ليبيا .. بوابة الخير
بقلم الكاتب الصحفي كرم جبر
رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام – مصر
من الأمور المبشرة بالخير، أن تتوافق مصر وتركيا، خلال زيارة الرئيس أردوغان، على ضرورة الإسراع بإجراء الانتخابات التشريعية فى ليبيا، والدفع نحو توحيد المؤسسة العسكرية، وهذا هو موقف مصر الثابت منذ إندلاع الأزمة.
وإذا تحقق ذلك فسوف نضمن أمن الحدود الغربية، بعد التخلص من المليشيات المسلحة، وسيطرة القوات المسلحة العربية الليبية على كامل الأراضى الليبية، وأمن واستقرار ليبيا ينعكس على الأمن القومى المصرى.
وإجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية، يؤدى إلى القضاء على الانقسام والصراع حول السلطة، ويحفظ وحدة الأراضى الليبية، ويقضى على محاولات التقسيم، وهذا أيضا ينعكس على الأمن القومى المصرى.
لم تتدخل مصر فى الشأن الليبى إلا عندما بدأ الخطر يقترب من حدودها، وكان الرئيس السيسى حاسما، حين أكد أن سرت خط أحمر، وفهمت الأطراف المعنية مغزى رسالة الرئيس وجديتها.
وإذا عادت ليبيا قوية وموحدة فمصر فى صدارة المستفيدين، عندما تتحول حدود جارك من الخطر والتوتر، إلى بوابة لعبور الخير بين الجانبين، وتبادل المنافع المشتركة.
أسطورة «السرب»
يوم 15 فبراير 2015 أذاع تنظيم “داعش” فيديو لذبح 20 مصرياً قبطياً على شاطئ سرت، ولم تمض 24 ساعة حتى كان سرب الطيران المصرى يدك معسكرات الإرهاب فوق رءوسهم، فتحولت إلى ما يشبه جهنم الحمراء.
قال الإرهابى المجرم قائد المذبحة أنه أختار ساحل البحر الذى أغرقت فيه أمريكا أسامة بن لادن، وأعقب ذلك منظر حزين لمياه البحر الحمراء مختلطة بالدماء، لإضفاء طقوس الرعب والذعر والهلع فى النفوس، ولكن الإرهابيين هم الذين حصدوا الرعب والخوف، على أصوات القنابل والمتفجرات وأزيز الطائرات المصرية وهى تصليهم ناراً حامية.
لم ينس جمهور السينما العالمية حتى الآن أبشع مناظر الموت فى الأفلام السينمائية، ليوناردو دى كابريو فى «تايتانيك»، وهو يلفظ أنفاسه فى المياه المتجمدة بين يدى حبيبته، وميل جيبسون فى فيلم «القلب الشجاع»، وهو يموت بالخازوق، وتفكيك العظام بآلة جهنمية، وبطل فيلم «الموت الصعب»، وهو يسقط من أعلى قمة ناطحة سحاب.. وظن الإرهابيون أنهم يصفون موتاً مرعباً من نوع جديد يثير الفزع فى نفوس المصريين.. ولكن حطم “السرب” أسطورة الخوف، وسطر ملحمة مصر العظيمة التى لا تترك ثأر أبنائها أينما كانوا.
“السرب” رفع رؤوسنا عالية فى السماء، وأكد روعة العمل البطولى العظيم للجيش المصري، لأنه يرسخ فى الأذهان عدالة الثأر وقوة الحق.
الضحايا المصريون كانوا أكثر شجاعة وصبراً، وأكثر جرأة من القتلة المجرمين، فرؤوسهم مرفوعة فى السماء تناجى رب الكون، بينما القاتل مطأطأ الرأس فى خزى وعار، وهو يعلم جيداً أن جريمته لن تمر دون عقاب، وأن لعنة السماء تهبط عليه كالصاعقة، وأن البحر الذى تلونت مياهه بدماء الضحايا، ستحكى أمواجه أسطورة “السرب”.