في الذكرى الـ 13 للمؤامرة.. ننشر روايات شهود عيان على أحداث فبراير 2011
ملف خاص إعداد – الموقف الليبي
(التقرير الأول)
تعيش ليبيا هذه الأيام ذكرى حزينة مرتبطة بالغزو الأجنبي لأراضيها في 2011، وإسقاط النظام الوطني بقيادة الراحل معمر القذافي ضمن مؤامرة مكتملة الأركان نفذتها أمريكا دول أوروبية منخرطة في حلف الناتو الصليبي بمساعدة عدد من الدول العربية وأصحاب الأجندات من الخونة والعملاء والمرتزقة والمأجورين.
وبعد مرور 13 عام على هذه المؤامرة التي يتجرع الشعب مرارتها حتى هذه اللحظة، تشهد ليبيا حالة من عدم الاستقرار السياسي والأمني، لاسيما في المنطقة الغربية التي يسيطر عليها مليشيات تابعة لحكومة الدبيبة منتهية الولاية، كما فشل قادة فبراير في إرساء نظام ديمقراطي رغم مرور كل تلك السنوات من خلال تنظيم انتخابات حرة تفرز سلطة شرعية تقود البلاد نحو التنمية المستدامة.
وفي الذكرى الثالثة عشر للمؤامرة على ليبيا، نقلت صحيفة “الموقف الليبي” لقرائها روايات بعض المسؤولين من الذين عايشو تلك الأحداث من بدايتها وكانوا شهود عيان على ماحدث من تخطيط وتنفيذ وتدمير للدولة الليبية.
درنة نقطة انطلاق المؤامرة
في البداية يقول “قويدر الغيثي” أحد مسئولي التثقيف بفريق العمل الثوري درنة في رواية له عن الأحداث في درنة مركز انطلاق مؤامرة فبراير: “كنت شاهدا على ما حدث في درنة باعتباري منسق التثقيف بفريق العمل الثوري، وكنت أيضًا ضمن الشهود على أحداث اغتيال الشهيد الأول عاشور حمد خليفة”، حيث كنت ضمن الفريق التابع له.
وتابع الغيثي أن الراحل “خليفة”، كان قد خرج في مهمة وتم اغتياله بعدها بدقائق، ومن بعدها تتابعت الأحداث، مشيرًا إلى أن انطلاق الأحداث من درنة لم يكن غريبًا باعتبارها قاعدة جمعت العديد من المتطرفين منذ 1982 لوجود العديد من المتطرفين ومعاقل الإرهاب بداخلها، والذين لم تستطع الأصوات الوطنية مجابتهم في ذلك الوقت.
واستكمل الغيثي، أن الجهات الأمنية بدا أنها على علم بالأحداث في ذلك الوقت حتى أن التعليمات كانت وقتها بتجاهل اتصالات الجمهور القلقة بشأن الأحداث، حتى أن المخطط الغربي لم يكن مفاجئ للعديد من المسئولين في ذلك الوقت.
وأكد، أن الحل الحقيقي هو ثورة شعبية على الفوضى، فالشعب الليبي دفع ويلات تلك الأحداث ويظهر ذلك جليًا في في طوابير المخابر وطوابير السلع فضلًا عن ندرة الغاز والكهرباء وحتى الرواتب تتأخر بالأسابيع بعدما كانت ليبيا مقر عمل للعديد من الجاليات إلى جانب الشعب الليبي المعذب.
وأعرب الغيثي عن أمله في أن يقاوم الشعب الليبي ما وصلت إليه أحوال البلد، حتى ينتزع حقوقه البسيطة التي سلبوها منه بمطامع وفتن مختلقة من أطراف خارجية.
ليبيا في مواجهة الناتو
وأكد الدكتور امحمد الذهيبي، سبها، أن أحداث فبراير كانت مؤامرة كبيرة، مدبرة من أطراف خارجية هدفها في المقام الأول ليبيا وثرواتها، مشيرًا إلى أن ثورات الربيع العربي المزعومة كان المقصد منها ليبيا وإسقاط الدولة والسيطرة عليها.
وأشار الذهيبي، إلى أن المواجهات كانت كبيرة، حيث وجدت ليبيا نفسها تواجه العالم كله وحدها من دول الناتو والهيمنة الأمريكية والعديد من الأنظمة الكبرى، بمؤامرة خبيثة، موضحًا أن المخطط بدأ بإقصاء كافة الرموز السياسية في ليبيا أولًا ومن بعدها السيطرة على الأجهزة الأمنية باستخدام المليشيات.
ولفت الذهيبي، إلى أنه كان على علم بأن هناك مؤامرة كبرى تحاك على شرق أفريقيا قبل فترة من أحداث فبراير فضلًا عن معرفة العديد من الجهات الليبية بالأمر، لكن لم يتم الأخذ بالاعتبار أن تلك المؤامرة قد تطول نيرانها ليبيا بتلك السرعة.
وآدان الذهيبي، إجراءات العزل السياسي التي تنتهجها حكومة الدبيبة المنصبة من الغرب لأغراض دنيئة، لافتًا إلى أنه لا يلوم من أبعد نفسه عن المشهد السياسي بعد أحداث فبراير بالصمت الاختياري، لأن تلك الحقبة كانت مأساوية وأكبر من الجميع.
طرف ثالث
وكشف الإعلامي صبري المبروك، عن وجود طرف ثالث في واقعة إطلاق النار في أحداث فبراير 2011 بمنطقة فشلوم على عدد من الأشخاص بعد خرجوهم من صلاة الجمعة يوم 25 فبراير، والإعلام الأجنبي أتهم جهاز الدعم والشرطة بقتلهم لكن أهالي الضحايا أكدوا أن إطلاق النار كان من الجهة الأخرى.
وأضاف المبروك: عندما تحدثنا مع قيادات فبراير عند دخولهم لطرابلس كان القناصة يطلقون النار علينا وعليهم، والطرف الثالث كان متمثل في الجماعة الليبية المقاتلة بقيادة عبدالحكيم بلحاج وأبوعبيدة
وأشار المبروك إلى واقعة اعتقاله يوم 24 فبراير 2011،
وكان من ضمن المسلحين جماعات مصرية ومغاربة وفلسطنيين وقيادات عسكرية قطرية، وكل من اعتقل وقت الأحداث وذهب إلى سجن معتيقة شهد ذلك.
وطالب المبروك بتحقيق مستقل في أحداث فبراير من الطرفين للوصول للحقيقة مع أن ثورة الكرامة أوضحت أن الإرهابيين هم من قادوا فبراير.
وقال: نتمني أن تتضافر الجهود وتوثق كل أسماء الشهداء في ملحمة المقاومة 2011 من أبناء قوات الشعب المسلح والحرس الشعبي والحرس الثوري الأخضر”، مضيفا: بصفتي كنت مدير إدارة الأخبار والشؤون السياسية في قناة الجماهيرية، ورغم قصف الناتو القناة ثلاثة مرات والهجوم عليها في 20 فبراير واستشهاد عدد من قوات الدعم،
ورغم محاولة الجامعة العربية حجب القناة من النايل سات، لاننسى بعض المواقف من الأشقاء الإعلاميين والصحفيين في دول الأردن وموريتانيا.