الحمي القلاعية .. فاجعة تهز الأمن الغذائي الليبي ومخاوف من فقدان السيطرة قبل رمضان
الموقف الليبي- سارة الجبالي
هزت فاجعة جديدة الشارع الليبي في الآونة الأخيرة، حتى باتت تهدد الهرم الغذائي بالكامل، وذلك عقب إعلان السلطات المحلية، تفشي مرض “الحمى القلاعية والجلد العقدي” القاتل بين الأبقار والمواشي، مما تسبب في نفوق الآلاف منها وخسارة أطنان اللحوم من خزينة الطعام الليبي.
فيما تسيطر المخاوف من فقدان السيطرة على هذا المرض الذي يهدد الثروة الحيوانية بالبلاد ، لكونه يمثل تهديدا كبيرا للثروة الحيوانية والأمن الغذائي في ليبيا والمنطقة.
وتتزايد المخاطر التي تهدد الأمن الغذائي من هذا المرض بسبب الطلب المتزايد على اللحوم بالتزامن مع حلول شهر رمضان 11 مارس – 9 أبريل دون “حلول عاجلة للأزمة، مما سيؤثر بشكل “سلبي على مناحي الحياة في البلد وسيكون ذا عواقب وخيمة على الاقتصاد المعتمد على الاستيراد خاصة من حيث الأسعار”.
ما هو مرض الحمى القلاعية؟
وتعد “الحمى القلاعية” فيروسا يصيب بشكل مباشر الأبقار والإبل والأغنام بدرجة أقل، كما ينتقل بين الحيوانات بواسطة الحشرات أو عبر الأكل أو الشراب الموبوء.
وتأتي أبرز أعراض المرض في “ارتفاع درجات الحرارة والتهاب الجيوب الأنفية وظهور حبوب على الجلد”، بحسب منظمة الصحة العالمية.
ويشير الخبراء أن هذا الفيروس يشبه وباء كورونا في طريقة انتقاله إذ يكون الحيوان ناقلا للعدوى بدرجة كبيرة، حيث يفرز الفيروس في اللعاب واللبن والبراز وينتقل من خلال مشاركة الأكل والشرب مع الحيوانات الأخرى”.
من جهتها توضح المنظمة العالمية لصحة الحيوان أن فيروس الحمى القلاعية ينتشر بين 77% من الثروة الحيوانية في العالم، ويتركز في قارة أفريقيا والشرق الأوسط وآسيا ومناطق من أميركا الجنوبية، ويجري الاعتماد على اللقاحات المناسبة لكل سلالة للوقاية من الحمى القلاعية، لتلافي تأثيراته الكبيرة على الثروة الحيوانية>
بدايات ظهور المرض بليبيا
وتُجدر الإشارة إلى أن بدايات ظهور هذا المرض في مناطق شرق ليبيا، خصوصا مدن البيضاء والمرج، كما رصد في بلدات أخرى بمناطق توكرة والجبل الأخضر شمال شرق، بحسب السلطات الزراعية التي أحصت في نوفمبر الماضي حوالي 177 إصابة، وبدايات نفوق عدد من الأبقار.
وتشكل المنطقة الشرقية في ليبيا ما يربو على 40 في المائة من إنتاج البلد من الثروة الحيوانية، يقع معظمها في منطقة الجبل الأخضر، بحسب بيانات رسمية.
ولعل المرض لم يضرب الماشية فحسب، بل انتقل إلى 19 حظيرة دواجن نفق فيها أكثر من 65 ألف طائر وفق بسبب انتشار “مخيف” لمرضي “الحمى القلاعية والجلد العقدي”.
تحركات حكومية للسيطرة على الحمى القلاعية
في هذا السياق أعلن جهاز الشرطة الزراعية، أمس السبت، منع نقل الأغنام بين المناطق، وقفل جميع الأسواق الشعبية لبيع الأغنام ببلدية ترهونة، للحد من انتشار مرض الحمى القلاعية، مع إتخاذ جميع التدابير الوقائية، للحد من انتشار مرض الحمى القلاعية بين الأغنام في البلدية.
من جهة أخرى قرر جهاز الحرس البلدي في زليتن غلق أسواق المواشي بالبلدية حتى إشعار آخر بسبب ظهور عدد من الأمراض الوبائية الحيوانية، وانتشارها من منطقة إلى أخرى.