مقالات الرأي

ليس لدي مانع أن يحكم العسكر

بقلم/ أحمد المغربي

الديمقراطية حلوة سكر، ولكن هل يمكن إقامتها في ظروف عدم الاستقرار؟ ولماذا ينادي بها اليوم من كان بالأمس يقول إنه لا يمكن إجراء الانتخابات ونحن بلا دستور ومن استعمل حجة القوة القاهرة.
من يتابع سير الأحداث يجد أن هناك الآن من يقفز من سفينة الدبيبة الغارقة وقد أغرقتنا معها ويحاول أن يلصق كل الأخطاء في رأسه وحده، مع أنكم حتى وقت قريب يبارككم الشيخ الغرياني.
أقول وبصراحة أجد الحل عسكريًّا، ولمَ لا؟ 5 + 5 لجنة عسكرية ومن كل أنحاء ليبيا وبإمكانها السير بليبيا إلى بر الأمان، حينها يمكن الحديث عن الانتخابات.
عن أي انتخابات نتحدث ونحن في بلد تحت الوصاية؟!
عن أي انتخابات نتحدث ونحن بلد ينخر فيه الفساد المالي؟!
عن أي انتخابات نتحدث وكل جيوش الأرض تمرح فوق أرضنا حتى تشاد والنيجر وتركيا؟!
الانتخابات لا تتم إلا في ظروف مستقرة، عدا ذلك من يضمن نزاهتها؟ ومن يضمن القبول بنتائجها؟ ولماذا كل هذا التشكيك في العسكر؟
عبدالناصر ومن معه كانوا من العسكر وطردوا فاروق الأول الذي كان واجهة لحكم بريطانيا وألغوا دستور 1923 الذي كان يضمن تشكيل الأحزاب التي تتصارع على السلطة ولا تلتفت إلى الإنجليزي الذي يتحكم في كل شؤون البلاد حتى دخل قناة السويس.
الجنرال ديجول في فرنسا حرر بلده من النازية ونجح في انتخابات مرة أخرى ببدلته العسكرية، أوليفر كرومويل أسس جمهورية في بريطانيا وخلَّصها من حرب أهلية.
أتاتورك يصنف عند الأتراك بطلًا قوميًّا وهو عسكري، وكذلك واشنطن قاد حربًا وخلص أمريكا من الاستعمار الإنجليزي وهو بطل قومي عند أهله. واليمن توحدت بعد أن كانت شمالًا وجنوبًا على يد العسكر، وليبيا تخلصت من القواعد الأجنبية وتخلصت من ملك واجهة للاحتلال الإنجليزي على يد عسكريين، والكرامة قادها عسكريون، وللعلم فإن يوسف العظمة كان أول وزير دفاع يموت في المعركة، ثم عبدالمنعم رياض وليس ببعيد الشهيد بوبكر يونس جابر وكلهم عسكريون.
فلماذا ولمصلحة من شيطنة العسكر وكأنهم من كوكب آخر؟ وهل أدلُّكم على كوارث المدنيين في فيتنام والعراق وأفغانستان وقبل ذلك مليون شهيد في الجزائر ومثلهم تقريبًا في ليبيا بحكومات منتخبة وديمقراطية وليبيا للمرة الثانية عام 2011.
وفي وطننا العربي هل بورقيبة مثلًا حاكم مدني؟ فماذا فعل بصالح بن يوسف؟ وعندما تدخل عرفات بطلب تخفيف الأحكام على منفذي أحداث قفصة أعدمهم في صباح اليوم التالي، وأين هي ديمقراطية حسن المغرب وحسين الأردن وباقي الحكام المدنيين؟
باراك أوباما اعترف عام 2016 أن بلاده تدخلت عسكريًّا ودعمت انقلابات عسكرية ومدنية وأنه استفاد من هذه التجربة الأليمة ولن تتكرر، وبعد عامين حدث انقلاب على ديلما روسيف رئيسة البرازيل عقابًا لها على انضمامها لمنظمة بريكس ومحاولتها الخروج من العباءة الأمريكية.
وحتى دولة الصهاينة معظم حكامها من العسكر ولا أحد يعترض لأنهم حسب تقييمهم يعلمون أنهم محاطون بالأعداء.
أيها السادة عندما نكون في وضع مستقر نمارس الديمقراطية كيفما نشاء، أمَا وأنه لا توجد دولة أصلًا فإنه من العبث التفكير في رفاهية من يحكم.
بالشعبي “ما خاص على المشنوق إلا الحلوى”.

زر الذهاب إلى الأعلى