ملفات وتقارير

مذبحة دوار النابلسي في غزة توثق وحشية وإجرام جيش الاحتلال الصهيوني

متابعات- الموقف الليبي

على مدى خمسة أشهر يواصل الكيان الصهيوني إجرامه وإرهابه في قطاع غزة منذ انطلاق عملية المقاومة «طوفان الأقصى»، ويرتكب أقذر الجرائم الإنسانية برعاية أمريكية وغربية أمام مجتمع دولي صم آذانه وأغمض عينيه عن جرائم تعد عارًا على جبين الإنسانية ولن تسقط بالتقادم.

وكان ضمن آخر جرائم الكيان الصهيوني المجرم بحق الفلسطينيين أن ارتكب جيش الاحتلال الإرهابي جريمة نكراء بحق المدنيين العزل في دوار النابلسي بغزة.

وقعت الجريمة الصهيونية أثناء تدافع الفلسطينيين العزل على شاحنات المساعدات بسبب المأساة التي يعيشونها في قطاع غزة وسط حالة معيشية متردية من الجوع والعطش وانتشار الأمراض والأوبئة التي تقتل عشرات الأطفال والنساء يوميًّا في القطاع المدمر.

وتزاحم المئات من الفلسطينيين أطفالًا ونساءً ورجالًا لأخذ تلك المساعدات بعد أيام طويلة من الجوع والعطش، لتنال منهم قوات الاحتلال الصهيوني بإطلاق النار عليهم واستهداف المروحيات الصهيونية للفلسطينيين العزل مما أدى إلى استشهاد 112 فلسطينيًّا وإصابة نحو 1000 شخص.

من جانبها أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة، السبت، ارتفاع عدد الشهداء جراء قصف الاحتلال الصهيوني خيمة نازحين مُقابل المُستشفى الإماراتي غرب مدينة “رفح”، إلى 11 شهيدًا.

وأضافت الوزارة، في بيان صحفي، أن 11 شخصًا استشهدوا، بينهم أطفال، والمُسعف عبد الفتاح أبو مرعي، وهو على رأس عمله داخل المستشفى الإماراتي، جراء قصف الاحتلال للخيمة، فيما أصيب 50 آخرون بجروح مختلفة.

وارتفعت حصيلة شهداء العدوان الإسرائيلي على القطاع منذ 7 أكتوبر إلى 30320 شهيدًا، فيما بلغ عدد الإصابات 71533 إصابة.

وأثارت الحادثة الإرهابية الصهيونية بحق الفلسطينيين في دوار النابلسي ردود أفعال عربية وعالمية، وكعادتها عطلت الولايات المتحدة الأمريكية قرارًا لمجلس الأمن بوقف إطلاق النار في غزة، مما أثار استياء عدد من الدول والمنظمات الحقوقية في العالم.

وتوافقت ردود الفعل دوليًّا حول حجم الكارثة الإنسانية والأخلاقية التي تجسدت بالدماء بجوار شاحنات المساعدات، التي كانت كل أمل سكان شمال غزة، المحاصرين منذ بداية العدوان الإسرائيلي الغاشم على قطاع غزة، في السابع من أكتوبر الماضي، والذين هزُّوا الضمير العالمي، وهم يتساقطون جثثًا، على شاحنات توزيع المساعدات، ليختلط الدقيق المنشود بدمائهم!

الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش «مصدوم».. ومسؤول الإغاثة في الأمم المتحدة «يشعر بالفزع».. أما مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيف بوريل فشعر بالرعب، عندما سمع عن «مجزرة توزيع الدقيق، شمالي غزة».. وتوالت الإدانات العربية والدولية.

تبريرات الاحتلال اعتراف رسمي بارتكاب أبشع جريمة في التاريخ، ويرى مراقبون أنه لا يمكن للكلمات أن تعبر عن هذه المذبحة التي ضربت الضمير العالمي بقسوة، ولا توجد كلمات أيضًا تعبر عن مدى البلادة في مشاعر وتصريحات قادة الاحتلال الصهيوني، الذين سارعوا إلى القول إن المواطنين الفلسطينيين اقتربوا من «الجنود فأطلقوا طلقات تحذيرية في الهواء ثم أطلقوا النار باتجاه من شكلوا تهديدًا ولم يبتعدوا».. وقالوا «أطلق الجنود النار على الحشد عندما اقتربوا من الدبابات».. و«أصيب مئات العشرات من الغزيين، بعضهم دهسته الشاحنات». تبريرات الاحتلال اعتراف رسمي بارتكاب أبشع جريمة في التاريخ وهذه التصريحات تعد اعترافًا بما ارتكبته قوات الاحتلال في غزة.

السبب الحقيقي لارتكاب المجزرة

أكد مراقبون أن دولة الاحتلال تدفع بتبريرات كاذبة، وتشعر بأنها فوق كل القوانين والمواثيق الدولية، وذلك بدعم من حليفتها الكبرى الولايات المتحدة.. ولكن بصرف النظر عن التبريرات الواهنة، فإن السبب الحقيقي وراء هذه المجزرة، هو قتل الفلسطينيين المدنيين في غزة وضمن خطة تفريغ الشمال كاملًا من الفلسطينيين، لتصبح منطقة آمنة للكيان الإسرائيلي.. وهذا ما سجلته الصور والفيديوهات لما حدث في واقعة “مجزرة الطحين”.

