مقالات الرأي

الرئيس بنكهة أمريكية

عفاف الفرجاني

لا أنكر أن حالة الركود السياسي التي عاشتها ليبيا بعد حرب القوات المسلحة مع ميليشيات طرابلس التي أسفرت عن تراجع القوات المسلحة من خلال ضغوط دولية ودعم خارجي للميليشيات، ومنها لم تحدث أي حلحلة في الأزمة الليبية، وحدها قرارات مجلس النواب التي جاءت من خلالها الحكومة الليبية برئاسة فتحي باشا آغا الذي لم يستطع أن يحكم ليبيا كاملة حتى ساعة، حتى تم عزله واستبداله.

ظل دبيبة مسيطرًا على الوضع كرئيس للحكومة هو ووزراؤه وعائلته من خلال دعم دولي وبقي الحال على ما هو عليه لتصل ليبيا إلى حد الانهيار الاقتصادي من تضخم وفقر، ليسجل معه النقد الأجنبي أعلى مستوى له منذ سنوات، التضخم الذي تعانيه ليبيا اليوم أساسه معدل الصرف مقابل الدخل القومي للنفط والغاز، ليدق ناقوس الخطر داخل حسابات مصرف ليبيا المركزي الذي ألزم محافظه الدخول في حرب مع دبيبة الخاسر فيها المواطن.

من جهة أخرى الجميع يترقب ولادة حكومة جديدة قد تكون المنقذ لهذه الأزمة التي أصبحت مثل كرة الثلج تكبر مع حجم الاختلاسات والتبذير والنهب.

السيناريو الذي أصبح يلوح في الأفق أن منظمة المقاولات السياسية الأمم المتحدة ومن خلال مبعوثها باتيلي الذي أُرسل إلى ليبيا ولم يقدم أي نتيجة ملموسة لحل الأزمة الليبية إلا الزيارات التي تأخذ الطابع الاجتماعي أكثر من كونها عملًا سياسيًّا، وأصبحنا نرى في الأفق شبح حقيبته وهي تدخل معه الطائرة لمغادرة أرض الرشاوى (وشواي ونبيد حي الأندلس) لينفذ بذلك الخطة الدولية برعاية أمريكية التي تتطلب تعيين خليفة له يخدم مصالحهم خلفًا له، هذه الخطة المتمثلة في تعيين الأمريكية ستيفاني خوري نائبة للمبعوث الأممي عبدالله باتيلي، وهنا تأتي المراوغة كمشهد متكرر لنكهة أمريكية، فنحن أوفياء لا نغير نكهاتنا في كل مرة، فستيفاني ويليامز الأمريكية لا تختلف عن ستيفاني الخوري أيدولوجيًّا وهوية كليهما بنات أمريكا المخلصات.

واشنطن اليوم لا تستطيع تعيين رئيس للبعثة يكون أمريكيًّا، فهذا منافٍ للبروتوكول السياسي الدولي، لكنها تستطيع تعيين نائب أمريكي، لأن باتيلي كان (دوبلير) لحين وصول الأخيرة لتتسلم زمام الأمور بعد تقديم استقالته أو عزله، بهذا ستكون جاهزة لتسلم مهامها كنائبة عن المبعوث بشكل قانوني.

ولكن لكي أصدقكم الخبر وأكون متكهنة جيدة للمشهد، أراهن أن ستيفاني الجديدة ستغير وجوه جماعة لجنة الحوار ولن يكون بينهم جائع أو لديه هبوط.. الكل مرتاح وسيسكن الجميع أجنحة داخل منتجعات أوروبا، والكل ستمتلئ حساباتهم عملة صعبة، ورئيس ليبيا سيحكم هذه المرة ومن طرابلس، الشيء الوحيد الذي لا أضمنه في تكهناتي أن الأجنحة العسكرية لحكومة دبيبة (الميليشيات) ستسهل دخول حكومة ستيفاني خوري العاصمة، ولكنها ستعبد الطريق بالأسمنت الأحمر من ممشى المطار إلى طريق السكة، لتحكم ليبيا هذه المرة قبضة العم سام، وتتفادى أخطاء العميل السابق الذي خرج عن سيطرتها، فقط نصيحة واحدة، الاجتهاد ثم الاجتهاد وحده الذي أنصح به الآن، التقرب والتودد والتزلف لستيفاني خوري لاختياركم ضمن لحان الحوار لن يجدي نفعًا، الأسماء جاهزة والوزارات مقسمة والرئيس ينتظر، فقط كثفوا من انبطاحكم وعملتكم لترتفع أسهم خيانتكم في بنوك المخابرات الأمريكية على هيئة تقرير حتى لا يتم تغيير أسمائكم على أخر لحظة.

زر الذهاب إلى الأعلى