ملفات وتقارير

أخر تطورات مرض “الحمى القلاعية” في ليبيا وعدد الإصابات

تقرير – إسراء جمال

حالة من القلق أصابت معظم البلديات في ليبيا طيلة الأسابيع الماضية، نظرا لانتشار مرض الحمى القلاعية، ما دفع كافة الجهات المسئولة لاتخاذ عدد من الإجراءات التى تحد من انتشار المرض من خلال تشكيل لجان الحصر أو فرض بعض الإجراءات الاحترازية.

وبحسب آخر إحصائية صادرة عن محمد مسعود الشاعري، رئيس لجنة إدارة المركز الوطني للصحة الحيوانية بوزارة الزراعة بالحكومة الليبية: “كان عدد الإصابات 8459 رأسا، وإجمالي الحيوانات المخالطة بلغ 34580 رأسا، مشيرا إلى أن البلاغات التي وردت يوم الأمس، تفيد بأن هناك إصابتين ظهرتا في منطقة الأبيار ومدينة البيضاء حسب نقاط الرصد الوبائي.

إغلاق الأسواق

واتجهت السلطات المحلية إلى إغلاق أسواق المواشي في البلديات كإجراء احترازى لمنع تفشي المرض، كما تم تكليف وزارة الداخلية بالحكومة الليبية بتنفيذ القرار عبر دوريات وارتكازات أمنية، كما تم إغلاق سوق أجدابيا، نظرا لوجود مجموعة كبيرة من الثروة الحيوانية بعد الاشتباه في انتشار هذا الوباء.

وأغلقت أيضا بسبب الوباء أسواق كثيرة للمواشي من بينها قصر بن غشير وترهونة زليتن، أعلن جهاز الشرطة الزراعية غلق السوق الشعبية لبيع الماشية والأغنام في الغريفة، مع تحديد مكان لعزل المواشي والأغنام التي ثبتت إصابتها.

وشكَّلت بلدية سرت خلال الفترة الماضية غرفة عمليات ومتابعة برئاسة رئيس جهاز الحرس البلدي سرت وعضوية مديري مكاتب الصحة الحيوانية والإصحاح البيئي والشرطة الزراعية، وذلك ضمن إجراءاتها الاحترازية لمواجهة انتشار مرض الحمى القلاعية، وعلى الفور قررت الغرفة إغلاق سوق بيع المواشي في المنطقة تجنبًا لانتشار مرض الحمى القلاعية.

إجراءات احترازية

من جهتها أعلنت الحكومة الليبية برئاسة الدكتور أسامة حماد تعاقدها على شحنة من اللقاحات، كما شكلت وزارة الزراعة فرق عمل ميداني وحقلي لبدء تلقيح الأغنام والأبقار والماعز، فيما طالبت إدارة الثروة الحيوانية بالجبل الأخضر، الجهات المسؤولة، بتوفير الإمكانيات من مبيدات ولقاحات وتحصينات للحد من انتشار مرض الجلد العقدي.

وأعلنت بلدية الغريفة انطلاق حملة الكشف على الماشية للتأكد من خلوها من مرض الحمى القلاعية، كما تم التنسيق مع البلديات المجاورة لتنفيذ حملة تطعيم للحيوانات.

ارتفاع أسعار اللحوم

وقد أدى تأثير الحمى القلاعية إلى ارتفاع أسعار اللحوم خاصة مع حلول شهر رمضان، حيث تراوح سعر لحم الخروف المحلية بين 85 دينارا إلى 90 دينارا للكيلو، وأسعار لحم الجمل بين 65 و60 دينارا، ولحم الأبقار 55 دينارا للكيلو.

تراجع معدلات الإصابة بالحمى القلاعية

ومؤخرا، أعلن المركز الوطني للصحة الحيوانية، عن تراجع معدلات انتشار مرض الحمى القلاعية بين الحيوانات في البلاد، كما كثف المركز جهوده للتحكم في حركة الحيوانات، وتوزيع المطهرات ومواد الأمن الحيوي على المناطق .
وأكد المركز أنه تم التنسيق مع الجهات الدولية، للحصول على المواد التشخيصية اللازمة لمواجهة المرض.

ووجّه وزير الداخلية بالحكومة الليبية، اللواء عصام أبوزريبة”، خطابًا إلى رؤساء الأجهزة الأمنية ومدراء الإدارات العامة والأمن بالمناطق، برفع الحظر الذي فُرض سابقًا بسبب انتشار المرض الحمى القلاعية.

كما تم فرض حظر على إقامة الأسواق الشعبية لبيع المواشي، ومنع حركتها ونقلها بين المدن، بشرط أن تكون الحيوانات المنقولة مصحوبة بشهادة صحية بيطرية صادرة عن مكتب الصحة الحيوانية في البلدية المراد التي يتم نقل المواشي منها.

من جهته قال محمد مسعود الشاعري، رئيس لجنة إدارة المركز الوطني للصحة الحيوانية بوزارة الزراعة بالحكومة الليبية: “ظهرت في البداية بؤر متفرقة في المنطقة الشرقية، وكانت أول حالة تم الإعلان عنها في مدينة طبرق شرق البلاد نهاية نوفمبر الماضي.

وتابع الشاعري في تصريحات صحفية: “بعد ذلك توالت البلاغات عن طريق نقاط الرصد الوبائي للأمراض الوبائية والمعدية بمكاتب الصحة الحيوانية، في مدينة بنغازي والقبة ومنطقة الأبرق، مضيفا: “عند التعامل مع هذه البؤر، اتضح أن مصدر هذه الإصابات جاء في أبقار كانت مستوردة لغرض التربية من دولة أوكرانيا، ودخلت عن طريق ميناء مدينة مصراتة ولم يتم إخضاعها للشروط المحجرية”.

واعتبر أن استيراد هذه الأبقار من دولة أوكرانيا بهذه الكيفية وبحكم الاضطرابات التي تمر بها يعتبر مخالف للشروط المحجرية الليبية والتي يأتي في مقدمتها الاستقرار الأمني في أي دولة يتم الاستيراد منها.

وأضاف: “تم إبلاغ الجهات المسؤولة بإصابات الحمى القلاعية وتم السيطرة على البؤر في المنطقة الشرقية، ولكن هناك بعض الأبقار المُصابة المستوردة والتي توجهت للمنطقة الغربية والجنوبية، وأدت لظهور إصابات بمرض الحمى القلاعية في تلك المناطق، حيث كانت هناك إصابات قوية من ضمن الحالات التي تم الكشف عنها”.

وأفاد مسعود الشاعري بأن “عدد الإصابات كان كبير جدا، حيث أن المرض قديم حديث، ولكن نتيجة غياب التحصينات الدورية وتهريب الحيوانات سجلت هذه الإصابات”.

واعتبر أن “استخدام التحصينات الخاطئة للإصابات، بالإضافة إلى التحصينات المُهربة من قبل المربين ساهم في ارتفاع معدلات النفوق التي وصلت إلى 1758 رأس من أغنام وأبقار حسب البلاغات الواردة من نقاط الرصد في نطاق الحكومة الليبية”.

وأكد بأن عدد الإصابات كانت بعدد 8459 رأسا، وإجمالي الحيوانات المخالطة بلغ 34580 رأسا، مشيرا إلى أن البلاغات التي وردت يوم الأمس، تفيد بأن هناك إصابتين ظهرتا في منطقة الأبيار ومدينة البيضاء حسب نقاط الرصد الوبائي.
حصري.

زر الذهاب إلى الأعلى