بعد 13 عام من غزو ليبيا..موقع “روسيا اليوم”: فرنسا دمرت ليبيا واغتالت القذافي وبقيت دون عقاب
وكالات – الموقف الليبي
ذكرت قناة “روسيا اليوم” في تقرير لها، أن فرنسا سارعت في 19 مارس 2011 إلى التدخل العسكري بليبيا تحت غطاء قرار مجلس الأمن رقم 1970 وأرسلت 20 طائرة حربية من مختلف الأنواع لتنفيذ عمليات قتالية في البلاد ضمن حملة الناتو.
وقال التقرير إن قرار مجلس الأمن رقم 1970 كان صدر في 26 فبراير 2011 ، على خلفية القلاقل التي جرت في ليبيا وخاصة في مدينة بنغازي فيما يسمى ب “الربيع العربي” الذي ضرب تونس ثم مصر فليبيا.
وتابعت روسيا اليوم: هذا القرار كان قد سمح للدول الأعضاء كافة باتخاذ جميع التدابير اللازمة لحماية المدنيين والمناطق الآهلة بالسكان المدنيين المعرضين لخطر الهجمات في ليبيا بمـا فيهـا بنغازي”على حد تعبيرهم”.
وأوضح التقرير أن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي آنذاك، استغل فرصة عودة بلاده إلى القيادة العسكرية لحلف الناتو في عام 2009، واختط طريقا جديدا للمستقبل بعيدا عن النهج الديغولي المستقل و الرافض للهيمنة الأمريكية، وكان يعتقد أن ليبيا ستكون بوابة كبيرة للمصالح الفرنسية.
وتابعت: انكشف ذلك بعد نشر مراسلات وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة هيلاري كلينتون في عام 2015 على خلفية التحقيقات في اغتيال السفير الأمريكي في مدينة بنغازي عام 2012.
واستكمل التقرير: إحدى تلك المراسلات السرية التي تبادلتها كلينتون عبر بريد خاص مسجل باسمها قبل توليها المنصب، تقول إن ساركوزي “يخطط لجعل فرنسا تقود الهجمات على العقيد الراحل معمر القذافي على مدى فترة طويلة من الزمن.. ويرى في هذا الوضع فرصة لفرنسا لإعادة تأكيد نفسها كقوة عسكرية”.
وأضافت “روسيا اليوم” خلال تقريرها، أن عملية الحظر الجوي في ليبيا أو ما سمتها الولايات المتحدة “فجر الأوديسا” وفرنسا “هارماتان” بدأت على عجل، وكما تقول بعض التقارير “قبل أن يجف الحبر تقريبا الذي كتب به قرار مجلس الأمن”، بغارة نفذتها طائرة ميراج فرنسية استهدفت سيارة “مشبوهة”.
وقالت: تعد الغارات الجوية الفرنسية انطلقت الطائرات البريطانية والأمريكية في تنفيذ عمليات قصف مكثف في ليبيا، كما أطلقت السفن والغواصات الأمريكية 114 صاروخ توماهوك على أنظمة الدفاع الجوي الليبية، فيما زعم رئيس الأركان المشتركة للقوات المسلحة الأمريكية الأدميرال مايكل مولين، أن أهداف حملة الناتو في ليبيا محدودة وليست من أولوياتها الإطاحة بالقذافي.
وأوضح التقرير أن فرنسا استعملت في تدخلها العسكري في ليبيا قاذفات رافال ومقاتلات ميراج 2000، وطائرات للتزود بالوقود وطائرات الاستطلاع المزودة برادارات شف بعيدة المدى، وتركزت عملياتها الأولى حول مدينة بنغازي الواقعة شرق ليبيا، وكانت القوات المسلحة والمساندة في ذلك الوقت على أبواب المدينة لاسترداها بعد سيطرة المتمردين عليها، القوات الجوية الفرنسية دمرت آليات الرتل المهاجم، واعتقدت باريس أنها أمنت لنفسها الأولوية في هذا البلد.
وتابع: باريس تحت قيادة ساركوزي استخدمت استخباراتها وجواسيسها لتحقيق مشروعها في ليبيا كما يظهر ذلك من مراسلات كلينتون، حيث ذكرت وثيقة مؤرخة في 22 مارس 2011 أن ضباطا من المديرية العامة للأمن الخارجي “الاستخبارات الفرنسية”، عقدوا سلسلة اجتماعات مع شخصيات في بنغازي وقدموا لهم دعما معنويا وماديا لتشكيل مجلس، ووعدوا على لسان الرئيس الفرنسي حينها نيكولا ساركوزي باعتراف باريس به كحكومة جديدة بمجرد إعلانه.
وأوضح التقرير أنه والمقابل بحسب نفس المذكرة، أوضح مسؤولو الاستخبارات الفرنسية الخارجية أنهم يتوقعون أن تعطي الحكومة الليبية الجديدة “الأفضلية للشركات الفرنسية والمصالح الوطنية، خاصة فيما يتعلق بصناعة النفط في ليبيا”
واختتم التقرير: بنهاية المطاف، قتل الزعيم الراحل معمر القذافي بالطريقة الموثقة بكاميرات الهواتف النقالة في 20 أكتوبر 2011، فيما دخلت ليبيا في فوضى عارمة وانقسام لا تزال تحاول دون جدوى الخروج منه حتى الآن، كما أن أحلام فرنسا في ليبيا أيضا لم تتحقق، بعد أن دمرت مقدرات البلد واختل الاستقرار به، وبقي النفط الليبي بعيدا عن متناول باريس.
الأمر اللافت أن نوايا فرنسا المغرضة من تدخلها العسكري في ليبيا وحماستها الشديدة للإطاحة بالزعيم معمر القذافي مرت بسلام وسط ضجيج التهليل بالتخلص من القذافي ونظامه الذي كان معاديا للغرب.