في يومها العالمي..باتيلي: القوانين الانتخابية الأخيرة لا تلبي التطلعات السياسية للمرأة الليبية
طرابلس – الموقف الليبي
أكد المبعوث الأممي عبدالله باتيلي أن هناك حاجة ماسة للعمل من أجل تمكين المرأة والاستثمار فيها لدفع عجلة التقدم في ليبيا.
وأشار باتيلي في بيان له بمناسبة اليوم العالمي للمرأة إلى أن البعثة تتضامن اليوم مع النساء في ليبيا تقديراً لصمودهن ومساهمتهن الثابتين في المجتمع، حيث تضطلع المرأة الليبية بدور حاسم في صياغة المشهدين السياسي والاقتصادي في ليبيا والنهوض بهما، كما أن مشاركتها الهادفة في المسارين السياسي والاقتصادي وعملية المصالحة الوطنية تعود بالنفع على المجتمع برمته.
وأشادت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا بإنجازات المرأة الليبية في الماضي وجهودها المستمرة وتطلعاتها نحو المستقبل، مضيفا أن إن الانخراط الإيجابي للمرأة ومساهمتها المتكافئة في أدوار صنع القرار ومشاركتها في العمليتين السياسية والاقتصادية أمر أساسي لتعزيز استدامة السلام والتنمية في ليبيا.
ولفت إلى أنه ما تزال المرأة في ليبيا تواجه تحديات جمّة، حيث تعاني النساء بشدة من الصعوبات الاقتصادية الحالية الناجمة عن ارتفاع معدل التضخم الناجم عن تراجع سعر صرف الدينار الليبي واستمرار حالة الانسداد السياسي وسوء إدارة الموارد العامة. كما أنهن يأتين في طليعة ضحايا انعدام الأمن.
وقال المبعوث الأممي إنه من المؤسف أن القوانين الانتخابية التي تم اعتمادها قد فشلت في تلبية تطلعات المرأة إلى مشاركة سياسية هادفة على نحو كاف، ولا سيما في مجلس الشيوخ، حيث تم تخصيص 6 مقاعد فقط للنساء من أصل 90 مقعداً.
وأضاف، وفقاً لتقديرات البنك الدولي (2022)، ما تزال مشاركة المرأة في القوى العاملة محصورةً في 37 بالمائة مقارنة بـ 64 بالمائة للرجال. وبلغ معدل البطالة بين النساء 25.4 بالمائة، متجاوزاً بذلك المتوسط الوطني البالغ 19.3 بالمائة. وتشير دراسة أجرتها هيئة الأمم المتحدة للمرأة (2020) إلى أن النساء، عند توظيفهن، يحصلن على أجور أقل بثلاث مرات تقريباً من نظرائهن الرجال.
ودعا المبعوث الأممي جميع الأطراف الليبية المعنية إلى الاستثمار في المرأة وتسريع عجلة التقدم. كما أحثهم على دعم المرأة وتمكينها كي تؤدي دورها الأصيل كمحرك للتغيير الشامل للأوضاع في ليبيا. وتحث البعثة السلطات على تخصيص الموارد المالية الكافية الضرورية لتلبية احتياجات النساء والفتيات، مضيفا أن الاستثمار في المرأة اليوم هو استثمار في مستقبل ليبيا وازدهارها ورفعتها. ومن خلال توفير فرص متكافئة للنساء، فإننا نطلق العنان لإمكاناتهن الكامنة ونساهم في بناء مجتمع أكثر شمولاً وازدهاراً للجميع.
وأشتر إلى أنه يمكن التصدي لكل هذه التحديات على نحو أفضل من خلال مؤسسات موحدة وشرعية تمثل بشكل كامل إرادة وتطلعات الليبيين من النساء والرجال على حد سواء. ولهذا السبب يبقى التزامي تجاه الانتخابات ثابتاً لا يتزعزع. واليوم هو فرصة أخرى لنا جميعاً لتجديد التزامنا من أجل ليبيا أكثر أماناً واستقراراً وازدهاراً قادرة على تلبية احتياجات جميع بناتها وأبنائها.