعرفة أن عزوف معظم الدول العربية عن اجتماع طرابلس كان رسالة واضحة بالاقتلاع، وكانت المقاطعة بمثابة نزع الشرعية عن حكومة الوحدة الوطنية منتهية الولاية على الصعيد العربي، وسط هذا التشرذم والانقسامالذي تعيشه ليبيا اليوم، نجد الرئاسي والحكومة والبعثة الأمميةيعيشون أجواء الانسجام والتفاهم، اليوم يحاول المنفي ولكسب الوقت تخدير الليبيين بمشروعالمصالحة ليعيده إلى صدارة المشهد السياسي، بشعارات مستهلكة بتوصيات وهمية عن حق الشعب الليبي في تقرير مصيره في دولة يسودها الاستقرار، نكتةأصبحت لا تنطلي على الليبيين، خاصة أنها تصدر من جهات لا تملك من الشرعية إلا وزارة المالية ومقراتمسلـحة.
هذه الأيام هناك حملة تشويه كبيرة يقودها الرئاسي وحكومة الغرب ضد البرلمان وحكومة حماد والقيادة العامة للجيش الليبي بحجه رفض الآخرين أي مشروع مصالحة يقدمه المنفي واللافي، تأتي حملة التشويه من خلال صفحات التواصل الاجتماعيوبعض التصريحات الإعلامية دون الإشارة الحقيقية وراء مقاطعة القوات المسلحة لملتقى المصالحة!!
سؤال من أين للمجلس الرئاسي أن يقودمصالحة وطنية أطرافها يتعاملون مع الحالة بمزاج سياسي نفعي؟ فقد سبق وأن رفضت هذه المبادرة عندما كان متاحا عملها تحت رعاية عربية (القاهرة) بحضور عقيلة صالح رئيس مجلس النواب والمشير خليفة حفتر قائد عام الجيش، ومحمد المنفي رئيس المجلس الرئاسي، وكان هناك أمللحلحلة الأزمة لو أن دعاة اليوم حضروا أمس كانتستنتج توافقا عن تنحي دبيبه عن الحكومة،أحبطت كل هذه الجهود لعدم مشاركة الأطراف السياسية المغتصبة للسلطة من المنطقة الغربية متمثلة في الحكومة ومعهممحمد تكاله رئيس المجلس الأعلى للدولة، تناسوا إحباطهم لعمل وطني بهذا الحجم ليأتوا اليوم وهم لا يملكون أي شرعية وبعقلية ميكافيلية صبيانية ليعيدوناإلى المربع الأول، مربع مشوه لا يحوي إلا هجينا من الأجسامالمحلية والأجنبية الداعمة لضمان بقاء الوضع كما هو عليه.
في تقديري الشخصي، وقد يتفق معي الكثيرون، لو كان ولابد من مشروع المصالحة أبدا لن يكون هذا توقيته في ظل غياب مؤسسات فاعلة وفي دولة مستقرة، وأيضا افتقاد عامة الشعب بكل أطيافه ميثاقا وطنيا، والأهم من ذلك خروج حكومة دبيبة من المشهد السياسي وتسليم السلطة إلى حكومة منتخبة يقرها الليبيون، عندها تكون مصالحة وطنية أساسها حقيقي ومتين.
هناك أصوات تقترح أن يقود المصالحة الاتحاد الإفريقي دون وجود المجلس الرئاسي باعتباره طرفا غير موثوق به حتى تنجح المصالحة.
فشكرا يا رئيس المجلس الرئاسي على سوء تقديرك، فقد جمعتنا على استبعادك أنت وأسيادك من الدبيبات.