الفيتو لحماية الاحتلال

وأوضح سياسيون فشل مجلس الأمن الدولي، فجر الجمعة، في إقرار بيان رئاسي يعبِّر فيه عن قلقه العميق إزاء المجزرة التي ارتكبتها قوات الاحتلال الصهيوني في «شارع الرشيد» بمدينة غزة، وطرحت الجزائر على طاولة المجلس مشروع بيان رئاسي يعبِّر فيه أعضاء مجلس الأمن الـ15 عن قلقهم العميق «إزاء المجزرة، وحملوا المسؤولية لقوات الاحتلال الصهيوني التي أطلقت النار صوب الآلاف من المدنيين العزَّل الذين كانون ينتظرون وصول شاحنات المساعدات». وأيَّد النص 14 عضوًا وعارضته فقط الولايات المتحدة الأمريكية كالعادة لحماية العربدة الإسرائيلية في المنطقة.

أمريكا شريك رئيس لإسرائيل في جرائمها

وأكدوا أن هذا ما كان متوقعًا من الولايات المتحدة، لأنها الشريك الرئيس لإسرائيل في العدوان على قطاع غزة.. وهي التي تمول وتسلح وتدير الخطط بواسطة عشرات من المستشارين في جيش الاحتلال، وهي التي تدعم الاحتلال سياسيًّا ودبلوماسيًّا واقتصاديًّا وعسكريًّا.. وتساءلوا: كيف نقبل بها وسيطًا؟ إن معاقبة الولايات المتحدة من خلال إخراجها من دور الوسيط، والعودة للأمم المتحدة، ولا نقبل سوى وساطة الأمين العام للأمم المتحدة لأنها وساطة تجرى وفق القانون الدولي، أما وساطة واشنطن فهي تجرى وفق ميزان القوى، وفق العربدة والهيمنة الأمريكية.

مجزرة جوعى غزة”.. جريمة مركبة

وأكد محللون أن «مجزرة جوعى غزة» كانت استهدافًا لأبرياء كانوا يبحثون عن «لقمة عيش» تمكنهم من الحياة، فقط البقاء على قيد الحياة، فهم يواجهون حصارًا قاتلًا، وحين يتوجهون إلى شاحنات المساعدات الإنسانية للفوز بـ«كيس طحين» يطلق عليهم جيش الاحتلال الرصاص، ليسقط هذا العدد الكبير بين شهيد وجريح، يجب ألا تمر هذه الجريمة البشعة دون تحرك جاد ومؤثر ونافذ من المجتمع الدولي، وحتى لا يدان المجتمع الدولي بأنه يساند جرائم الإبادة التي تمارسها إسرائيل في قطاع غزة ضد الشعب الفلسطيني.

من جانبه أكد المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان أن فريقه الميداني وثَّق إطلاق الدبابات الصهيونية النيران بشكل مباشر تجاه آلاف المدنيين الجياع في غزة.

كما أكد الإعلام الحكومي في غزة أن القوات الصهيونية كان لديها نية مبيتة للهجوم على النازحين.

إلى ذلك قال مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، فولكر تورك، إن ما يحدث في غزة مذبحة يجب وقفها.

وأضاف في بيان أنه لا توجد حدود للأهوال التي تتكشف أمام أعيننا في غزة ولا توجد كلمات لوصفها، مشددًا على أن قتل وتشويه المدنيين في غزة بلغ مستوى غير مسبوق.

كما أردف أن إسرائيل استخدمت بشكل متكرر أسلحة متفجرة ذات آثار واسعة النطاق في أحياء مكتظة بالسكان في غزة.

وعلقت حركة “حماس” على الحادثة، وقالت إن إسرائيل تتحمل تبعات فشل المفاوضات بسبب استمرار جرائم الإبادة.

وقالت إن “المفاوضات ليست عملية مفتوحة على حساب دماء الشعب الفلسطيني”.

وبالنسبة إلى فشل مجلس الأمن في التوصل إلى قرار يقضي بوقف إطلاق النار قال جوتيريش إن تفاقم الانقسامات الجيوسياسية حال دون اتخاذ القرار وحول «الفيتو» إلى أداة فعالة لشل عمل مجلس الأمن.

وتابع قائلا: لدي قناعة تامة بأننا بحاجة إلى وقف إنساني لإطلاق النار، ونحتاج إلى إطلاق سراح الرهائن بشكل فوري وغير مشروط، وأنه ينبغي أن يكون لدينا مجلس أمن قادر على تحقيق هذه الأهداف.

وعلى الصعيد نفسه، أعرب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، عن إدانته واستنكاره قتل عشرات الفلسطينيين خلال توزيع مساعدات إنسانية في شمال قطاع غزة، على يد جيش العدوان الصهيوني، مطالبًا بتحقيق العدالة للشهداء.

