المشهد السياسي الليبي.. استغلال للدين واستباحة للسيادة
بقلم/ حسام حمودة
تظهر الصورة تمثيلًا للوضع السياسي في ليبيا، حيث تتجلى البراغماتية والانتهازية بشكل واضح، رئيس الحكومة منتهية الولاية عبد الحميد الدبيبة، مرتبط بصورة مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، تساؤلات تثار حول الارتباط السياسي والتبعية، يظهر الدبيبة، الذي وصل إلى الحكم بطرق مثيرة للشكوك، مستسلمًا للنفوذ التركي، ما يشكل استهانة بالسيادة الوطنية واستغلالًا لثروات ليبيا.
في سياق آخر، يتبين كيف تُستخدم دار الإفتاء وغيرها من الأدوات لأغراض سياسية، بعيدًا عن الدين، المفتي المعزول الصادق الغرياني يقودها كحزب، يدعم قضايا على مظهرها دينية مثل قضية غزة، ولكنه يدعم التطبيع مع إسرائيل، حين يستقبل مؤيدي التطبيع، مما يبرز التناقضات ويسلط الضوء على استغلال الدين في السياسة.
في ظل إعلان دار الإفتاء الليبية عن إصدارها 10 مجلدات تحوي أكثر من 4000 فتوى، يتعين علينا الوقوف بحزم لندين الأثر الدموي لهذه الفتاوى. تلك الفتاوى، التي غمرت بدماء الليبيين، تشكل تهديدًا لا يقل خطورة عن سلاح الميليشيات الذي هزّ نسيج بلادنا.
وفي ظل الفتنة التي أشعلتها هذه الفتاوى والتفرقة التي زرعتها في قلوب الأبرياء، أخذت الأحداث تتطور بأوجاع وآلام تفوق بكثير ما سببته آلاف الطلعات الجوية لحلف الناتو.
نحن كليبيين نرفض هذا الواقع وندعو إلى استعادة سيادتنا واحترام إرادة الشعب، ليبيا تستحق القادة الذين يحترمون تضحيات شعبها ويسعون للبناء بدلًا من البيع.
يتطلب التحدي الراهن في ليبيا تفكيك الأوضاع التي أدت إلى هذا الوضع وتشكيل حكومة تعزز مبادئ الشفافية والمساءلة. يجب على الشعب الليبي النهوض بوحدته والمطالبة بالحفاظ على السيادة الوطنية كقيمة أساسية.
إن استعادة السيادة تمثل الخطوة الأولى نحو بناء مستقبل مزدهر ومستدام لليبيا.