كلمة ونصف
بقلم : عبد السلام عاشور
أصحاب الفخامة والجلالة والسمو الحكام العرب يدركون جيدا أن الكيان الصهيوني المحتل لم يكن بحاجة إلى ذريعة تبرر عدوانه على غزة للمرة السابعة منذ انسحابه منها في العام 2005، يدسون رؤوسهم في التراب كالنعام ويتجاهلون عن عمد عمليات الإبادة الجماعية ومحاولات تهجير السكان من غزة خارج الأراضي الفلسطينية، وتعمد قتل الأطفال والنساء لوقف النمو الديمغرافي وهم على اطلاع وعلى علم بهدف الكيان العنصري الدخيل في إقامة دولة لليهود
على كامل التراب الفلسطيني. ومع ذلك يقف الحكام العرب مواقف تتراوح بين العجز والتواطؤ والخنوع والمصالح الضيقة، وبالتالي يعدون شركاء في جريمة الإبادة، وتصفية قضية مقدسة هي في الحقيقة وإلى الأمس القريب كانت قضية العرب
المركزية فهل يستحي النظام العربي الرسمي من التزام الصمت تجاه الاستكبار الغربي والارتعاد من الخوف، أم أنه ينتفض ويتسارع برفض هذا الواقع المهين ويحذوا حذو أحرار أمريكا اللاتينية الذين أعلنوا موقفا موحدًا معاديًا للهيمنة الغربية على لسان الرؤساء الكولومبي والبوليفي والفنزويلي والبرازيلي ؟! هل يستحي النظام الرسمي العربي ويعيد النظر في مواقفه الانهزامية ويقف موقفا صحيحًا من التاريخ أم أنه صنيعة غربية
تطبع بطابع الذل والهوان لا يجيد سوى أدوار العمالة والخيانة ولا يفقه مواقف العزة ونصرة المظلوم.