الاتحاد الأوروبي مرعوب من المجزرة!

من جانبه أعرب منسق السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، عن رعبه بسبب المجزرة التي ارتكبتها قوات الاحتلال الصهيوني في حق فلسطينيين ينتظرون مساعدات إنسانية في غزة، والتي أسفرت عن استشهاد وإصابة المئات في شارع الرشيد جنوب غزة.

وأدانت الخارجية العراقية المجزرة التي ارتكبتها سلطة الاحتلال الصهيوني، بحق المواطنين الذين كانوا ينتظرون وصول شاحنات المساعدات عند دوار النابلسي قرب شارع الرشيد بمدينة غزة، ما أدى إلى سقوط عدد كبير من الشهداء والمصابين.

وطالبت وزارة الخارجية العراقية المجتمع الدولي بحماية الشعب الفلسطيني، معتبرة أنه يعاني أزمة إنسانية خطيرة، وأكدت أن لجوء الاحتلال الصهيوني إلى سياسة الإبادة الجماعية وإصراره على مواصلة عمليات القتل والتهجير مؤشر إلى تجاهل القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة مما يتطلب وقفة جادة لحماية الشعب الفلسطيني.

الصين تدين المجزرة

من جانبها أدانت الصين «بشدة» المجزرة التي ارتكبتها قوات الاحتلال الصهيوني في منطقة دوار النابلسي في شمال غزة، خلال عملية تسليم المساعدات الإنسانية للفلسطينيين، والتي أدت إلى استشهاد أكثر من 112 فلسطينيًّا.

وقالت الناطقة باسم الخارجية الصينية ماو نينغ «تشعر الصين بالصدمة حيال هذه الحادثة وتدينها بشدَّة.. نعرب عن حزننا على الضحايا وتعاطفنا مع الجرحى».

الاتحاد الإفريقي يطالب بتحقيق عاجل

من جانبه اتهم رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي موسى فكي محمد، إسرائيل بـ”القتل الجماعي للفلسطينيين” ودعا إلى إجراء تحقيق دولي.

وأدلى الاتحاد الإفريقي في بيان نشر أول أمس السبت على منصة إكس بأن “رئيس الاتحاد يدين بشدة هجومًا شنَّته القوات الإسرائيلية أدى إلى مقتل وإصابة أكثر من 100 فلسطيني يبحثون عن مساعدات إنسانية منقذة للحياة”.

وأضاف البيان: يدعو محمد إلى تحقيق دولي لمحاسبة الجناة ويحضُّ على “وقف فوري وغير مشروط” لإطلاق النار.

البرازيل تؤكد أن حكومة نتنياهو لا تعرف الأخلاق

قالت الحكومة البرازيلية الجمعة، إن أفعال وتصريحات حكومة بنيامين نتنياهو تظهر أنه لا حدود أخلاقية أو قانونية لعمليتها في غزة.

وأكدت الحكومة البرازيلية، أن مقتل طالبي المساعدات الإنسانية في غزة “مذبحة”، ودعت إلى وقف فوري لإطلاق النار في القطاع.

جنوب إفريقيا تدين المجزرة وتطالب بتحقيق عادل

من جانبها قالت جنوب إفريقيا، الجمعة، إن قتل الفلسطينيين الذين كانوا ينتظرون المساعدات في غزة، يمثل انتهاكًا للأوامر المؤقتة التي أصدرتها محكمة العدل الدولية.

وذكرت وزارة العلاقات الدولية والتعاون في جنوب إفريقيا في بيان لها أن “جنوب إفريقيا تندد بالمذبحة التي راح ضحيتها مئات الفلسطينيين أثناء محاولتهم الحصول على مساعدات منقذة للحياة”.

وأضافت أن العمل الوحشي الأحدث هو انتهاك آخر للقانون الدولي وللأوامر المؤقتة الملزمة الصادرة عن محكمة العدل الدولية.

وأضافت أن “الدعوة الفورية وغير المشروطة لوقف إطلاق النار أصبحت الآن ضرورة أخلاقية لإنقاذ الأرواح”.

كولومبيا تعلق مبيعات الأسلحة لإسرائيل

علقت كولومبيا، الخميس، شراء الأسلحة من إسرائيل، احتجاجاً على “مجزرة المساعدات”، التي راح ضحيتها أكثر من 100 فلسطيني خلال تجمُّعهم للحصول على مساعدات في شمال غزة.

وقال الرئيس الكولومبي جوستافو بيترو عبر منصة “إكس”: “أثناء انتظار الغذاء، لقي أكثر من 100 فلسطيني حتفهم على يد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو”، لافتاً إلى أن هذا “يسمى إبادة جماعية ويذكرنا بالهولوكوست على الرغم من أن القوى العالمية لا تريد الاعتراف بذلك”.

وأضاف الرئيس اليساري: “لهذا السبب، علقت كولومبيا جميع مشترياتها من الأسلحة من إسرائيل”.

زر الذهاب إلى الأعلى