شعبنا لن يرضخ لجنون الحرب والبهتان وسيواصل النضال
محمـد علوش
تتوسع دائرة الحرب ضد شعبنا الفلسطيني حيث تمنع إسرائيل القوة القائمة بالاحتلال بتنفيذ جرائمها الحربية العدوانية البربرية لليوم السابع والعشرين بعد المئة، في ظل دعم أمريكي غير محدود لهذه الحرب الإسرائيلية الشاملة في مواجهة قطاع غزة الذي يئن تحت قصف وعدوان إسرائيل الإرهابية في تجاوز كافة القوانين والأعراف الدولية ومخالفة كافة القرارات بما في ذلك الاستهتار بمحكمة العدل الدولية وقراراتها بخصوص حرب الإبادة الجماعية.
ولا رهان أبدًا على المواقف والتحركات الأمريكية التي تطلقها الإدارة الأمريكية بين فينة وأخرى فيما يتعلق بالاعتراف بالدولة الفلسطينية وحل الدولتين، ومن غير المقبول بناء آمال فلسطينية على مواقف هذه الإدارة أو غيرها، فكل هذه المواقف مجرد أوهام ومحاولات أمريكية لذر الرماد في العيون وفرض رؤية أمريكية للحل بعيدًا عن قرارات الشرعية الدولية، ولنا تجارب سابقة وطويلة مع الإدارات الأمريكية التي كان دائمًا منحازة للاحتلال وشريكًا فعليًا له في سياساته وإجراءاته وفي حربه العدوانية التي تشكل فصلًا دمويًا في تاريخ البشرية التي يجب معاقبته عليها وملاحقته في المحافل الدولية.
الولايات المتحدة الأمريكية ليست مجرد داعم ومساند للاحتلال الإسرائيلي، بل هي شريك مكتمل الأركان قولًا وفعلًا، وإذا أردنا أن نقف أمام موقف أمريكا فعلينا أن نراجع مواقف الرئيس بايدن ووزير خارجيته بلينكن وجولاته المتكررة إلى المنطقة وإلى كيان الاحتلال الذي يطلق في كل مرة مواقف داعمة للاحتلال ويجدد فيها تبنيه مواقف حكومة ومجلس حرب الاحتلال، حيث نواجه فعلًا حربًا أمريكية إسرائيلية، والولايات المتحدة تشكل الغطاء والحماية واليد الضاربة للأهداف التي لا تستطيع إسرائيل الوصول إليها على مستوى المنطقة ككل، حيث تتسع دائرة الحرب لتكون حربًا واسعة النطاق في عداء أمريكي غربي إسرائيلي للشعب الفلسطيني وشعوب المنطقة العربية التي تتعرض لعدوان حربي انتقامي من قبل محور الشر والحرب والطغيان في محاولة لثني شعبنا وأمتنا عن مصيرنا المشترك وعن حقنا في مواجهة وإفشال مخططات الإدارة الأمريكية التي حدود لها.
وإذا ما تابعنا حيثيات التهدئة والحديث عن اتفاقيات ممكنة نجد النفوذ الأمريكي الذي يتصدر المشهد، ونجد تدخلات مباشرة من أركان الإدارة في تقديم كل أشكال الدعم لحكومة نتنياهو من أجل تحقيق أهدافها سواء بالحرب أو بالمفاوضات التي تتم بوساطات من أطراف متعددة وأبرزها الوساطة القطرية والمصرية، ومع حرصنا ودعوتنا لأهمية مثل هذه المفاوضات من أجل التخفيف من آلام شعبنا في قطاع غزة ومن أجل إدخال المساعدات العاجلة لهم وضمان صفقة تبادل أسرى متكافئة تضمن حرية عدد كبير من أسرى الحرية الفلسطينيين من ذوي الأحكام العالية والمؤبدات في سجون ومعتقلات الاحتلال، إلا أننا نبقى حذرين تمامًا من هذا النفوذ والتدخل الأمريكي الذي يجند كل الإمكانيات لخدمة أهداف الاحتلال في وقت نفتقد فيه أي موقف عربي رسمي داعم ومساند للقضية الفلسطينية وللمقاومة الفلسطينية من أجل إنهاء الحرب بضمانات تكفل عدم الاستمرار في الحرب والانسحاب الكامل من قطاع غزة ورفع الحصار والبدء بعملية واسعة للإعمار تبدأ بإدخال المساعدات الغذائية والعلاجية وكل وسائل الصمود وأسس الحياة لمن قست عليهم الحرب وفقدوا الغالي والنفيس في هذه الحرب الظالمة وغير المتكافئة التي كانت دون شك حربًا كاشفة، حيث كشفت حقائق مذهلة وستكون لها تداعيات كبيرة، ولا يمكن لشعب مظلوم ومضطهد ومعذب ومحتل أن ينسى وأن يغفر وأن يقبل بمثل هذا الظلم التاريخي الذي وقع عليه وأن يرضخ لجنون الحرب والبهتان.
شعبنا سيواصل النضال ولا طريق أمامه سوى النضال من أجل الحرية والكرامة الوطنية وتحقيق الاستقلال الناجز.